مع ارتفاع حدة التوتّر بين الولايات المتحدة الأميركية وطهران، وحديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "قطع أذرع إيران" في المنطقة، يحذّر سياسيون ومراقبون عراقيون من تداعيات وانعكاسات الخلافات الأميركية – الإيرانية، على العراق، وذلك على الصعيد الاقتصادي والسياسي والأمني أيضاً.
ومؤخراً، أكدت وزارة الخارجية الأميركية في تصريح لمنصّة "الجبال"، عدم تجديد الإعفاء الذي يسمح للعراق بشراء الكهرباء من إيران، فيما حثّت الحكومة العراقية على "إنهاء الاعتماد على مصادر الطاقة الإيرانية"، حيث أشارت إلى أنها "لم تجدد الإعفاء الذي يسمح للعراق بشراء الكهرباء الإيرانية، بناء على مذكرة الأمن القومي الرئاسية رقم 2، والتي تضمن عدم السماح لإيران بأي قدر من الإغاثة الاقتصادية أو المالية".
تداعيات في 3 محاور
النائب عن الاطار التنسيقي مختار الموسوي، حذّر من انعكاسات أي توتّر بين واشنطن وطهران، على العراق.
وقال الموسوي في تصريح لمنصّة "الجبال"، أنه "بما لا يقبل الشك، فإن العراق سوف يتأثر بأي توتّر جديد ما بين الجمهورية الإيرانية والولايات المتحدة، وهذا التأثير سيكون له تداعيات اقتصادية وأمنية وحتى سياسية، ولهذا العراق دائماً ما كان يريد التهدئة ما بين الطرفين طيلة السنوات الماضية".
وبين، أن "بداية التوتّر بين واشنطن وطهران، هو التأثير على أزمة الكهرباء وهذا تداعياته كبيرة وخطيرة على الوضع الداخلي العراقي، وسيكون العراق مقبلاً على صيف ساخن، واستمرار هذا التوتر والتصعيد فيه من قبل الطرفين قد يدفع الى تداعيات أمنية في المنطقة، والعراق سيكون أول المتضررين بكل تأكيد".
مخاوف من "تحوّل" العراق لساحة صراع
من جانبه، حذّر تحالف "العزم"، أحد التحالفات السياسية السنية، ممّا وصفه بـ"تحويل" العراق إلى ساحة صراع ما بين أمريكا وإيران خلال المرحلة المقبلة.
القيادي في التحالف عزام الحمداني، قال في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "العراق سيتأثر بأي أحداث تجري في المنطقة، وخير دليل على ذلك، تأثّره بما جرى في لبنان وغزة، وأي توتّر وتصعيد ما بين إيران وأمريكا سيكون له تداعيات سلبية على مختلف الأصعدة، والخشية من تحول العراق إلى ساحة لهذا الصراع خلال المرحلة المقبلة".
وشدد الحمداني، على أن "العراق يجب أن يستمر في سياسة الحياد والتوازن بكافة علاقاته الخارجية ورفض أن يكون طرفاً بأي صراع إقليمي او دولي، فدخوله بهذا الصراع سيكون هو الخاسر الأكبر، كما على كل الأطراف السياسية الابتعاد عن الانخراط بأي تصعيد مرتقب ما بين واشنطن وطهران، ويجب ان تكون الجبهة الداخلية موحدة بالمواقف الوطنية حصراً".
تحذير من عودة نشاط الفصائل ضد مصالح أميركا
الخبير في الشؤون الاستراتيجية أحمد الشريفي، ربط التصعيد والتوتّر ما بين طهران وواشنطن، بـ"عودة نشاط الفصائل المسلّحة في العراق".
وفي حديث لمنصّة "الجبال"، قال الشريفي، إن "تصاعد التوتّر ما بين واشنطن وطهران وتشديد العقوبات الأميركية بشكل اكبر ضد إيران، قد يدفع إلى إعادة نشاط الفصائل المسلحة في العراق ضد الأهداف والمصالح الأميركية، حتى يكون هذا الأمر ورقة ضد ضغط لإيقاف عقوبات أشد ضد ايران".
وبين، أن "هذا الأمر سيكون له تداعيات أمنية خطيرة على العراق في حال عاودت الفصائل أي أنشطة عسكرية ضد الأهداف والمصالح الأميركية، فهذا سيدفع إدارة ترامب لاتخاذ قرارات عسكرية ضد تلك الفصائل وقياداتها ومن المؤكد العراق سيكون المتضرر الأكبر في هذا الصراع، ولهذا يجب الابتعاد عنه واتخاذ موقف المحايد".