ذوو ضحايا مجزرة الزيتون في "صدمة" إثر إطلاق سراح نزار.. الاحتجاج أو لقاء زيدان بعد الأربعينية

5 قراءة دقيقة
ذوو ضحايا مجزرة الزيتون في "صدمة" إثر إطلاق سراح نزار.. الاحتجاج أو لقاء زيدان بعد الأربعينية

"الجبال" تنقل شهادات من ذوي ضحايا "مجزرة الزيتون" بعد الإفراج عن عمر نزار

لم يكن خبر إطلاق سراح الضابط "عمر نزار"، خفيفاً على ذوي ضحايا مجزرة "جسر الزيتون" في الناصرية، حيث عبروا عن صدمة وإحباط كبيرين، خلال مقابلات مختلفة أجريت معهم. 

 

وعبّر ذوو الضحايا عن صدمتهم من هذا القرار، إذ "كانوا يتوقعون أن يتم تأييد الحكم السابق (حكم عليه بالمؤبد العام الماضي) أو تشديده نظراً لجسامة الجريمة التي ارتكبت بحق أبنائهم".

وأفاد بيان قضائي، بأن المحكمة أفرجت عن الضابط عمر نزار الذي يحمل رتبة مقدم في وزارة الداخلية لـ"عدم كفاية الأدلة"، بعد أن قامت محكمة جنايات ذي قا بإدانته والسجن المؤبد على نزار في حزيران 2023؛ لضلوعه في مجزرة راح ضحيتها أكثر من 300 قتيل وجريح. 

 

 

ذكرى على الجسر

 

مجزرة جسر الزيتون ما زالت عالقة في أذهان أبناء هذه المدينة (الناصرية)،  ففي ليلة دامية قامت قوة عسكرية يوم 27 - 28 تشرين الثاني 2019، بحدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، باقتحام الجسر الذي كان مقطوعا من قبل المحتجين ضمن اعمال العصيان المدني.

 

 وحاولت هذه القوة إزاحة المحتجين، إلا أنه تم مواجهتهم بالرفض والصدام، فتم مجابتهم بالرصاص الحي. وقد وصلت القوة الأمنية على مقربة من ساحة الاحتجاج، ولم تصمد هذه القوة لكثرة المواجهة من قبل المحتجين، مما أسفر عن سقوط قرابة الـ 50 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، وبقي الجسر مغلقاً لأكثر من عام حزناً على الضحايا، وكان ما جرى نقطة تحول، حيث استقال على إثرها رئيس الوزراء الأسبق، عادل عبد المهدي.

 

"ابني كان أعزلاً" 

 

جواد الوائلي والد الشاب أحمد، أحد ضحايا الجسر، تحدث عن الدوافع التي دعت ابنه للخروج والتظاهر في ذلك الوقت، مؤكداً على قناعات ابنه "بأهمية التغيير والإصلاح"، وقال إن "دماء الشهداء لن تذهب سدى".

وأضاف الوائلي أن "ابني ورفاقه كانوا يحاولون تغيير واقع المحافظة حتى وإن كلفه الأمر دمه ليكون مناراً للآخرين، ولتكون المكاسب لمن بعده وليس الأهم أن يكون هو موجوداً في الحياة، فهذا هو الهدف الذي خرج من أجله ودافع وقاتل وهو أعزل لم يحمل السلاح بوجه أي قوة".

 

"موعدنا بعد الأربعين"

 

أما حيدر الصالحي شقيق أحمد فاضل، وهو ضحية أخرى من المجزرة، عبر عن صدمة يعيشها في الوقت الحالي عند سماعه قرار الإفراج عن الضابط نزار، لعدم كفاية الأدلة في ظل عشرات الشكاوى الذي تقدم بها المتظاهرون آنذاك ضد المتهم بحادثة جسر الزيتون.

 

الصالحي يتذكر ما جرى في الزيتون وكأنه جرى يوم أمس، وكيف تلقى خبر تعرض شقيقه صاحب الـ 18 عاماً إلى إطلاق رصاص من قبل القوات الأمنية، ولبعد المسافة بين بيته والمستشفى قام الصالحي بالاتصال مع اصدقائه ليتفقدوا صالات الطوارئ والعمليات، ولكن لم يجدوه شقيقه الأصغر، إلا في باحة الطب العدلي، وهو مسجى مع شباب آخرين على الأرض لقوا حتفهم جراء الصدام مع القوات الأمنية.

 

ويكمل الصالحي قائلاً إنّ شقيقه "خرج مع أصدقائه وبقية المتظاهرين بعد أن وجدوا الحال في البلاد لا يحتمل، وإن الفرصة قد أتت من أجل إصلاح المنظومة الحاكمة، ولكن للأسف تم مجابتهم بالرصاص الحي".

 

ويؤكد أن الدعاوى القضائية التي تم تقديمها في حادثة مجرزة الزيتون تصل قرابة "الـ200 دعوى مرفقة بالشهود والأدلة والقرائن"، مضيفاً أن "قرار المحكمة دفعنا اليوم لأن يكون لنا موقف ما بعد زيارة أربعينية الإمام الحسين من خلال خطوات تصعيدية سلمية من التظاهر أو اللقاء برئيس مجلس القضاء الأعلى للنظر في القضية".

 

 

الإفراج تكرر أكثر من مرة 

الناشط في تظاهرات تشرين وأحد الناجين من مجزرة جسر الزيتون حسن هادي، قال إنه لم يستغرب قرار المحكمة بالإفراج عن الضابط، مضيفاً أن "حادث الإفراج عن عمر نزار سبقتها حوادث أخرى مثل الإفراج عن قاتل هشام الهاشمي، والإفراج عن قاسم مصلح المتهم بقتل المتظاهر إيهاب الوزني وغيره".

 

ويتساءل هادي بعد الإفراج المتكرر للمتهمين: "إذا من هم الذين قتلوا المتظاهرين برصاص حي ومن أين جاءت هذه القوات لتقوم بالقمع".

وأشار إلى أن عشرات الأدلة والشهود "سراً وعلناً" حضروا إلى المحكمة لتقديم إفاداتهم حول الحادثة، ولكن يتضح أنه لم يتم الأخذ بنظر الاعتبار، مبيناً أنه الآن "يتم التنسيق مع ذوي الشهداء وبقية متظاهري تشرين لاتخاذ خطوات لاحقة ما بعد الزيارة الأربعينية ليكون لمتظاهري تشرين موقف مما يحصل".

 

وتعد مدينة الناصرية آخر المدن العراقية التي علقت احتجاجاتها التشرينية في 28 تشرين الثاني 2021 إذ شهد في حينها تحولًا عنيفاً في مسار الاحتجاجات، حيث قام أنصار التيار الصدري بالدخول إلى ساحة الحبوبي ليلاً، واشتبكوا مع المتظاهرين في مواجهات عنيفة وأسفرت عن حرق خيم المتظاهرين.

 

الجبال

نُشرت في الجمعة 16 أغسطس 2024 03:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.