ردّت الحكومة المحلية في البصرة، الأربعاء 5 آذار 2025، على التصريحات التي أدلى بها عضو مجلس المحافظة علي العبادي، حول تكاليف مشروع "فوانيس رمضان" في المحافظة، مشيرة إلى أن ما تم تداوله حول صرف أكثر من 9 مليارات دينار "غير دقيق".
وأثارت قضية "فوانيس رمضان"، ضجة واسعة وردود فعل متفاوتة، بعد انتشارها في محافظة البصرة قبيل حلول الشهر بأيام قليلة، وتداول الملف في منصّات التواصل الاجتماعي.
وقال نائب محافظ البصرة الإداري ماهر العامري، في حديث لـ"الجبال"، إن "التكلفة الفعلية للمشروع هي 798 مليون دينار فقط، وتشمل جميع المجسمات والفوانيس المنفذة في شوارع المدينة"، موضحاً أن "المشروع هو من مشاريع ديوان المحافظة ولا علاقة للبلدية به".
وأضاف العامري، أن "الحكومة المحلية ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد من يضلّل الرأي العام ويضرّ بسمعة المحافظة"، مؤكداً أن "الأرقام المتداولة لا أساس لها من الصحة".
في المقابل، أعرب عضو مجلس محافظة البصرة علي العبادي، عن استغرابه من التأخير في الردود الرسمية على العديد من القضايا التي وصفها بـ"الهامة" في المحافظة؛ بما فيها "قضية الفوانيس"، مشيراً إلى أنه "سيقوم بفتح دعاوى قضائية ضد الجهات المعنية تلكؤ المشاريع وبعض الملفات الأخرى".
وقال العبادي في حديث لـ"الجبال"، إنه "كان من المفترض على الموظف المعني أن يقدم (التندر) بشكل رسمي ويعرض الشركة المحالة إليه"، مشيراً إلى أن "بلدية البصرة أجابت على بعض الاستفسارات بخصوص الفوانيس، بينما ديوان المحافظة لم يردّ حتى الآن".
وأضاف، أن "الحكومة المحلية ستكرر الكتاب الرسمي"، مؤكداً أن "البلدية هي المعنية بالأمر، وأن التأخير يعتبر كارثة في العمل المهني".
العبادي لم يتوقف عند هذا الحد، بل فتح العديد من الملفات الأخرى "التي لم تجد أي تجاوب رسمي، ومنها قضية المجمع السكني والتجاوزات بالإضافة إلى مشروعات هامة مثل جسر شط الزبير وجسر المطيحة، التي وصفها بأنها شهدت تكاليف غير مبررة"، مؤكداً أن "تكلفة جسر شط الزبير تعادل ضعف تكلفة جسر الإيطالي رغم أن امتداده لا يتجاوز 300 متر".
وأضاف العبادي، أنه "سيقوم بفتح دعاوى قضائية ضد الجهات المسؤولة في العديد من المشاريع التي شهدت التلكؤ، ومنها مشاريع الصحة، مثل مستشفيات أبي الخصيب، الهارثة، والزبير، التي لم يتم إنجازها رغم مطالبات مجلس المحافظة المستمرة منذ عام".
وفي وقت سابق، قال علي العبادي، إن "الفوانيس التي تُقدر قيمتها بين ستة إلى تسعة مليارات دينار، كانت أموالها قد تُحدث تغييراً في البصرة".
وأكد العبادي عبر تصريح خصّ به "الجبال"، أنه "قدّم كتباً رسمية للجهات المختصة، ويتوقع الحصول على إجابات حاسمة قريباً"، مبيناً أن "هذا الرقم الضخم قد يُنقذ حياة آلاف المرضى عبر توفير علاجات طبية قد تتطلب السفر إلى الخارج".
وأشار إلى، أن "هذه الأموال قد تكون نقطة تحول حقيقية لمناطق خور الزبير، الزريجي، والثغر، وغيرها من المناطق المهمّشة التي تعاني من الإهمال".
وذكر العبادي أن "خمسة مراكز صحية وخمس مدارس جديدة قد تكون من نصيب البصرة في حال تم استثمار المبلغ بشكل صحيح"، لافتاً إلى أن "الأيام القادمة ستكشف عن الرقم الفعلي، ليتم اتخاذ القرارات المهمة التي ستُغير وجه العديد من المناطق".