أكد رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، منع العراق لأي عمل يؤدي إلى الإخلال بالأمن، أو تعريض مستشاري التحالف الدولي في العراق لأي خطر، مشدداً على ضرورة اضطلاع الدول الكبرى بدورها في وقف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وخرق سيادة دول المنطقة.
وفي اتصال هاتفي أجراه السوداني مع بلينكن، في ساعة متأخرة من ليل أمس الإثنين، بحث الجانبان تطورات الأوضاع في المنطقة وجهود دعم الاستقرار الإقليمي والدولي. ذلك تزامناً مع توسع الأحاديث وتكرارها عن رد إيراني مرتقب على إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة وسط طهران.
وحسب بيان صادر عن مكتب السوداني اليوم الثلاثاء 13 آب 2023، "جدد السوداني، خلال الاتصال، موقف العراق المبدئي من الأسباب الحقيقية وراء زعزعة الاستقرار، المتمثل باستمرار العدوان على غزّة، وضرورة أن تضطلع الدول الكبرى والمنظمات الأممية بكامل دورها لوقف الجرائم التي تُرتكب بحقّ الشعب الفلسطيني، وأن تُطبق على المعتدين القوانين الدولية الخاصة بمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، ووقف هذا التوحش الفضيع، فضلاً عن منع خرق سيادة دول المنطقة".
كما أكد التزام العراق بـ "منع أي عمل موجّه يؤدي إلى الإخلال بالأمن، أو تعريض مستشاري التحالف الدولي لمحاربة داعش المتواجدين في العراق لأي خطر"، مشدداً على "استمرار التواصل بين الجانبين من أجل إنهاء مهامّ التحالف في العراق، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية تصبّ في مصلحة تعزيز الأمن والاستقرار".
بدوره، استعرض بلينكن الذي طلب من الحكومة العراقية بوقت سابق لجم جماح الفصائل المسلحة التي تتوعد إسرائيل بالانتقام للفلسطينيين من أرض العراق، الجهود الدبلوماسية الجارية لوقف التصعيد، والتزام الولايات المتحدة الأميركية باستمرار التشاور مع الجانب العراقي بشأن قضايا المنطقة، ودعم مسار تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين.
ويواصل الكيان الإسرائيلي حملته العدوانية ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة منذ أكثر من 10 أشهر، تسبب خلالها بمقتل عشرات آلاف الضحايا في عمليات قصف بالأسلحة الثقيلة واغتيالات وتعذيب وتجويع. أخرها كان اغتيال اسماعيل هنية واستهداف مدرسة التابعين التي كانت تأوي نحو ربع مليون نازح فروا من ويلات الحرب الدائرة.
ومنذ أسابيع، يسود خطاب التهديد الوعيد بين طهران وحلفائها من جهة وإسرائيل وداعميها من جهة أخرى، في أجواء تضع المنطقة بحالة استنفار شديد تحسباً لوقوع مواجهة مباشرة قد تسوق الشرق الأوسط بكامله في حال وقوعها لمسار لا تحمد عقباه.