أعلن وزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة، أسعد الشيباني، تلقيه دعوة رسمية من السلطات العراقية لزيارة العراق، مؤكداً أنه سيزور بغداد قريباً.
جاء ذلك في حوار أجراه الوزير مع جريدة القبس الكويتية ضمن مشاركته بالقمة العالمية للحكومات المقامة في دبي، اليوم الاربعاء، وقال:"تلقيت دعوة رسمية لزيارة العراق الشقيق وسأكون في بغداد قريباً".
ويتزامن تصريح الشيباني مع تحضير العراق لاحتضان فعاليات قمّة عربية في عاصمة البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا"، عن الشيباني قوله: "فيي سوريا تخلصنا من التحدي الأكبر الذي كان يصادر كرامة وحرية الشعب السوري وهو النظام السابق"، مضيفاً: "ورثنا نظاماً اقتصادياً مدمراً وكل خبير اقتصادي يدرك هذه المشكلة، ويرتبط هذا التحدي بالعقوبات التي كانت مفروضة على سوريا بسبب النظام البائد والعقوبات يجب أن تزال مع زوال النظام".
ونوّه إلى أنه "على الآخرين دعم سوريا الجديدة وإقناع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإزالة العقوبات التي فُرضت بسبب النظام البائد".
تطرق الشيباني في حديثه إلى الحكومة السورية القادمة المقرر تشكيلها في آذار، مؤكداً: "ستكون ممثلة لجميع أطياف الشعب السوري". وقال: "كل تغيير يصاحبه بعض الهواجس ونحن نتفهم هذا الشيء، ولذلك نعمل على زرع الطمأنينة لدى الشعب السوري".
ومن المقرر، عقد القمّة العربية بدورتها العادية الـ(34)، في العاصمة بغداد، وسط تضارب في الأنباء، بشأن حضور الرئيس السوري أحمد الشرع، وما إذا كانت بغداد ستقدم دعوة رسمية له لحضور القمّة من عدمه.
ودعا السفير السوري السابق لدى بغداد، نواف الفارس، الاثنين 10 شباط 2025، الرئيس السوري أحمد الشرع، إلى إعادة النظر في "نيّة الذهاب إلى بغداد" لحضور القمّة العربية.
وقال الفارس في تدوينة تابعتها "الجبال"، "نصيحة إلى الرئيس أحمد الشرع، يُشاع أنكم تنوون الذهاب إلى بغداد لحضور القمة العربية، ولكن التاريخ علمنا الكثير، نتمنى عليكم إعادة النظر في هذا القرار".
ولم يتعرف العراق بتنصيب قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع رئيساً للبلاد حتى الآن، رغم تأكيده مراراً على احترام إرادة الشعب السوري ودعم الاستقرار في الدولة الجارة.
بهذا الخصوص، صرح عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية مختار الموسوي، في وقت سابق لمنصّة "الجبال"، بأن "العراق ليس لديه أي غموض بخصوص علاقاته مع سوريا او غيرها وهو متواصل مع سوريا بشكل مستمر ومتواصل خاصة بما يتعلق بالجانب الأمني من تأمين الحدود وغيرها من الملفات ذات البعد الدبلوماسي والاقتصادي".
وأضاف أن "العراق لم يقدّم التهنئة إلى أحمد الشرع بسبب وجود ملاحظات كثيرة عليه، وكذلك على بعض شخصيات حكومته، فهناك من عليه دعاوى بتهم إرهاب داخل العراق، لكن هذا لا يعني أن العراق على قطيعة مع سوريا، بل على العكس التواصل متواصل، لكن بغداد لديها مخاوف وكذلك حذر من التغيير الذي حصل في سوريا لغاية الآن".
فيما ذكر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، لـ "الجبال" أن "العراق لديه تحفظات كبيرة على الشرع بسبب تاريخه السابق، خاصة في قضايا الإرهاب في العراق، وقضية مباركة تسلّم الشرع تحتاج إلى اتفاق سياسي شامل، فالحكومة العراقية لا تريد الإقدام على هكذا خطوة دون توافق ودعم سياسي". وأوضح أن "العراق بشكل عام وفق سياسته الخارجية لا يريد أي قطيعة سياسية أو أمنية أو حتى اقتصادية واجتماعية مع سوريا، فهذا الأمر ربما يشكّل تهديداً للأمن القومي العراقي".