فسّرت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، الأحد 9 شباط 2025، أسباب "غموض" العراق في علاقته مع سوريا برئاستها الجديدة المتمثلة بأحمد الشرع.
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة في 31 كانون الثاني 2025، تعيين الشرع رئيساً للبلاد في المرحلة الانتقالية، ضمن سلسلة قرارات واسعة تضمنت حلّ كل الفصائل المسلحة، إضافة الى الجيش والأجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق، وإلغاء العمل بالدستور وحلّ مجلس الشعب وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود.
وقال عضو اللجنة مختار الموسوي في حديث لمنصّة "الجبال"، إن "العراق ليس لديه أي غموض بخصوص علاقاته مع سوريا او غيرها وهو متواصل مع سوريا بشكل مستمر ومتواصل خاصة بما يتعلق بالجانب الأمني من تأمين الحدود وغيرها من الملفات ذات البعد الدبلوماسي والاقتصادي".
وأضاف الموسوي، أن "العراق لم يقدّم التهنئة إلى أحمد الشرع بسبب وجود ملاحظات كثيرة عليه، وكذلك على بعض شخصيات حكومته، فهناك من عليه دعاوى بتهم إرهاب داخل العراق، لكن هذا لا يعني أن العراق على قطيعة مع سوريا، بل على العكس التواصل متواصل، لكن بغداد لديها مخاوف وكذلك حذر من التغيير الذي حصل في سوريا لغاية الآن".
وفي وقت سابق، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، في حديث لمنصّة "الجبال"، إن "العراق لديه تحفظات كبيرة على الشرع بسبب تاريخه السابق، خاصة في قضايا الإرهاب في العراق، وقضية مباركة تسلّم الشرع تحتاج إلى اتفاق سياسي شامل، فالحكومة العراقية لا تريد الإقدام على هكذا خطوة دون توافق ودعم سياسي".
وأوضح المصدر، أن "العراق بشكل عام وفق سياسته الخارجية لا يريد أي قطيعة سياسية أو أمنية أو حتى اقتصادية واجتماعية مع سوريا، فهذا الأمر ربما يشكّل تهديداً للأمن القومي العراقي".
وما تزال عدة دول عربية، تتخذ موقف الصمت إزاء تنصيب الشرع رئيساً للجمهورية السورية. فيما هنأت الشرع بالرئاسة كل من السعودية، وقطر، والأردن، والإمارات، والبحرين، ومصر، والكويت، وعمان، ومجلس القيادة الرئاسي اليمني والسلطة الفلسطينية.
وقبل أيام، قال مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، إن "موقف العراق من سوريا، عراقي بامتياز، وينطلق من المصالح العربية المشتركة، ونحن نحتاج إلى تعاون كبير مع دمشق لمحاربة الإرهاب".
وأضاف، أن "هنالك تواصلاً بين وزير الخارجية العراقي ونظيره السوري، وهناك أمور إيجابية وطيبة، ولكن نحتاج إلى بعض الإجابات عن ملفات مهمة، خصوصاً أن العراق تعرض إلى هجمات داعش والقاعدة، بالتالي نحتاج إلى تعاون كبير مع الجانب السوري في محاربة الإرهاب والموقف من الجماعات الإرهابية".
ولفت الأعرجي، إلى أن "العراق حصّن حدوده مع سوريا، والأخيرة أكدت عدم السماح لأي جماعات مسلحة بالانطلاق نحو العراق"، مبيناً "لا يوجد خطر على العراق من خارج الحدود من الجانب السوري، ولكن نحتاج إلى مزيد من التنسيق والتعاون مع الجانب السوري بهذا الصدد، والعراق مستمر بالتعاون الأمني على الرغم من أنه بشكل غير معلن".