سلمت السلطات العراقية معارضاً بحرينياً محكوماً بالسجن المؤبد إلى السلطات الكويتية أثناء محاولته الدخول إلى الأراضي العراقية لتجديد إقامته، بحسب ما أفاد به مسؤولون عراقيون ومعارضون بحرينيون لمنصة "الجبال".
هاشم شرف (36 عاماً) هو معارض بحريني أدانته السلطات البحرينية بثلاث تهم تتعلق بمشاركته في الاحتجاجات المناهضة للحكومة داخل بلاده عام 2011.
وقال معارضون بحرينيون لـ"الجبال" إنّ "أشد عقوبة صدرت بحق شرف كانت السجن المؤبد".
غادر شرف العراق يوم الأربعاء عبر منفذ سفوان الحدودي جنوب العراق إلى الكويت من أجل إنهاء تأشيرته العراقية المنتهية الصلاحية تقريباً استعداداً لتجديدها، لكن السلطات العراقية في معبر سفوان الحدودي ألقت القبض عليه وسلّمته إلى السلطات الكويتية، كما علمت "الجبال".
ويضع اعتقال شرف وتسليمه للسلطات الكويتية الحكومة العراقية في موقف محرج أمام المرجعيات الدينية في النجف وزعماء الفصائل السياسية والمسلحة الشيعية التي تربطها علاقات وثيقة بـ"المعارضة الشيعية الإقليمية"، ويثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الحكومة العراقية الحالية والمعارضة التي لجأت إلى العراق هرباً من "وحشية السلطات في بلدانها"، بحسب معارضين.
وفي السنوات الأخيرة، لجأ عشرات من شخصيات المعارضة البحرينية، وخاصة الشيعة، إلى العراق منذ سنوات بعد "تعرضهم للاضطهاد والمضايقات داخل البحرين في أعقاب احتجاجات عام 2011"، بحسب عديدين أجريت معهم مقابلات لإنجاز التقرير.
وتشير إحصائيات وزارة الداخلية العراقية إلى أن ما لا يقل عن 200 ألف حاج بحريني يأتون إلى العراق سنوياً للمشاركة في إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين.
وقالت مصادر لـ"الجبال"، إن "شرف شارك بشكل كبير في تنظيم وتسهيل زيارة هؤلاء الحجاج على مدى السنوات الخمس الماضية."
ووصف معارضون بحرينيون اعتقال شرف وتسليمه للسلطات الكويتية بأنه "إجراء تعسفي" يتعارض مع مبادئ الضيافة والإيواء التي سيطرت منذ فترة طويلة على العلاقة بين السلطات العراقية والمعارضة البحرينية.
وقال الشيخ ميثم الجمري، المعارض البحريني البارز المقيم في العراق لـ"الجبال": "فوجئنا بهذا الإجراء (اعتقال شرف)، الذي لم نره من السلطات العراقية التي كانت دائمًا ترحب بالمعارضين البحرينيين وتتفهم معاناتهم".
وقال إنّ "هاشم لم يمارس أي نشاط سياسي منذ دخوله العراق قبل أكثر من خمس سنوات ولم يخرق أياً من القوانين العراقية المعمول بها"، مطالباً الحكومة العراقية بـ"تقديم تفسير رسمي لأسباب اعتقال شرف وتسليمه للسلطات الكويتية".
وأمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بمحاسبة الضباط الذين اعتقلوا "شرف"، وأوكل مهمة متابعة القضية إلى وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري ومحاولة إعادة شرف إلى الأراضي العراقية، بحسب ما قاله مسؤولون أمنيون عراقيون لـ"الجبال".
وقال مصدر أمني لـ "الجبال" إن الشمري التقى بالسفير الكويتي يوم السبت "في محاولة للتوصل إلى تسوية تضمن عودة شرف من السلطات الكويتية قبل تسليمه إلى البحرين".
وقال ضابط كبير في وزارة الداخلية العراقية لـ"الجبال" إن "تسليم شرف للسلطات الكويتية تسبب لنا في مشكلة كبيرة مع رئيس الوزراء وأثار الكثير من الجدل"، وأضاف أن "المشكلة أننا لا نستطيع استعادته من السلطات الكويتية لأنها لا تستجيب لنا، ولا نستطيع ضمان عدم تسليمه للسلطات البحرينية".