بارزاني يتحدث عن "الانسحاب من العملية السياسية" ويحدّد ثلاثة "ثوابت" لحلّ المشاكل بين بغداد وأربيل

8 قراءة دقيقة
بارزاني يتحدث عن "الانسحاب من العملية السياسية" ويحدّد ثلاثة "ثوابت" لحلّ المشاكل بين بغداد وأربيل رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني

كشف تفاصيل اللقاء بعبدي وحذّر من خطر داعش

دعا رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، الجمعة 24 كانون الثاني 2025، الشعب الكوردي في سوريا، إلى سلك طريق الحوار، فيما دعا الإدارة السورية الجديدة إلى تفهم الخصوصية الكوردية في المنطقة، فيما حدّد 3 ثوابت، قال إنها "يجب أن تعتمد لحل الخلافات بين بغداد وأربيل".

 

وقال بارزاني في حوار متلفز تابعته منصّة "الجبال"، إنني "كنت أعرف أن نظام الأسد يعاني من عزلة قاتلة ولكن تفاجأت بسرعة انهياره، وكنت اتوقع أن هذا الانهيار يحصل في 2011 لولا تدخل روسيا"، مشيراً إلى أن "سيناريو الموصل في 2014 تكرر في حلب".

 

وأضاف بارزاني، "نأمل أن يُترجم كلام الشرع إلى فعل في المستقبل؛ لأن الكلام وحده لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة، ونأمل من الإدارة السورية الاستفادة من الماضي وحلّ المشكلات".

 

الكورد في سوريا

وعن ملف الكورد في سوريا، قال رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، إن "كورد سوريا عانوا من التعريب منذ 1962 واستمرت هذه المعاناة لغاية الآن، وندعوهم إلى سلك طريق الحوار، وكذلك نطلب من الإدارة السورية تفهم الخصوصية الكوردية في المنطقة"، مضيفاً، "علينا الانتظار بشأن وضع سوريا المستقبلي".

 

وتابع، "على الإدارة السورية الجديدة إنهاء معاناة الشعب الكوردي في سوريا وباقي المكونات"، مبيناً "نترك للكورد في سوريا قرارهم مع الإدارة السورية بشأن نوعية الحل الذي سيعتمدوه سواء إنشاء إقليم أو غير ذلك".

 

كواليس اللقاء مع مظلوم عبدي

وعن لقائه مع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي قبل أيام، كشف بارزاني، "رأينا أن الظروف مناسبة والمصلحة القومية العليا تتطلب اللقاء بمظلوم عبدي، وتبادلت معه التوقعات وحدثني عن لقائه مع الشرع وتبين هناك نقاط مشتركة وخلافات أيضاً".

 

ولفت إلى أنه "نصحت عبدي بعدم اليأس والعمل باتجاه توحيد الكلمة والموقف الكوردي والتخلص من أي نفوذ خارجي"، مشيراً إلى أن "تركيا هي التي انتصرت في سوريا، ولكن الوضع الداخلي في المنطقة الكوردية مختلف عن وضع سوريا ككل".

 

وقال: "الكورد في سوريا متفائلون بحذر؛ لأن مستقبلهم مجهول وسنبذل قصارى جهودنا لحصولهم على مستقبل مزدهر، ولم التمس من مظلوم عبدي وجود رغبة انفصالية لدى كورد سوريا، بل البقاء جزءاً من سوريا مع إعطائهم حقوقهم التي حرموا منها".

 

وأردف بارزاني بالقول، "نصحت عبدي بشأن التعامل مع الـ(بي كي كي)، بأن لا يصطدم أو يقاطع حزب العمال وأن يترك المنطقة لأن وجودهم يعتبر مشكلة كبيرة وحجة للتدخل التركي"، مضيفاً، "إقلم كوردستان بمقدوره أن يلعب دوراً مهماً ويشجع الكورد على الحوار مع دمشق والاستفادة من تجربة الإقليم دون استنساخ لتلك التجربة ونحاول أن نساعدهم اقتصادياً".

 

وبيّن بارزاني، "هناك مخاوف من تعرض الكورد في سوريا إلى ظلم ونتمنى أن لا يحصل ذلك"، موضحاً أن "تعريف الفيدرالية هو التوزيع العادل للثروة، والسلطة والفيدرالية حلاً ناجحاً للدول التي تحتوي مكونات متعددة كسوريا، ونراها الحل الأمثل لكورد سوريا، علماً أن فهم الفيدرالية على أنها تقسيم إلى دويلات خاطئ".

 

وعلق بارزاني على مصطلح "الانفصال"، قائلاً: "نحن نتصرف بعقلانية دون تهور. والانفصال كلمة استفزازية ولكن تقرير المصير حق شرعي للأمة الكوردية، ولكن بالتفاهم والتوافق مع الشعوب التي نتعايش معها في المنطقة، ولن نقبل نكران حقنا في تقرير المصير الذي نعتبره ظلماً كبيراً".

 

ولفت بارزاني إلى أن "الأمة الكوردية لم تنصهر رغم الظلم المستمر عليها منذ أكثر من 100 سنة، والكورد بنظري قضيتهم عادلة وقوية ولكن تصرف الكورد أحياناً يجعل من القضية قوية أو ضعيفة وهنا نتحدث عن الوحدة الكوردية، وللأسف بعض تصرفات الكورد أحياناً تفوّت عليهم الكثير من الفرص ولدينا الكثير من الأمثلة".

 

واستذكر بارزاني زيارته إلى مدينة قامشلي السورية في تسعينيات القرن الماضي، قائلاً: "قامشلي في القلب ونتأمل ان تكون لنا زيارة في أقرب فرصة".

 

ورأى بارزاني، أن النظام الجديد في سوريا، "يستطيع أن يستفاد بشكل كبير من تجربة العراق دون الوقوع في نفس أخطائه".

 

انتخابات كوردستان

وعن انتخابات كوردستان الأخيرة، قال بارزاني: "النجاح في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في كوردستان كان أكبر من التوقعات، علماً أن الانتخابات جرت تحت إشراف المفوضية في بغداد وتحت قوانين شرعتها المحكمة الاتحادية".

 

وأضاف، "الشعب الكوردي فشّل جميع محاولات التآمر على الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات الأخيرة"، مبيناً أن "قسماً من المتآمرين في مؤسسات بغداد والقسم الآخر المعارضة في إقليم كوردستان، وكانوا يريدون هزيمة الحزب الديمقراطي وكسره وتقسمه وتحجيمه".

 

وكشف بارزاني، عن أن "هناك وفداً من الديمقراطي الكوردستاني يجري تفاوضاً مع كل الأطراف السياسية في إقليم كوردستان، بهدف الإسراع في تشكيل الحكومة، ونتأمل أن تتشكل الحكومة بأقرب وقت".

 

ودعا بارزاني، جميع الأطراف الكوردية، إلى "تشكيل الحكومة"، منبهاً إلى أن "الوقت غير مفتوح وبعضهم يقول أن تشكيل الحكومة سيكون في شهر أكتوبر مع موعد الانتخابات الفيدرالية ونحن نقول لا يمكن ذلك".

 

العلاقة بين بغداد وأربيل

وعن العلاقة بين بغداد وأربيل، علق بارزاني، "للأسف ليس هناك جهة واحدة في بغداد تتخذ القرار، وهناك أطراف نواياها سيئة تجاه العراق وإقليم كوردستان".

 

وأضاف، "احترم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لكن هناك عقبات كثيرة في طريقه، حيث أنه اتفق مع رئيس وزراء الإقليم على أمور كثيرة ولكن الأطراف الأخرى وقفت عائقاً أمامه، وأنا في حيرة تجاه إيجاد حلول مع بغداد، ونأمل بأن تأتي الانتخابات القادمة في العراق بعقليات خالية من النوايا السيئة".

 

وعن قرار إلغاء قرار "مجلس قيادة الثورة" بشأن الأراضي في كركوك، أشار بارزاني، أن "موضوع العقارات موضوع مهم.. مجلس قيادة الثورة صادر أراضي واسعة تعود للكورد والتركمان في كركوك، وكان هناك تهرب من إلغاء هذه القرارات على مدى السنوات الماضية، والقرارات الأخيرة لمجلس النواب تعتبر نصراً للعدالة، وهذا القرار سيساعد في ملف الأراضي المتنازع عليها في كركوك، ونشكر جميع الأطراف التي أيدت إصدار هذا القرار المهم".

 

انسحاب الكورد من بغداد

وعن التلويح بانسحاب الكورد من العملية السياسية في بغداد، قال رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني: "كثيراً ما فكرنا بالانسحاب من العملية السياسية في بغداد، ونحن لسنا طلاب مناصب فيها، بل الموضوع يتعلق بحقوق قومية وكرامة شعب وشراكة حقيقية".

 

وبيّن، "هناك اتفاق مبدأي على 3 ثوابت، وهي شراكة، توازن، وتوافق، ويجب أن يحكم العراق وفق هذه الثوابت وبدونها ليس بالإمكان حل المشاكل، وإذا وصلنا إلى قناعة كاملة ويأس من تطبيق هذه المبادئ الثلاثة فلا خيار لنا غير الانسحاب من العملية السياسية".

 

وقال بارزاني: "عندما يتعلق الأمر بوجود الشعب الكوردي فهناك مئات الألوف من الشباب الكورد مستعدون للموت دفاعاً عن الشعب الكوردي، وطالما استطيع المشي فأنا مستعد للقتال".

 

خطر الفصائل والنفوذ الإيراني

وتطرق بارزاني إلى "خطر الفصائل" في العراق، قائلاً: "الخطر ابتعد عن العراق إلى حد ما، ولكنه قائم، وإذا قامت الفصائل بإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل أو عمليات عسكرية خارجية فسيكون الخطر موجوداً"، مضيفاً، "مهما كانت الصيغة التي تعمل بها الجماعات المسلحة؛ يجب أن تكون خاضعة للقائد العام للقوات المسلحة دون التدخل بالسياسة".

 

وعن النفوذ الإيراني في المنطقة، علق بارزاني، أن "النفوذ الإيراني تراجع في المنطقة وفي العراق لم يحصل تغيير بهذا الصدد، وسقوط النظام في سوريا وما حصل لحزب الله كان ضربة لإيران".

 

وأردف بالقول: "الإيرانيون أذكياء، ونتمنى بالنتيجة أن يكون هناك حل سلمي لكل المشاكل، ولكن اتصور الوضع والعلاقة مع إيران إما يكون حلاً سياسياً أو تصعيداً خطيراً، ويجب أن تكون العلاقة بين العراق وإيران وفق الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية".

 

من زاوية أخرى، قال رئيس الديمقراطي الكوردستاني: "على حزب العمال الكوردستاني ترك القتال ليكون له دور في المستقبل".

 

وأضاف، أن "العلاقة بين إقليم كوردستان وتركيا، جيدة، وممكن أن يلعب الإقليم دوراً في العلاقات بين سوريا وتركيا".

 

وعن العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية بإدارتها الجديدة ورئاسة ترامب، قال بارزاني، "كان لنا تجربة مع ترامب خلال 2016 – 2020، وكانت غير موفقة؛ لأنه لم يكن لديه معلومات عن الكورد والمنطقة، ونتمنى أن يعمل ترامب على تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة ومساعدة الشعوب المضطهدة".

 

ولفت إلى أن "داعش لا يزال يشكّل تهديداً جدياً، خاصة بعد تغييرات سوريا، فقد تضاعف داعش في العراق".

 

 

 

الجبال

نُشرت في الجمعة 24 يناير 2025 09:13 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.