قال رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الثلاثاء 21 كانون الثاني 2025، إن المجموعات المسلحة في العراق لم يبق منها إلا 3 أو 4 مجموعات، تعمل الحكومة على دمجها، معتبراً الحرب الإسرائيلية على غزة ليست مبرراً لدخول العراق إلى الحرب.
وذكر السوداني في حوار مع صحيفة سعودية، تابعته "الجبال"، أنه "بيَّنت ما سبب بقاء بعض الفصائل بعناوينها وبما تمتلكه من سلاح، رغم أنني بيَّنت أيضاً أنه ليس من باب الاتفاق أو الرفض، ولكن هذا واقع ويجب أن نتعامل معه على هذا الأساس".
وأضاف: "لا مسار أمامنا سوى الحوار والحل السياسي. علينا أن نتفهم ما هي مخاوف هذه الفصائل ومبرراتها لحمل السلاح. إذا كان حملها للسلاح خوفاً من الوجود الأجنبي، فالحكومة ماضية باتجاه تنظيم العلاقة مع هذا الوجود ضمن ما أقره الدستور والقانون. وعند ذلك لن يكون هناك أي مبرر لحمل السلاح، وبإمكان هذه المجاميع أن تنخرط في المؤسسات الأمنية أو أن تتحول إلى العمل السياسي كما قامت الكثير من العناوين".
وحول السؤال عن 65 فصيل مسلح، قال، إن "الآن تراجع العدد إلى عدد قليل جداً من الفصائل. هذا يعني أن المسار واضح، والكل يعمل على تنفيذه. لكن كانت المتغيرات التي حصلت في 7 تشرين الأول (أكتوبر) هي التي أربكت المنطقة وأثرت على كل الحسابات".
وأوضح أن ما يجري في غزة "لن يكون مبرراً أن يبادر أي طرف لاتخاذ قرار وزج البلد في آتون الحروب والصراعات"، مؤكداً أنَّ "المسار الذي عملته الحكومة هو المسار الصحيح، وسوف نستمر به لتقوية مؤسسات الدولة واحتكار وسائل العنف وأيضاً عدم السماح لأي طرف أن يصادر قرار الحرب والسلم الذي هو من ضمن صلاحيات الدولة دستورياً وقانونياً".
وعن طموح الولاية الثانية، قال: "بالتأكيد مشوار عملنا السياسي مستمر. لدينا مشروع سياسي واعد مبني على تراكمية الخبرة والتجربة التي اكتسبناها في مختلف المواقع، وخصوصاً مسؤوليتنا الأخيرة، وأيضاً مبني على علاقاتنا الطيبة مع القوى السياسية بكل توجهاتها".
وبيّن أن "هذه كلها مقدمات لتأسيس مشروع وطني جامع يأخذ على عاتقه الاستمرار بما أنجز وتحقق في هذه الفترة. وهو شيء مهم - ليس للمتحدث كرئيس حكومة - بقدر ما هو مهم للعراق والعراقيين، أن تستمر تراكمية المنجز لكي نعكس صورة الدولة المؤسساتية التي تضع مصالح البلد العليا فوق أي اعتبار".
وعن العلاقات الخارجية، أوضح أن حكومته تعمل على "بناء علاقة مؤسساتية مستقرة مع واشنطن"، بعيداً عن تأثيرات المتغيرات السياسية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "تظل شريكاً رئيسياً للعراق، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الأمني، وقد قطعنا أشواطاً في تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية، إلى جانب تطوير الشراكات الأكاديمية بين الجامعات العراقية والأميركية".
وفي الزيارة إلى بريطانيا، وفق السوداني، "كان هناك لقاء مع شركات أميركية جاءت إلى لندن وأكملنا بعض النقاشات. أعتقد أن الولايات المتحدة ستكون حاضرة في مسيرة علاقتنا على كل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية".
وأكد أن "العلاقة بين العراق والمملكة المتحدة لها خصوصية، فهي ليست وليدة اللحظة، بل تستند إلى تاريخ طويل من التعاون، بدءاً من دعم العملية السياسية بعد 2003، وصولاً إلى دور بريطانيا المحوري في مواجهة تنظيم داعش"، مشيراً إلى أن "الزيارة أسفرت عن توقيع الشراكة الاستراتيجية، التي وصفها بأنها خارطة طريق شاملة تُغطي ملفات الأمن، الطاقة، الصحة، والتعليم".
وبحسب السوداني، فإن العراق، "يعتز بعمقه العربي"، ويسعى إلى "بناء جسور متينة مع الأشقاء الخليجيين، في إطار رؤية طموحة تعزز التكامل الاقتصادي والسياسي في المنطقة".
وأكد رئيس الحكومة العراقية، أن "الرياض شريك أساسي في معادلة العراق الاقتصادية، مشيداً بالدور الذي لعبته المملكة في تعزيز الاستثمارات وتوسيع آفاق التعاون الثنائي".
وعن إيران، قال إن "زيارته الأخيرة إلى طهران جاءت ضمن جولة إقليمية شملت عواصم عربية عدَّة، وهدفت إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتنسيق الجهود في ملفات معقدة، على رأسها التطورات الأخيرة في سوريا"، مؤكداً أن إيران، "لاعب أساسي في المنطقة، ونحن نسعى إلى إدارة العلاقة معها على أسس متوازنة تحترم سيادة العراق ومصالحه الوطنية".
وأضاف أن "العراق يلعب دوراً محورياً كوسيط فاعل بين مختلف الأطراف الإقليمية"، مشدداً على أن "بغداد باتت مركزاً للحوار الهادئ الذي يهدف إلى تجسير الهوة بين الفرقاء".