تحدث وزير الخارجية العراقية الأسبق، القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، هوشيار زيباري، الأحد 19 كانون الثاني 2025، عن "محاولة تواصل" أجرتها القوى السياسية الشيعية في العراق، مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال زيباري خلال استضافته في برنامج "المقاربة" وتابعته "الجبال"، إن "القوى الشيعية في العراق حاولت التواصل مع إدارة ترامب، وفشلت بلقاء شخصيات مهمة، وأرى أن الحكومة العراقية ستتسبب بزعل بعض الأطراف في التعامل مع مرحلة ترامب المرتقبة"، لافتاً إلى أن "العراق ليس بعيداً عن العقوبات المالية".
وأضاف، أن "أميركا تتعامل مع الحشد الشعبي لكنها غير راضية عن (الفصائل الوقحة)، وإدارة ترامب لديها ملاحظات على الجانب الميليشياوي في العراق وقد يفرضون عقوبات، وسيكون العراق من صلب اهتمام إدارة ترامب ولديهم ملاحظات عليه"، مرجحاً "عدم اتخاذ ترامب لقرارات في منطقة الشرق الأوسط قبل 5 أشهر من تسلمه للسلطة".
من جانب آخر، قال زيباري، إن "هناك رغبات بتكرار التجربة السورية في العراق بانتفاض المحافظات السنية، والدول صاحبة القرار تتابع العراق وسلوكياته".
وأضاف: "ليس لدى الحزب الديمقراطي الكوردستاني قراراً بالانسحاب من الحكومة حالياً، علماً أن الإطار يحرم الكورد من قوتهم ومعاشهم، على الرغم من أن الديمقراطي الكوردستاني هو الطرف الوحيد الذي يقف مع حكومة السوداني".
وأشار الوزير الأسبق إلى أن " الإطار التنسيقي هو مطبخ قرارات تحالف إدارة الدولة والحكومة"، لافتاً إلى أن "القوى الشيعية اعتقدت خاطئة بأن بإمكانها الهيمنة بعد تشكيل الحشد الشعبي".
وعن بداية مشاكل بغداد وأربيل، بيّن زيباري، أنها "بدأت في الولاية الثانية لحكومة المالكي، والحكومات المتعاقبة لم تلتزم بالاتفاقات السياسية، لذا نضطر للجوء الى الإعلام".
وأوضح أن "موظفينا أكثر من المحافظات الأخرى؛ لأن كياننا أقدم من النظام السياسي، ومحاسبة الكورد على الرواتب وتجاهل المليارات المسروقة غير منطقي، ومشاركتنا في القرارات السياسية شكلية وليست بالمستوى المطلوب".
وتابع: "لا يوجد صراع أجنحة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني"، مبيناً أن "البارتي يمتاز بامتلاكه مرجعية ومؤسسات وهو في أفضل حالاته داخلياً وعراقياً ودولياً".
وعن إمكانية تجديد ولاية للسوداني، علق الوزير الأسبق قائلاً، إن "الولاية الثانية للسوداني غير سهلة"، لافتاً إلى أن "العلاقة مع بغداد جزء من ورقة الاتفاق السياسي لتشكيل حكومة الإقليم".
ولفت إلى أن "حكومة الإقليم ستكون ائتلافية؛ ولا نستطيع تشكيل الحكومة بمفردنا"، مضيفا: "نحن الآن قريبون جداً من تشكيل حكومة كوردستان، وأنجزنا 85% من ورقة الاتفاق السياسي".
وأشار زيباري، إلى أن "كورد العراق وسوريا يريدون دولة مدنية وليست دينية، والأمة الكوردية سعيدة باللقاء الإيجابي مع قسد بعد أن كان مستحيلاً، حيث أن علاقتنا مع قسد لم تكن ودّية، وئيس الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني بادر بإرسال مندوب لمظلوم عبدي".
وأضاف: "نصحنا مظلوم عبدي عدم التمدد خارج حدوده والانفصال عن الـ(بي كا كا)، الذي نعتبره مصيبة كبرى في سوريا والعراق".
ولفت إلى أنه "لدينا مخاوف على مصير الكرود في الإدارة الذاتية بسوريا، وهناك قلق في المنطقة العربية من صعود الإسلام الجهادي السياسي"، مشيراً إلى أن "بعض العرب يسخرون من نصح سوريا بالاستفادة من تجربة العراق".
وقال زيباري، إن "ما حصل في سوريا زلزال وبعض القيادات لايستوعبون ما حصل، ولا نتخوف من عودة داعش بل من نوع آخر مشابه".