بعيداً عن التكهّنات، أخذ الحديث عن "حلّ الفصائل العراقية المسلّحة"، منحى الجديّة، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين، والتي قال فيها إن بغداد تسعى إلى "إقناع" إحدى الفصائل التي وصفها بـ"القوية"، بالتخلي عن سلاحها.
وأشار وزير الخارجية فؤاد حسين، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، إلى أنه "قبل عامين أو ثلاثة أعوام، كان من المستحيل مناقشة هذا الموضوع في مجتمعنا، لكن الآن، أصبح وجود جماعات مسلحة تعمل خارج الدولة أمراً غير مقبول، والحكومة العراقية تجري محادثات لكبح جماح الجماعات المسلّحة"، مبيناً، أن "العديد من القادة السياسيين والعديد من الأحزاب السياسية، بدأو في إثارة النقاش بهذا الإطار، وآمل أن نتمكن من إقناع قادة هذه الجماعات بإلقاء أسلحتهم، ومن ثم الانضمام إلى القوات المسلحة تحت مسؤولية الحكومة".
وبعد اجتماع عُقد مؤخراً للإطار التنسيقي، نفى الأخير في بيان تلقت "الجبال" نسخة منه، "مناقشة الإطار المطالبة بسحب الحشد الشعبي من مناطق محددة أو دمجه ضمن وزارة الدفاع، وكل هذه الأمور لم تطرح ابداً، وهي عارية عن الصحة، ولا أساس لها البتة".
سلاح الفصائل يُحرج الحكومة العراقية
لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، أشارت إلى، أن الحكومة العراقية "مُلزمة بالحد من سلاح الفصائل المسلّحة خلال المرحلة المقبلة".
عضو اللجنة اسكندر وتوت قال في تصريح لمنصّة "الجبال"، في هذا الإطار، إن "هناك حراكاً حكومياً بالتنسيق مع الأطراف السياسية من داخل الإطار التنسيقي، من أجل الحد من سلاح الفصائل المسلحة، خاصة أن هذا السلاح أحرج الحكومة كثيراً؛ كذلك أصبح يدفع العراق نحو بعض المشاكل مع المجتمع الدولي ولهذا الحراك الحكومي حقيقي".
واضاف وتوت، أن "الكل يترقب قدوم دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وكل التوقعات تشير إلى أن ترامب وادارته سيكون لهما موقف تجاه الفصائل، وهذا قد يدفع لأحداث مختلفة في العراق خلال المرحلة القادمة، وهذا ما يثير تخوفات كبيرة".
وبيّن وتوت، أن "زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية إلى بغداد، جاءت لغرض التنسيق الأمني في محاربة تنظيم داعش والتخوف من التنظيم خاصة بعد التطورات الأخيرة في سوريا، وبالتأكيد ملف الفصائل وسلاحها كان ضمن أجندة حواراته في بغداد".
إقرأ/ ي أيضاً: بزيارة مفاجئة.. القيادة المركزية الأميركية تحث العراق على إعادة معتقلي داعش العراقيين من سوريا لبلدهم
ترامب قد يفرض عقوبات على بغداد
من جانبه، رأى الباحث والأكاديمي مجاشع التميمي، أن بغداد أصبحت الآن "مجبرة على حلّ الفصائل المسلحة لوجود رغبة وضغط دولي بشأن ذلك".
وقال التميمي في تصريح لـ"الجبال"، إن "على بغداد العمل بشكل حقيقي على حلّ الفصائل المسلحة، خاصة في ظل وجود رغبة دولية وضغط دولي من أجل ذلك، خاصة من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وهناك سعي حكومي بهذا الصدد وتصريحات وزير الخارجية العراقي كشفت ذلك بشكل علني".
وأضاف التميمي، أن "الفصائل المسلحة لغاية الآن رافضة لفكرة حلّ نفسها وإلقاء السلاح، وهذا الأمر بالتأكيد يسبب حرجاً للحكومة العراقية، ولهذا، الحكومة تفاوض الفصائل بالتنسيق مع بعض اطراف الإطار القريبة من الفصائل أو التي هي جزء من تلك الفصائل".
ذات صلة: أكرم الكعبي: نعلن تعليق عملياتنا العسكرية ضد "إسرائيل"
وبين الباحث والأكاديمي، أن "زيارة قائد القيادة المركزية الامريكية إلى بغداد بهذا التوقيت، لها رسائل سياسية وأمنية، ومن المؤكد أن ملف سلاح الفصائل أبرز الرسائل التي أوصلها إلى بغداد، خصوصاً مع اقتراب تسلّم ترامب الإدارة الأميركية، والذي سيكون له مواقف مشددة بحق الفصائل، وعدم تعامل بغداد مع تلك المواقف قد يدفع الإدارة الأميركية الجديدة نحو فرض عقوبات على بغداد".
وفي أعقاب اللقاء الذي جمع المرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، علق المرشد الإيراني عبر تغريدة على منصّة "إكس"، قائلاً، إن "وجود القوات الأميركية المحتلة في العراق غير قانوني ويتعارض مع مصالح شعب العراق وحكومته، والأدلة والشواهد تؤكّد أن الأمريكيين يسعون إلى تثبيت وتعزيز وجودهم في العراق، لذا يجب التصدي لهذا الاحتلال بجدية".
وأضاف خامنئي: "وكما تفضّل السيد السوداني، فإنّ الحشد الشعبي يشكّل أحد عناصر القوة المهمة في العراق، ويجب السعي إلى الحفاظ عليه وتعزيزه بنحو أكبر".
إقرأ/ ي أيضاً: "دمجه بالجيش العراقي يعني نهايته".. محلل إيراني: وجود الحشد غير مرتبط بقرارات الحكومة
وفي وقت سابق، قال عضو في الحكمة نوفل أبو رغيف، إن "هناك خلطاً بين مفهوم الفصائل وعنوان الحشد"، و"بعض الفصائل لا ترغب بأن تُحسب على الحشد الشعبي"، وبينما "لم أسمع حديثاً عن ملف الحشد بل فقط الفصائل"، فمن "من غير المقبول حل الحشد بجرة قلم".