سنة المفاجآت والصيف الساخن.. ما الذي يحمله 2025 للعراق على المستوى السياسي؟

5 قراءة دقيقة
سنة المفاجآت والصيف الساخن.. ما الذي يحمله 2025 للعراق على المستوى السياسي؟

تطوى صفحة العام 2024 في العراق دون معرفة واضحة للقادم على البلاد التي يشهد جارها، سوريا، تغييراً جذرياً على مستوى النظام السياسي، فضلاً عن أوضاع حليفها الأساسي في المنطقة، إيران، وما يمكن أن تأتي به رياح البيت الأبيض برئيسه الذي سيعود قريباً، دونالد ترامب، بالإضافة إلى الأزمات الداخلية التي يعاني منها العراق، كل ذلك يطرح سؤالاً ملحاً: ما الذي يمكن أن تحمله سنة 2025؟ 

 

وحاولت منصة "الجبال"، التواصل مع أكثر من محلل، لمعرفة وجهات نظرهم عن ما الذي تحمله السنة المقبلة على العراق وأوضاعه الداخلية والخارجية، فيما يجمع أغلبهم على أن الخطر الأكبر الذي يمكن أن يواجهه البلد هو متغيّرات الشرق الأوسط. 

 

ويقول الباحث في الشأن السياسي غالب الدعمي، لـ"الجبال"، إن "الأوضاع السياسية في العراق خلال سنة 2025 يعتمد على اتخاذ إجراءات الحكومة العراقية وتعاون الكتل السياسية، من أجل جعل العراق بعيداً عن المتغيرات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، والتي ممكن أن يكون العراق ضمن خارطة التغييرات المرتقبة".

 

وبين الدعمي أنه "إذا انسجمت الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية بالذهاب نحو نزع المبررات التي تتذرع بها الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي بصورة عامة بشأن وجود السلاح خارج سيطرة الدولة العراقية، والذي يعتبر هذا السلاح مصدر تهديد لعدد من دول المنطقة"، مضيفاً: "إذا استطاعت الكتل السياسية فعل ذلك مع الفصائل المسلحة، فالأمور ستكون هادئة في العراق في العام الجديد 2025".

 

واستدرك الدعمي بالقول: "لكن إذا رفضت الفصائل المسلحة ودخلت كطرف أساسي في الأزمة والصراع في المنطقة المقبلة، فإن العراق سيكون أرض معركة جديدة تكون نتائجها سلبية على العراق والشعب العراقي، وهذا أخطر ما نتوقع حصوله في سنة 2025".

 

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي، لـ"الجبال"، إنه "أعتقد أن مؤشرات ما ستكون عليه الأوضاع السياسية العراقية لسنة ٢٠٢٥ تشمل امتداداً ونتيجة لأحداث سنة ٢٠٢٤، وإذا استمر الخطاب السياسي العراقي الداخلي والخارجي بنفس العقلية التي سبقت هذه الأحداث، فقد تكون السنة الجديدة ساخنة عراقياً".

 

وأضاف العرداوي أنه "سيحمل صيفها سخونة سياسية أشد من سخونة صيف العراق اللاهب. ومن الأمور التي ستحدد مستوى السخونة طبيعة الصراع القادم بين واشنطن وطهران، والسلوك التآمري الذي تعده بعض الكتل السياسية لخصومها بهدف خلق سيناريو من الفوضى الداخلية الضامن لبقائها ونفوذها في السلطة، فضلًا عن كون هذه السنة هي سنة انتخابية لانتخابات تجري في ظرف إقليمي ودولي حساس".

 

وبين أنه "لا ننسى ملف الخدمات وما ينتجه من احتجاجات عفوية قد توظف سياسياً لأقصى حد بهدف التسقيط والفوضى، وكذلك ما قد يتعرض له العراق من ضغوط خارجية تهدف إلى التأثير على سياساته وتوازناته"، مبيناً: "على أي حال السنة مفتوحة على احتمالات كثيرة، وستعتمد مخرجاتها على وجود ساسة أذكياء قادرين على إيصال بلدهم إلى شاطئ الأمان".

 

وفي الأثناء، قال المختص في الشؤون الاستراتيجية مجاشع التميمي، إنه "في العام المقبل سنذهب إلى انتخابات نيابية وبذلك سيكون العام المقبل عاماً فيه أزمات سياسية وإسقاطات الحملات الانتخابية على الشأن السياسي، وربما سيكون عاماً صعباً على رئيس الوزراء الذي يريد أن يقطف ثمار ما قدمه من منجزات في موضوع البناء وتقديم الخدمات، لذلك ستكون أول معركة له مع القوى السياسية وهي تعديل قانون الانتخابات التي تريده القوى السياسية مانع لرئيس الوزراء في الوصول إلى الولاية الثانية".

 

وأضاف التميمي أنه "على المستوى الدولي والإقليمي، فإن المتغيرات التي تحصل في المنطقة لا يمكن التنبؤ بها ابتداءً من عملية طوفان الأقصى في شهر تشرين الثاني من العام 2023  ولغاية اليوم حصلت الكثير من الأحداث غير المحسوبة ومنها سقوط بشار الأسد، كما أن الرئيس دونالد ترامب سيعود للبيت الأبيض في العشرين من الشهر المقبل، وهذا بحد ذاته الحدث الأبرز لذلك أتوقع أن يكون هناك مزيد من المفاجآت والأحداث".

 

وبين أن "المعلومات تشير إلى أن العراق سوف يكون جزءاً من سياسة ترامب الخارجية، خاصة في موضوع القوات الأميركية في العراق وقضية الفصائل العراقية المسلحة والتوغل الإيراني الذي دائماً ما يتم ذكره في العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، لذلك أقول إن أحداث 2025 ستكون مفاجئة مع مجيء ترامب خاصة بعد تراجع محور المقاومة في غزة ولبنان وسوريا، وربما يكون العراق محطة جديدة من الصراع الأمريكي الإيراني".

الجبال

نُشرت في الجمعة 27 ديسمبر 2024 05:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.