صرّحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن بلادها تجري محادثات دبلوماسية مع سوريا، من أجل إعادة فتح سفارتي البلدين في دمشق وطهران.
وفي المؤتمر الصحفي الأسبوعي، الذي أجرته مهاجراني اليوم الثلاثاء الموافق 24 كانون الأول 2024، أشارت المسؤولة الإيرانية إلى مساعي لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين طهران ودمشق إلى طبيعتها، بعد سقوط حكم بشار الأسد (الحليف الأكبر لإيران في المنطقة)، وتسلّم المعارضة السورية المسلّحة للحكم في سوريا بقيادة أحمد الشرع.
وأجابت مهاجراني على سؤال أحد الصحفيين حول التطورات الأخيرة في سوريا، معلّقة "كما أعلن المسؤولون الإيرانيون، المهم بالنسبة لإيران هو حكومة تعتمد على الأصوات الشعبية للشعب السوري".
وفي 8 كانون الأول 2024، أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلّحة إسقاط نظام بشار الأسد، بعد هجوم عسكري شنته الفصائل أواخر تشرين الثاني الماضي ضد قوات النظام السوري، معلنة السيطرة بالتدريج على حلب وإدلب فحماة فحمص ثم العاصمة دمشق، خلال 11 يوماً، مؤكدة بناء "سوريا جديدة".
وقالت مهاجراني إن "الحفاظ على وحدة أراضي سوريا من القضايا المهمة جداً التي تسعى إليها إيران، ويعتبر منع نمو وانتشار الإرهاب من أهم القضايا بالنسبة للمنطقة".
وعن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ذكرت المسؤولة الإيرانية "نهجنا قائم على الدبلوماسية، نحن مستعدون وهم مستعدون أيضاً، ونجري محادثات دبلوماسية لإعادة فتح سفارتي إيران وسوريا".
ويأتي تصريح مهاجراني منافياً للتصريح الذي أدلى به المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أمس الإثنين. حيث أكد بقائي، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أنه "ليس لدينا اتصال مباشر مع السلطة الحاكمة في سوريا"، مؤكداً في الوقت نفسه دعم بلاده لسيادة سوريا.
وقال بقائي إن "موقفنا المبدئي حول سوريا في غاية الوضوح: المحافظة على سيادة سوريا وسلامة أراضيها، على أن يقرر الشعب في سوريا مستقبله من دون تدخل أجنبي مدمر"، مضيفاً أن "سوريا يجب ألا تصبح ملاذا آمنا للإرهاب".
وكان قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، أدان خلال استقباله السياسي اللبناني وليد جنبلاط، في دمشق، السياسة التي انتهجتها طهران تجاه سوريا خلال السنوات الماضية، بقوله إن "وجود الميليشيات الإيرانية في سوريا كان مصدر قلق لكل الدول الإقليمية والعالمية".
وأضاف في حديثه أن "البعض استغل مسائل فقهية وقضايا تاريخية مثل القضية الفلسطينية لاحتلال دول واسقاط عواصم كما فعلت إيران في سوريا"، مردفاً: "ما علاقتنا نحن أهل الشام بأحداث حصلت قبل 1400 سنة".
عقب دخولها دمشق وسقوط حكم الأسد بساعات، أعلنت السلطة الجديدة في سوريا رغبتها ببناء علاقات وديّة مع الجوار السوري وجميع دول المنطقة التي "تحترم سيادة سوريا وإرادة الشعب السوري"، مؤكدة أنها لن تشكل أي تهديد لأي طرف. فيما دعت إيران بأول تعليق لها إلى "إنهاء الصراعات العسكرية على الفور ومنع الأعمال الإرهابية وبدء حوار وطني بمشاركة جميع فئات المجتمع السوري"، مؤكدة أنها "لن تدخر جهداً في المساعدة على إرساء الأمن والاستقرار في سوريا"، وأن تستمر "العلاقات الطويلة الأمد والودية بين الشعبين الإيراني والسوري على أساس اتباع نهج حكيم وبعيد النظر من البلدين".