كشف سليمان أوسو، رئيس وفد المجلس الوطني الكوردي في سوريا "ENKS"، مضمون الاجتماع الذي جمعه أمس مع قائد قوات سوريا الديمقراطية "HSD" مظلوم عبدي، وأبرز النتائج التي توصّل لها الجانبان، مشيراً إلى اتفاق الجانبين حول عدّة نقاط، في خضم التغييرات السياسية المتسارعة التي تشهدها سوريا.
ويأتي اجتماع المجلس الوطني مع قسد عقب أربعة سنوات من اجتماع آخر جمع الطرفين، ومع التحوّل السياسي الذي تشهده سوريا بعد سيطرة المعارضة السورية المسلّحة على مقاليد الحكم بالبلد وسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال أوسو لـ"الجبال": "في عام 2020، عقدنا كمجلس وطني كوردي اجتماعاً مع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، تلاها لقاءان آخران، عالجنا خلالها نقاط عديدة، وخلال أربع سنوات حدثت تطورات كثيرة"، مضيفاً: "لقد أبدة رئيس قسد (مظلوم عبدي) رغبته باجتماع يجمعنا بحضور قوات التحالف الدولي. لقد التقينا وناقشنا عدّة قضايا، منها كيفية حفظ المناطق الكوردية ومنع تعرضها للخطر مرّة أخرى، كذلك مواجهة الهجمات التي تتعرض لها عناصر قسد من قبل فصائل المعارضة المسلّحة".
وبحسب قول أوسو، "كانت النقطة الرئيسية التي ركز عليها الحوار هي منع تسلّل أي عنصر إلى داخل المنطقة الكوردية"، وهو أكد أنه "دعينا قائد قسد إلى ضبط النفس وتلافي الاستفزازات العسكرية بين الجانبين، هذا يهمنا حقيقة في الوقت الراهن".
وأضاف أوسو في حديثه عن مضمون الاجتماع مع عبدي "لقد ناقشنا عدّة نقاط بشفافية، وركزنا كمجلس على وحدة الصف الكوردي أولاً، وأبدينا استعدادانا لتوحيد كلمتنا. واتفقنا على توحيد موقف الأطراف الكوردية تجاه مجريات الأوضاع".
وعن الاختلافات الفكرية والانتقادات الموجهة من قبل المجلس والحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا (PDKS) لقسد، خصوصاً حول وجود (حزب العمال الكوردستاني - PKK)، علّق أوسو بأن "اجتماعنا كان إيجابياً، وهم تحدّثوا عن رفضهم لتحرك PKK بمناطقنا"، مشيراً إلى أن "تحركات حزب العمال يسبب اضراراً كبيرة لمناطقنا".
وأشار أوسو إلى حرص الجانبين على تلافي تكرار تعرض مناطق "عفرين" و"سري كاني" و"كري سبيه" لما تعرضت له من هجمات، وأن قسد أشارت إلى عقد اجتماعات عديدة مع قوات التحالف الدولي بهذا الخصوص، وقد تم قطع وعد للولايات المتحدة وتركيا بمعالجة هذه المسألة.
وقال أوسو: "بالحقيقة، إن نشاط حزب العمال الكوردستاني في هذه المناطق يخلق مشكلة كبيرة. ويتسبّب بخراب مناطقنا واستهدافها من قبل الفصائل المسلحة"، مؤكداً: "يجب منع وقوع اجتياح جديد لتلك المناطق".
وأوضح رئيس وفد المجلس الوطني الكوردي، أن التعامل بالقوة العسكرية غير مجد لحل النزاع نظراً لاختلاف أوزان القوى، وأن "الشعب السوري كافة يرفض وجود الـPKK في أراضيه. تجب مراعاة هذه المسألة وعلى قسد اتخاذ موقفه حول هذه المسألة".
وأردف: "يجب إنهاء وجود العمال الكوردستاني في شمال سوريا، كذلك إزالة رموزه وشعاراته وصوره من المكان، كما هناك بعض المؤسسات التابعة للحزب تقوم بقمع المواطنين في تلك المنطقة يجب إنهاءها أيضاً"، وحسب قول أوسو فإن قسد أبدت استعدادها لإخراج الـ "PKK" من مناطقها.
ومع تنفيذ هجوم فصائل المعارضة المسلحة السورية هجومها العسكري الذي أطاح بحكم الأسد في 8 كانون الأول الجاري، بدأت مواجهات مسلّحة بين قوات قسد وفصائل معارضة في مناطق شمال سوريا، أدّت لسقوط عشرات القتلى والجرحى من مقاتلين ومدنيين من الجانبين، إذ تقول قسد إن مناطقها تتعرض لهجمات من "فصائل إرهابية مدعومة من تركيا"، فيما تقول الفصائل إنها ليست على خلاف مع الكورد وإنها تحارب "عناصر إرهابية" في تلك المناطق، مشيرة إلى أن الكورد السوريين هم أناس مختلفين عن "حزب العمال الكوردستاني".