أصدر عضوان بمجلس الشيوخ الأميركي، كريس فان هولن من الحزب الديمقراطي وليندسي جراهام من الحزب الجمهوري، بيانًا مشتركاً أعلنا فيه عزمهما على تقديم مشروع قانون عقوبات ضد تركيا، مالم توقف أنقرة عملياتها ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
تسيطر قسد، التي تعتبر جيش كوردي فعلي في سوريا والحليف الأساس للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم "داعش" في البلاد، على الجزء الأكبر من المناطق الشمالية الشرقية والشرقية من سوريا (الحسكة، الرقّة، ودير الزور) التي تجسد 30% من الأراضي السورية.
واندلعت اشتباكات مسلحة بين القوات الكوردية وفصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا في المناطق التي تسيطر عليها قسد مع بدء هجوم فصائل المعارضة على مواقع النظام أوخر تشرين الثاني الماضي، ما أدى إلى نزوح الآلاف من المدنيين.
وتعمل الولايات المتحدة الأميريكة على التوسط لوقف إطلاق النار بين الطرفين. وبهذا الخصوص قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحفيين، الثلاثاء "إنهم تمكنوا من التفاوض على وقف إطلاق النار في منبج، إحدى المناطق الرئيسة التي تشهد اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية والجماعات المدعومة من تركيا".
ورغم الإعلان الأميركي، ذكرت قوات سوريا الديمقراطية أن "الفصائل المدعومة من تركيا حشدت قواتها، وتستعد حالياً لشن هجوم على مدينة كوباني الكوردية".
ووصف كل من (فان هولين) و(جراهام) قوات سوريا الديمقراطية بأنها "رأس الحربة" في القتال ضد داعش، مضيفين أنه "من خلال زيادة هجماتها ضد قوات سوريا الديمقراطية، فإن الجماعات المدعومة من تركيا تهدد مرة أخرى مهمة (منع عودة ظهور الجماعة الجهادية)".
وجاء في البيان الصادر عن عضوي مجلس الشيوخ، الثلاثاء، "في حين أن تركيا لديها بعض المخاوف الأمنية المشروعة التي يمكن معالجتها، فإن هذه التطورات تقوض الأمن الإقليمي، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تقف مكتوفة الأيدي"، مؤكداً البيان أنه "يجب على واشنطن أن تستخدم كل الأدوات المتاحة لها، للضغط من أجل وقف إطلاق نار مستدام وإنشاء منطقة منزوعة السلاح".
وصرح رئيس قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، الثلاثاء، إن الإدارة الذاتية "مستعدة لاقتراح إنشاء (منطقة منزوعة السلاح) في كوباني، مع إعادة نشر قوات الأمن تحت إشراف الولايات المتحدة، لمعالجة المخاوف الأمنية التركية وضمان الاستقرار الدائم في المنطقة".
تتم حماية منطقة "الإدارة الذاتية في شمال وشمال شرق سوريا"، المعروفة أيضاً باسم "روج آفاي كوردستان"، من قبل قوات شرطة محلية ووحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) التي أصبحت فيما بعد جزءاً من قوات سوريا الديمقراطية متعددة الأعراق والأديان.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب، التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، جزءاً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحزب العمال الكوردستاني. ومع ذلك، تصر وحدات حماية الشعب على أنها جماعة مستقلة تشترك فقط بأيديولوجية مماثلة مع حزب العمال.
وأضاف عضوا مجلس الشيوخ أنه "إذا لم تقبل تركيا هذه الشروط على الفور، فإننا نعتزم تقديم تشريع عقوبات ثنائي الحزب ضدها، هذا الأسبوع، على غرار مشروع القانون الذي قدمناه بشكل مشترك في عام 2019".
وفي حديثه للصحفيين الإثنين الماضي، كان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد زعم أن "تركيا كانت وراء السيطرة (غير الودية) للجماعات المعارضة على سوريا، دون خسارة الكثير من الأرواح"، واصفاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه "رجل ذكي للغاية".
وأضاف ترامب أنه "لا أحد يعرف إلى ماذا ستكون النتيجة النهائية في المنطقة".