نائب يكشف لـ"الجبال" تفاصيل محاولات إعادة تصدير النفط عبر جيهان ويتحدث عن مستقبل خط كركوك - بانياس

5 قراءة دقيقة
نائب يكشف لـ"الجبال" تفاصيل محاولات إعادة تصدير النفط عبر جيهان ويتحدث عن مستقبل خط كركوك - بانياس أنبوب نفط عراقي

أكد النائب في البرلمان العراقي، صباح صبحي حيدر، المضي بإجراءات استئناف تصدير النفط من إقليم كوردستان، عبر ميناء جيهان التركي، مشيراً إلى وجود اتفاق سياسي محلي ودولي حول إعادة عملية التصدير بأقرب وقت، كاشفاً عن مستقبل تصدير بترول كوردستان بإحياء أنبوب (كركوك - بانياس).

 

وتوقف تصدير النفط من إقليم كوردستان إلى الخارج عبر ميناء جيهان التركي، في آذار 2023، بعد صدور قرار من محكمة التحكيم الدولية في باريس، عند البت في دعوى قضائية رفعها العراق ضد تركيا بخصوص (عدم شرعية تصدير النفط العراقي من ميناء جيهان دون التنسيق مع شركة سومو العراقية)، وحسب تصريحات رسمية لمسؤولين تجاوز حجم خسائر العراق وإقليم كوردستان من إيقاف عملية التصدير 20 مليار دولار منذ العام الماضي.

 

وقال عضو لجنة النفط والغاز النيابية في البرلمان، لمنصة "الجبال"، اليوم الأربعاء، إن "أمر استئناف تصدير النفط من إقليم كوردستان لا يزال قائماً، من خلال تعديل (المادة 12 الفقرة/ثانياً ج) في قانون الموازنة العامة رقم 13 لسنة 2023"، مضيفاً: "لقد أجرينا القراءة الأولى للتعديل ولم يبق سوى القراءة الثانية والتصويت عليه.. كل التوقعات تسير نحو الاتفاق، وهناك اتفاق سياسي كذلك اتفاق دولي وإقليمي على ضرورة إعادة تصدير نفط كوردستان بمعدّل 400 ألف برميل يومياً".

 

والأسبوع الماضي، كشف المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، عن خارطة طريق عراقية تتكون من 11 مساراً، للتعامل مع سوريا الجديدة، بعد سقوط نظام بشار الأسد، مشيراً إلى "خطط استثمارية  عراقية طموحة بين دمشق وبغداد".

 

وذكر أن "العراق يفكر بإحياء خط تصدير النفط الذي يمر بميناء بانياس، إذ يبحث العراق عن منافذ جديدة لتصدير النفط"، وهو أول منفذ للعراق لتصدير نفطه إلى بقاع العالم.

 

يعود تاريخ أنبوب "كركوك - بانياس" إلى عام 1952، بنيّ بطول 800 كيلومتر وبقدرة ضخ تصل إلى 300 ألف برميل نفط يومياً، وقد لعب هذا الخط دوراً حيوياً في تصدير النفط العراقي وتأمين مصالح الدول الكبرى في المنطقة.

 

وقال مصدر رفيع في وزارة النفط العراقية طلب عدم الكشف عن اسمه،  في حديث سابق لمنصة الجبال، إن "إعادة إحياء هذا المشروع يُعد من الأولويات الاستراتيجية للعراق، لا سيما في ظل توقف الصادرات النفطية عبر ميناء جيهان التركي، مما يجعل البحث عن بدائل فعالة ضرورة ملحة"، ذلك شكل التساؤلات حول إمكانية حلول أنبوب (كركوك - بانياس) محل أنبوب (كركوك - جيهان)، ومستقبل نفط الإقليم عند إحياء الخط النفطي الجديد.

 

وفي هذا الخصوص، أكد حيدر أن "هذا المشروع (خط كركوك - بانياس) هو من المشاريع التي ليس من الممكن أن تنهض بفترة قياسية، بل يحتاج إلى سنوات"، لافتاً إلى امن "هذا الأنبوب مدمر ويحتاج إلى تأهيل والعديد من الإصلاحات الجذرية، فليس من السهل الحديث عن هذا الأنبوب إلا بعد سنوات وصرف الملايين عليه".

 

وأوضح أن "اعتماد أنبوب كركوك - بانياس لن يكون بديلاً عن خط كركوك - جيهان (منفذ نفط كوردستان إلى الخارج)، فهذا الخط هو من الخطوط الاستراتيجية التي يحتاجها الإقليم بصورة عامة ويحتاجه العراق في زيادة الصادرات، والأمور تجري في هذا الإطار".

 

وأردف صبحي في تعليقه حول مصير نفط إقليم كوردستان بعد إحياء أنبوب (كركوك - بانياس)، بأنه "لا يوجد أنبوب جديد، فقط يوجد مشروع يمكن الاعتماد عليه وهو  خط (كركوك - جيهان). يمكن للمشروع الجديد أن يكون بديلاً لخط جيهان لكنه ليس البديل الأمثل له، لأن هناك العديد من العقبات"، منوّهاً: "اعتقد أنه سيتم تعديل قانون الموازنة ويتم تصدير نفط كوردستان في أقرب فرصة، خصوصاً بعد الأحداث التي وقعت في سوريا والحاجة القصوى لتعدد المنافذ أمام العراق".

 

وحسب المصدر في وزارة النفط العراقية، فإن خط "كركوك - بانياس" يوفر منفذاً حيوياً على البحر الأبيض المتوسط، ومن شأنه تعزيز قدرات العراق التصديرية وتقليل الاعتماد على المسارات الحالية ذات التكلفة العالية، "إلا أن التقدم في تنفيذه يبقى مرهوناً بتحسن الأوضاع السياسية والأمنية في سوريا، بالإضافة إلى التوصل إلى توافقات تضمن استقرار العمل على الأنبوب في المستقبل". 

 

"بحسب التقديرات فإن إعادة إحياء الأنبوب يحتاج إلى أكثر من 8 مليارات دولار تقريباً، فيما يعتبر مختصون أن هذا رقم كبير كون طاقة الخط التصديرية تُقدر بـ700 ألف برميل يومياً فقط"، وفق نفس المصدر.

 

ومن جانب آخر، يرى مختصون أن "الأحداث تُظهر أن العوامل الإقليمية والسياسية تعرقل تحقيق المصالح الاقتصادية والاستراتيجية بين بغداد ودمشق"، وقال المتخصص في مجال النفط والطاقة، محمد هورامي، في وقت سابق للجبال، إنه "رغم الأهمية الكبيرة لأنبوب كركوك - بانياس كمنفذ للعراق على البحر المتوسط، فلا تحبذ المصالح الإقليمية الكبرى تفعيله، كما هو الحال مع العديد من المشاريع الاستراتيجية الأخرى للطاقة التي ظلت حبيسة التصريحات دون تنفيذ فعلي".

لافا عثمان

نُشرت في الأربعاء 18 ديسمبر 2024 12:50 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.