مفكر عراقي يتحدث عن أهم التحديات التي تواجهها سوريا بعد سقوط الأسد

4 قراءة دقيقة
مفكر عراقي يتحدث عن أهم التحديات التي تواجهها سوريا بعد سقوط الأسد عبد الحسين شعبان

دعا إلى حوار بين مثقفي أربع أمم

أكد المفكر العراقي، عبد الحسين شعبان، أن حل المسألة القومية، هي واحدة من أهم التحديات التي تواجهها سوريا الجديدة عقب سقوط حكم بشار الأسد، مشيراً إلى جملة تحديات يحملها التغيير الحاصل في البلد الجار.

 

جاء ذلك في حديث خاص أجراه شعبان مع "الجبال"، اليوم الثلاثاء، خلال حضوره احتفالية خاصة لتكريمه مع شخصيات أخرى، أقيمت في أربيل بالتزامن مع "يوم العلم الكوردستاني".

 

وقال المفكر العراقي لـ"الجبال"، إن "هذه مناسبة تحملني مسؤوليات جديدة ينبغي أن أكون جدير بها، واعتبر أن مبادرة الدكتورة سعاد الصباح بتكريمي في يوم الوفاء، أسوة بمفكرين كبار مثل نزار قباني وثروت عكاشة وغسان تويني وغيرهم إنما هو تكريم للثقافة العراقية والمثقف العراقي. فضلاً عن ذلك هو رسالة لتعزيز العلاقات العراقية الكويتية التي تصدعت بفترة حزينة وسوداء"، مضيفاً أنه "الآن ينبغي لحمة العلاقات وتعزيز الوشائج التي تربطنا بالكويت وشعوب الأمة العربية، فضلاً عن شعوب المنطقة، وأقصد بذلك الشعب الكوردي الذي يعش بين ظهرانينا والذي لديه حقوق ينبغي احترامها وتقديرها".

 

وأردف: "إن موقفي معروف من قضايا الشعب الكوردي ودفاعي عنها وعن حق تقرير المصير الذي اعتبره حق قانوني وسياسي، ينبغي أن يتمتع به الشعب الكوردي اسوة بشعوب العالم"، وأن "واحدة من التحديات الكبرى التي يواجهها الوضع السوري بعد انتهاء حقبة النظام الدكتاتوري، هي موضوع حل المسألة القومية في سوريا، خصوصاً الموقف من القضية الكوردية: هل سيتم إقرار حق تقرير المصير؟، هل سيتم الاعتراف بالإدارة الذاتية المستقلة بشكل الذي يتناسب مع التجربة السورية وارتباطاً مع التجربة العراقية؟ هذه أسئلة كبيرة لكنها تتعلق بمجمل الوضع في سوريا، وكيف يمكن للسوريين استعادة الاستقلال الوطني في حين كان النفوذ الإيراني طاغياً في سوريا وكان هناك دور للنفوذ الروسي"، موضحاً: "اليوم انحسر النفوذ الإيراني وتراجع النفوذ الروسي، لكن وجد محلهما نفوذ تركي وتدخل واضح بالوضع السوري، إضافة إلى وجود أميركي".

 

وفيما يتعلق بتصريحات الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع حول دعم تشكيل حكومة سورية بمشاركة جميع الاطراف السورية، وإمكانية منح الكورد حقوقهم هناك، قال شعبان أن "الأمر لا يتعلق بأن يستطيع أو لا يستطيع، بل بكيف سيحكم توازن القوى، كيف سيسمح الوضع الإقليمي والدولي في أن يكون للقضية الكوردية بالإضافة إلى قضايا أخرى ذات اهتمام كبير، مثل: الوضع المعاشي وإعادة بناء مؤسسات الدولة والخدمات. كيف سيتم التعامل مع تركات الماضي، وكيف سيجري تطبيق مبادئ العدالة الانتقالية، وكيف سيتم التعامل مع إسرائيل خصوصاً انها دمرت 80% من القدرات العسكرية السورية حتى بعد سقوط النظام"، هذه أسئلة وقضايا تحتاج إلى وقفة جدّية حسب تعبيره.

 

وأوضح شعبان أن الوضع في سوريا يحتاج قبل كل شيء إلى "حوار، حوار داخلي سوري، وحوار إقليمي وحوار دولي لانتشال سوريا من الوضع الذي وصلت إليه، وإقامة نظام جديد سلمي ينسجم مع تطلعات المنطقة وتطلعات شعوبها مع احترام سيادتها واستقلالها وعدم التعدي عليها تحت حجج ومببرات واهية".

 

وعلق شعبان على بيان زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بشأن الوضع الجديد في سوريا واستلام المعارضة للسلطة، بقوله إن "مسعود البارزاني بحكمته وخبرته الطويلة وتجاربه الواسعة وعلاقاته المتشعبة يستطيع ان يلعب دوراً محوريا في الشرق الأوسط"، و"أظن أن كوردستان التي كانت ساحة نزاع وصراع يمكن أن تكون ساحة سلام ووئام لاستقطاب تفاهمات جديدة ليس على صعيد العراق والمسالة الكوردية فحسب بل على صعيد دول المنطقة"، دعوت منذ عقود وأدعو إلى "حوار بين مثقفي الأمم الاربعة، الفرس، والترك، والكورد، والعرب، هذه أمم تعيش في المنطقة وعليها أن تتفاهم، أن تحترم بعضها البعض ولا تتدخل بشؤون بعضها الداخلية، وان يجري احترام مبدأ حق تقرير المصير وعند ذلك يمكن البحث عن المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة ومواجهة التحديات الخارجية التي لا تريد خيراً للمنطقة".

الجبال

نُشرت في الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 07:45 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.