أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، لدى وصوله إلى عاصمة دمشق بعد أسبوع على سقوط حكم بشار الأسد، تأييده لرفع العقوبات المفروضة على "هيئة تحرير الشام"، مشيراً إلى أن سوريا بحاجة إلى مساعدة "إنسانية فورية".
وقال بيدرسن: "نعلم جميعا أنّ سوريا مرّت بأزمة إنسانية ضخمة. يتعيّن علينا ضمان حصول سوريا على مزيد من المساعدات الإنسانية الفورية، للشعب السوري ولجميع اللاجئين الذين يرغبون في العودة. هذا أمر بالغ الأهمية".
ووفقا لتصريحات أُرسلت للصحافيين، أكد بيدرسن أن "نحن بحاجة إلى أن نرى أن هناك عدالة ومساءلة عن الجرائم التي ارتُكبت. وبحاجة إلى التأكد من أنّ ذلك يحدث عبر نظام قضائي موثوق، وأنّه لا يوجد انتقام".
ووصل بيدرسون، اليوم الأحد إلى العاصمة السورية، وليس من الواضح ما إذا كان سيلتقي أحمد الشرع ، قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، وقائد الفصائل المعارضة المسلحة التي أسقطت حكم بشار الأسد.
وبعد هجوم خاطف استمرّ 11 يوماً، تمكّنت الفصائل من دخول دمشق في الثامن من تشرين الأول 2024، وإنهاء حكم آل الأسد الذي استمرّ أكثر من نصف قرن وعُرف بـ "القمع الوحشي".
وطيلة الأيام التالية، طغت مشاهد الاحتفالات على مختلف المدن السورية وبين السوريين الموجودين في الخارج.
تعرّضت تماثيل الأسد ووالده وأفراد عائلته للتدمير في مدن عدّة، بينما نُهب قصره ومقرّ إقامته في دمشق. وقال أحد السوريين: "كان يعيش في رفاهية بينما كنّا نعاني".
ومقابل تداول صور معتقلين تعرّضوا للتعذيب في السجون وشهادات عن الرعب والخوف في ظل حكم بشار الأسد، انتشرت تصريحات لسوريين متفائلين بسقوطه، عبّرت عن نشوة بـ"الحرية" و"التوقف عن الخوف" و"نهاية الكابوس".
وفكّت "هيئة تحرير الشام" بقيادة "أبو محمد الجولاني - أحمد الشرع" ارتباطها بتنظيم القاعدة عام 2016، لكن دولاً غربية عدة أبرزها الولايات المتحدة لا تزال تصنفها "منظمة إرهابية".
وبينما أعربت الكثير من العواصم والمنظمات الدولية عن قلق بشأن كيفية تعامل الحكم الجديد مع الأقليات، تعمل السلطات المنبثقة عن الهيئة على وضع أركان حكمها للبلاد في محاولة لطمأنة المجتمع الدولي. وتعهّد رئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير، الذي كان يدير "حكومة الإنقاذ" في إدلب "معقل الهيئة"، إقامة دولة قانون.