تفاصيل اجتماع عمّان بشأن سوريا.. ماذا تريد دول المنطقة والغرب من الحكومة السورية الجديدة؟

7 قراءة دقيقة
تفاصيل اجتماع عمّان بشأن سوريا.. ماذا تريد دول المنطقة والغرب من الحكومة السورية الجديدة؟ تعبيرية

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن بعض خبايا الاجتماع الإقليمي الذي احتضنته العاصمة الاردنية عمّان بخصوص تطورات الاوضاع السياسية في سوريا عقب سقوط حكم بشار الأسد، مشيرة إلى مخاوف إقليمية من سيطرة "الإسلاميين" على الحكم، ومساعي لتشكيل حكومة مدنية.

 

أشارت الصحيفة إلى بدء الولايات المتحدة بالاتصال المباشر مع "هيئة تحرير الشام"، الجماعة الإسلامية المعارضة التي قادت الإطاحة ببشار الأسد في سوريا، ونقل أملها في أن تتمكن حكومة انتقالية بسرعة من تحقيق الأمن ومنع البلاد من الانزلاق إلى الفوضى.

 

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي يزور المنطقة لحشد الدعم لمستقبل سوريا بعد السقوط المفاجئ للنظام نهاية الأسبوع الماضي، إن هذه الاتصالات المباشرة مع هيئة تحرير الشام، المعروفة اختصاراً HTS، ومع مجموعات أخرى داخل سوريا، تركز أيضاً على حثهم على العثور على الصحفي الأميركي أوستن تايس الذي أسر قبل أكثر من 12 عاماً واحتجز في مناطق خاضعة لسيطرة النظام، ولا يزال مصيره مجهولاً، لكن الولايات المتحدة تستغل سقوط النظام الآن للسعي إلى إعادته بأمان إلى وطنه.

 

قال بلينكن لصحفيين أمس السبت: "نعم، نحن على اتصال مع هيئة تحرير الشام ومع أطراف أخرى. رسالتنا للشعب السوري هي: نحن نريد لهم النجاح، ونحن مستعدون لمساعدتهم على تحقيق ذلك".

 

وتعتبر "هيئة تحرير الشام"، المصنّفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، أنها ابتعدت عن الجماعات الجهادية وعملت على القضاء على المتطرفين في صفوفها.

 

ويشكل احتمال أن يحاول تنظيم "داعش" استغلال المرحلة الانتقالية في سوريا لاستعادة الأراضي وحتى تهديد العراق المجاور، قلق مركزي بالنسبة للولايات المتحدة وقادة المنطقة. 

 

كما تعمل الولايات المتحدة على الحد من نفوذ روسيا وإيران في سوريا المستقبلية، اللتين كانتا حليفتين رئيسيتين للأسد خلال سنوات الحرب.

 

تحدث بلينكن بعد اجتماع قادة ثماني دول عربية، اجتمعوا أمس السبت، في عمّان عاصمة الأردن.

 

وقال وزراء خارجية كل من الأردن والعراق والسعودية ومصر ولبنان والإمارات والبحرين وقطر في بيان صدر بعد المحادثات، إنهم اتفقوا على “دعم عملية انتقالية سلمية” في سوريا “تمثل فيها جميع القوى السياسية والاجتماعية”، لكنهم تركوا العديد من الأسئلة دون إجابة.

 

وخلال زيارته التي شملت محطات في الأردن والعراق وتركيا، شدّد بلينكن على ضرورة أن يدعم جيران سوريا حكومة تكون “من أجل السوريين وبأيدي السوريين”.

 

تستند خطة بلينكن إلى عدد من المبادئ الرئيسة، بما في ذلك حماية حقوق الإنسان للأقليات والنساء، والتركيز على العمليات الإنسانية لمساعدة الشعب السوري، وبناء حكومة انتقالية تمنع تحول البلاد إلى قاعدة لعمل الجماعات الإرهابية. 

 

وأكدت الولايات المتحدة الأميركية أيضاً على "ضرورة تأمين أو تدمير مخزون الأسلحة الكيميائية الذي كان موجوداً في مواقع مختلفة في البلاد تحت حكم نظام الأسد". وقال بلينكن هذا الأسبوع إن "تحقيق توافق على جميع المبادئ الأميركية سيتطلب مساعدة الدول الصديقة في المنطقة التي ترغب في دعم الحكومة الانتقالية".

 

ومن القضايا الأساسية بالنسبة للولايات المتحدة ضمان الاستقرار في شمال شرق سوريا لصالح القوات الكوردية المدعومة من الولايات المتحدة، التي تقاتل تنظيم داعش وتقوم بحراسة عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم السابقين وعائلاتهم المحتجزين في منشآت اعتقال هناك".

 

وينص اتفاق قائم بين القوات التركية والكوردية، وهما خصمان منذ زمن طويل، على منع الاشتباكات قرب مدينة منبج شمال البلاد، لكن المسؤولين الأميركيين يسعون للحصول على ضمانات إضافية من الطرفين لتجنب اتساع نطاق الصراع بين الكورد وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا في المنطقة.

 

وقد وافقت القوات الكوردية على البدء برفع العلم السوري الجديد الذي يتكون من الأحمر والأخضر والأسود، والذي يحمل الآن ثلاث نجوم بدلاً من نجمتين كما كان في علم النظام.

 

ماذا حدث في بغداد؟

أشارت الصحيفة إلى الاجتماع الذي جمع بلينكن مع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني في بغداد الجمعة، مبينة أن "بلينكن أبلغ رئيس الوزراء العراقي أن (إيران الضعيفة) تمثل فرصة لبغداد للابتعاد عن طهران"، وفقاً لمسؤول أميركي، "وقد ضغط المسؤولون الأميركيون طويلاً على العراق لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الجماعات المرتبطة بإيران".

 

ماذا تريد دول المنطقة والغرب من سوريا؟

كان بلينكن في العقبة كجزء من قمة أوسع شملت أيضاً جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وتركيا، لمناقشة الخطط والأهداف لدعم انتقال سوريا إلى حكومة جديدة تخلف حكومة الأسد المخلوعة.

 

وذكرت الصحيفة الأميركية أن "دبلوماسيين عرب وأوروبيين يناقشون انتقالاً نحو حكومة مدنية في سوريا تحل محل المتمردين السابقين الذين يسيطرون حالياً، ذلك مقابل رفع العقوبات من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى، وتقديم مساعدات مالية تشتد الحاجة إليها".

 

ودعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية المعنية بالشأن السوري في بيانها المشترك إلى تشكيل حكومة تمثيلية في سوريا تستند إلى مبادئ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وكان القرار الصادر عام 2015 قد طالب في البداية بأن يتقاسم الأسد السلطة مع المعارضة.

 

ومع رحيل الأسد الآن، يبحث الدبلوماسيون عن طرق قانونية للاعتماد على نص القرار دون الحاجة إلى إجراء تصويت جديد، حيث يرون أن ذلك سيؤخر الانتقال السريع إلى الحكم المدني، حسب قول الصحيفة. 

 

كما طالب البيان المشترك بأن "لا تشكل الأراضي السورية تهديداً لأي دولة، ولا ملاذاً للإرهابيين".

 

ولا تزال الدول الإقليمية بعيدة في مواقفها بشأن نوع الجهة التي يجب أن تحل محل الإدارة الجديدة التي يهيمن عليها المتمردون السابقون. ونقلت وول ستريت جورنال عن "دبلوماسيين عرب أن الأردن ولبنان والإمارات، التي كانت ودية تجاه الأسد، تسعى لضمان عدم هيمنة الإسلاميين على أي حكومة انتقالية قادمة، خوفاً من عودة التطرف في المنطقة. في المقابل، أبدت تركيا وقطر والسعودية مرونة أكبر حيال دور محتمل لهيئة تحرير الشام في الإدارة الجديدة".

 

وتواصلت تركيا مع الحكومة في بيروت بمحاولة لتقريب وجهات النظر، واعدة بضمان أن فصائل المعارضة و"حلفاءهم الجهاديين" لن يحاولوا التسلل إلى لبنان أو مهاجمة الأقليات في سوريا، حسبما أفادت الصحيفة على لسان دبلوماسيين لبنانيين.

 

ويضم لبنان أعداداً كبيرة من المسيحيين وأتباع الطائفة الشيعية، الذين يشكلون أقليات في سوريا، وغالباً ما كانوا مستهدفين من قبل المتطرفين هناك.

الجبال

نُشرت في الأحد 15 ديسمبر 2024 11:00 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.