أعادت إيران، حليفة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد 4000 من مواطنيها من سوريا، منذ إسقاط نظام البعث، وسيطرة المعارضة المسلحة على دمشق الأحد.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، اليوم الثلاثاء، في إجابتها على سؤال عن الوضع الإقليمي الراهن، بالقول: "أعيد خلال الأيام الثلاثة الماضية 4000 مواطن إيراني من سوريا، عبر عشر رحلات جوية لشركة ماهان إير الخاصة".
ومع سقوط بشار الأسد، تجد إيران نفسها مضطرة للحفاظ على توازن دقيق في موقفها حيال سوريا معوّلة على الراوبط التاريخية بين البلدين مع السعي إلى النأي بنفسها عن الرئيس السابق الذي استحال مصدر إحراج لها بعدما كان صديقا كبيراً.
وكتبت وكالة فارس للأنباء في انتقاد، قبل أيام قليلة، أن بشار الأسد "لم يصغ جيداً إلى نصائح الجمهورية الإسلامية".
وتقيم سوريا وإيران علاقات مميزة منذ فترة طويلة بعد تقارب باشره الرئيس السابق حافظ الأسد حتى قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران، فيما تعززت هذه الروابط خلال الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988) عندما كانت سوريا البلد العربي الوحيد الذي وقف إلى جانب طهران في وجه الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وأرسى هذا القرار أسس شراكة استراتيجية عرفت ذروتها مع الدعم المالي والعسكري الإيراني لمساندة جيش بشار الأسد خلال الحرب الأهلية السورية والنزاع المعقد في هذا البلد.
ولخص إعلام إيراني الوضع بقوله "أحداث سوريا تفتح فصلاً جديداً" منتقدة الرئيس السوري السابق بكثرة بعدما سيطرت فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام على السلطة والمعروفة بقربها من تركيا.
وكانت طهران تصف هذه الفصائل بأنها "إرهابية" في بداية هجومها المباغت والخاطف، لتقول عنها لاحقا أنها فصائل "معارضة" على وقع تقدمها السريع باتجاه العاصمة دمشق وسيطرتها على السلطة.
وحاول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تبرير ذلك بقوله: "بعض المعارضين لا ينتمون إلى جماعات إرهابية"، مضيفاً: "لقد شجعنا على النقاش بين حكومة (بشار الأسد) والمعارضة" .
وأورد جزء كبير من الصحف الإيرانية صورة غير إيجابية عن بشار الأسد، الإثنين.
ذهبت صحيفة "هم ميهن" إلى حد القول إن الأسد كان على رأس "نظام استبدادي وقمعي"، فيما عنونت صحيفة "إيران" الحكومية "خيار الشعب السوري" في حين خرجت صحيفة "طهران تايمز" الصادرة بالانكليزية، بعنوان "غسق في سوريا".
ويشكل سقوط حكم آل الأسد الذين قادوا سوريا مدة نصف قرن، ضربة قوية لإيران التي استثمرت سياسياً ومالياً وعسكرياً في هذا البلد الذي باتت مصالحها فيه مهددة.
وقال قائد رئيس الإدارة العسكرية في سوريا، أحمد الشرع، إن "الأسد ترك سوريا مرزعة للأطماع الإيرانية ونشر فيها الطائفية والفساد".