بعد سقوط بشار الأسد.. تساؤلات "ملحّة" حول الأسلحة الكيميائية في سوريا

6 قراءة دقيقة
بعد سقوط بشار الأسد.. تساؤلات "ملحّة" حول الأسلحة الكيميائية في سوريا تعبيرية

تحقق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في مخزونات سوريا منذ العام 2013، وواجهت تأخيراً وعراقيل، مشككة في تقديم دمشق الصورة كاملة بهذا الشأن.

 

في ما يأتي بعض الأسئلة الرئيسة في أعقاب إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد على أيدي فصائل معارضة وما تثيره من مخاوف بشأن السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيميائية المحتملة.

 

وأعلنت إسرائيل أنها شنّت غارات جوية استهدفت "الأسلحة الكيميائية المتبقية" لمنع وقوعها "في أيدي متشددين".

 

ماهو الوضع الحالي؟


أعرب المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في 25 تشرين الثاني 2024 عن "قلقه الشديد" بشأن مخزونات سوريا المحتملة.

 

وقال فرناندو أرياس إنه قد تكون هناك "كميات كبيرة من عناصر أسلحة كيميائية أو ذخائر كيميائية قد تكون غير معلنة أو لم يتم التحقق منها" في سوريا.

 

ومنذ عام 2014، طرحت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية 26 مسألة منفصلة بشأن المخزونات المحتملة في سوريا، ولم يتم حل سوى سبع منها.

 

وقال أرياس للمندوبين في الاجتماع السنوي للمنظمة إنه "على الرغم من العمل المكثّف منذ أكثر من عقد، ما زال من غير الممكن إغلاق ملف الأسلحة الكيميائية في الجمهورية العربية السورية".

 

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الاثنين، إنها اتصلت بالسلطات السورية للتأكيد على "الأهمية القصوى" لتأمين الأسلحة.

 

عما صرحت سوريا؟


بضغط روسي وأميركي، وافقت سوريا في أيلول 2013 على الانضمام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والكشف عن مخزونها وتسليمه لتجنب شن الولايات المتحدة وحلفائها ضربات جوية.

 

جاء ذلك بعد هجوم كيميائي في الغوطة في ضواحي دمشق، شكل تجاوزاً "للخط الأحمر" الذي حدده الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما.

 

ونسب الهجوم على الغوطة الشرقية الذي أسفر عن سقوط أكثر من ألف قتيل بحسب الاستخبارات الأميركية، إلى الحكومة السورية التي نفت ضلوعها وحملت المسؤولية لفصائل مسلحة معارضة.

 

وفي كانون الثاني 2016، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن الإزالة الكاملة لـ1300 طن من الأسلحة الكيميائية من سوريا وتلفها، بعدما صرحت عنها السلطات. لكن المنظمة تشتبه في أن إعلان سوريا الأولي عام 2013 كان مليئاً بـ"الثغرات والتناقضات".

 

ونقلت فرانس برس عن ليني فيليبس، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره في لندن، قوله: "أرى أنه من الواضح أن التصريح  لم يكن كاملاً على الإطلاق وأنهم يمتلكون أسلحة كيميائية لا تزال مخزنة في مكان ما".

 

لماذا علقت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية نشاط سوريا؟

 

وفي العام 2021، حرم أعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا من حقوق التصويت بعد تحقيق ألقى اللوم على دمشق في هجمات بالغاز السام نفّذت بعدما قالت إن مخزونها لم يعد موجوداً.

 

وتوصلت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى أن القوات الجوية السورية استخدمت غاز السارين وغاز الكلور في ثلاث هجمات على قرية اللطامنة في العام 2017.

 

وتصاعدت الضغوط عندما خلص تحقيق ثان أجرته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن مروحية سورية ألقت قنبلة كلور على مدينة سراقب أثناء سيطرة فصائل معارضة عليها في العام 2018.

 

وفشلت دمشق في الالتزام بمهلة التسعين يوماً للتصريح عن الأسلحة المستخدمة في الهجمات، والكشف عن مخزوناتها المتبقية، والامتثال لعمليات التفتيش التي تقوم بها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

 

ما هي الأدلة على استخدام الأسلحة الكيميائية؟


في العام 2014، أنشأت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ما أسمته "بعثة لتقصي الحقائق" بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. وأصدرت البعثة 21 تقريراً غطت فيه 74 حالة استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية، وفق المنظمة.

 

وخلص المحققون إلى أن الأسلحة الكيميائية استخدمت أو من المرجح أنها استخدمت في 20 حالة.

 

وفي 14 من تلك الحالات، كانت المادة الكيميائية المستخدمة هي الكلور. وفي ثلاث حالات أخرى، استُخدم غاز السارين، وفي الحالات الثلاث المتبقية استُخدم غاز الخردل.

 

من كان المسؤول؟
أنشأت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أيضاً بعثة ثانية باسم "فريق التحقيق وتحديد الهوية"، من أجل تحديد المسؤولية عن استخدام الأسلحة الكيميائية.

 

وباستخدام التحليل الجنائي ومقابلات مع شهود واختبارات طبية على الضحايا، خلص الفريق إلى أن الجيش السوري كان وراء ثلاث هجمات.

 

وبالإضافة إلى هجوم اللطامنة عام 2017 والهجوم على سراقب عام 2018، اتهم الفريق القوات الحكومية أيضاً بشن هجوم بغاز الكلور على مدينة دوما أثناء سيطرة فصائل معارضة عليها في العام 2018، ما أسفر عن مقتل 43 شخصاً.

 

وخلص "فريق التحقيق وتحديد الهوية" الدولي إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش" نفذ هجوماً بأسلحة كيميائية في أيلول 2015 في مدينة مارع السورية.

 

ماذا بعد؟ 
تبذل القوى الدولية جهوداً حثيثة لضمان عدم وقوع المخزونات في الأيدي الخطأ.

 

وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية إن الجيش الأميركي لديه "معلومات دقيقة" في ما يتعلق بمواقع الأسلحة، مؤكداً: "نبذل كل ما في وسعنا لضمان أن هذه المواد... إما غير متاحة لأي طرف أو يتم الإشراف عيها".

 

في الأثناء، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إن طائرات تابعة لجيش بلاده قصفت "الأسلحة الكيميائية المتبقية حتى لا تقع في أيدي متطرفين".

 

من جهتها، قالت هيئة تحرير الشام التي قادت تحالف الفصائل الذي أطاح الأسد إنها "لا تمتلك أي نية أو رغبة" في استخدام الأسلحة الكيميائية.

 

بينما ذكر "فيليبس" من المعهد الملكي للخدمات المتحدة "أظن أنهم يريدون نوعاً ما من التدخل الخارجي لمساعدتهم إما على إزالة تلك الأسلحة الكيميائية أو تدميرها".

الجبال

نُشرت في الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 01:30 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.