أكدت القيادة العسكرية العراقية بانها قد تستهدف جماعة "تحرير الشام" داخل سوريا في حال قررت مهاجمة العراق، فيما كشفت عن الإجراءات في الحدود وصفقات التسليح الجديدة، فضلاً عن وجود "فصائل المقاومة" في سوريا.
وقال اللواء يحيى رسول المتحدث باسم القائد العام برامج تلفزيوني، اليوم الاثنين، بأن "مناطق شمال الفرات فيها تنظيمات إرهابية؛ مثل داعش، جبهة النصرة وجماعات أخرى".
وأكد أن "على طول الحدود السورية، توجد خنادق، خلفها أسلاك شائكة، بعدها ساتر ترابي، وسياج (بي آر سي)، وكتل كونكريتية"، مضيفاً: "لدينا أبراج مراقبة محصنة، كاميرات حرارية، وطائرات مسيرة، وقوات الحدود".
وأوضح أن "خلف قوات الحدود، توجد قطعات الجيش بعمق 7 متر، وخط صد ثاني من الحشد الشعبي"، مبيناً أن "داعش ليس لديه أي حاضنة بالعراق، و لا يوجد أي تعاطف".
"ليست معارضة"
وعن المجاميع الموجودة في سوريا، التي تسمى بـ"هيئة تحرير الشام"، أكد رسول أن "هذه المجموعات إرهابية وليست معارضة"، وذلك "لأن أبو محمد الجولاني إرهابي وهو الذي يقود هذه المجموعات، وكان قيادياً مهماً بالقاعدة ولديه علاقة مع أبو بكر البغدادي".
انشق الجولاني، بحسب اللواء العسكري، عن البغدادي وبايع الظواهري، وأسس النصرة بعد ذلك، وينضم إليه الآن أكثر من 20 فصيلاً مسلحاً.
وقال رسول إنه "لم تتأكد أخبار قتل الجولاني، وهو طبيب وربما سعودي الجنسية، جاء بعد 2003 واعتقلته القوات الأميركية ووضع في سجن بوكا، وخدعهم بأنه عراقي، ثم أطلق سراحه مثل البغدادي".
ووصف المتحدث العسكري سجن "بوكا"، بأنه "مدرسة للفكر الإرهابي، وإعداد إرهابيين"، معتبراً أن "داعش صناعة دولية، لتفكيك الدول العربية لحماية إسرائيل".
وقال إن "ما يحدث الآن في حلب نفس سيناريو الموصل في 2014. تم خداع السكان كما حدث بالترحيب مع أبو بكر البغدادي".
وتابع: "الآن يراد تقسيم سوريا، مثل داعش حين كانت تسعى لتقسيم العراق".
"الأسد" لن يسقط
وعن موقف الجيش بخصوص الأحداث في سوريا، ذكر المتحدث العسكري بأن محمد السوداني، رئيس الوزراء، استمع إلى إيجاز من بشار الأسد، عن الوضع هناك باتصال الأخير مع الرئيس السوري.
وعقب ذلك، أكد السوداني، أن "الحكومة العراقية تدعم الحكومة والجيش السوري"، حسب قول رسول الذي أضاف أن "اي مشكلة بدول الجوار تؤثر على العراق، واذا داعش سيطر على سوريا كل العالم سيحترق".
وأكد رسول أن "نظام بشار الأسد لن يسقط، لأن كل الدول العربية والجامعة العربية مع الدولة السورية".
وقلل رسول من أهمية رسالة التطمين التي أرسلتها ما يعرف بـالمعارضة السورية "إلى العراق، وقال: "خلي يرموها جانباً"، مؤكداً: "لا نتحاور مع إرهابيين، وإنما مع دولة وليس مع منظمات إرهابية".
في العمق السوري
ميدانياً أيضاً، قال المتحدث العسكري، إن "شعارات جبهة النصرة لا تخفينا، إذا كانوا رجالاً يعبرون إلى العراق وستمتلئ الوديان بالجثث. ليس الجيش من سيقاتلهم وإنما العشائر".
وتابع: "لن ننتظرهم يصلون للحدود، الآن يوجد جهد استخباري يتابع ما يجري ويحلل ويقدم تقريراً كل ساعة".
وأضاف: "لدينا استخبارات داخل سوريا ومخترقين هذه الجماعات، إذا توجد فكرة للتقرب من العراق سوف نستهدفهم قبل إتمام الفكرة حتى لو كانوا داخل سوريا".
ونفى إرسال بالمقابل، قوات من الحشد الشعبي إلى سوريا، وقال إن "الحشد الشعبي موجود في الأراضي العراقية، وهو ظهر للجيش".
بالمقابل اعتبر المتحدث العسكري، وجود فصائل المقاومة العراقية في سوريا، بأنه "حق" لتلك الجماعات طبقاً لسياساتها، وأكد بأن الحكومة "لا تتدخل بشأن هذه المجاميع".
وكشف رسول عن إغلاق العراق المنافذ ووقف الطيران مع سوريا، وقال: "لا نريد أن نجازف بالعراقيين للسفر إلى سوريا لزيارة المراقد بسبب عدم استقرار الوضع هناك".
"لم نر الطائرات الإسرائيلية"
وعن قدرات القوات العسكرية العراقية، قال رسول إن "لدينا قوة جيش رهيبة، ولدينا طائرات متطورة، وأف 16، وطائرات مروحية، وطائرات للقوات الجوية".
ونفى المتحدث باسم القائد العام، تحكم القوات الأميركة بطائرات "أف ـ 16"، مؤكداً أن "الطائرات بيد العراقيين".
وأشار إلى أنه "ننفذ ضربات جوية بقرار عراقي، والأمريكان في العمليات المشتركة مستشارين وليس لديهم قرار".
بالمقابل كشف عن وجود ضعف بالدفاع الجوي، وقال: "ليس لدينا أسلحة فعالة".
ولفت إلى أن "السوداني اهتم ببناء الدفاع الجوي منذ تسلمه المنصب، وبأن العراق الآن لديه تعاقدات مع كوريا لشراء صاروخ بمدى "90 كم"، سيصل بداية السنة القادمة، وهناك عقود أخرى مع فرنسا".
وتحدث رسول عن أن العراق "لديه كشف راداري يعمل بنسبة 100%"، لكنه أكد بالمقابل أن الطائرات الإسرائيلية التي قصف طهران "لم تكشفها الرادارات لأنها طائرات شبح وتشوش على الأجهزة".
وقال إن "هذه الطائرات جاءت عبر السعودية وقصفت إيران قرب الأجواء العراقية".
"ابتزاز وزارة الدفاع"
ومن جانب آخر، دافع يحيى رسول عن وزير الدفاع ثابت العباسي بشأن وجود شبهات فساد ضده تتعلق بعقود التسليح، وقال المتحدث العسكري إن وزير الدفاع "محترم ومتواضع وابن خير قبل أن يأتي إلى المنصب، وغير محتاج للمال".
وأكد بأنه "في مرة صرف 20 مليون دينار من جيبه الخاص في أحد المقابلات مع جنود".
واعتبر رسول أن الملفات المثارة ضد العباسي، بأنها عمليات ابتزاز من قبل بعض الصحفيين لتدمير معنويات الجنود، وقال: "أنا تعرضت مرة للابتزاز".