في الذكرى الـ41 لأنفلة البارزانيين.. كوردستان تستذكر الضحايا والحكومة تؤكد تعويض ذويهم

5 قراءة دقيقة
في الذكرى الـ41 لأنفلة البارزانيين.. كوردستان تستذكر الضحايا والحكومة تؤكد تعويض ذويهم مقبرة خاصة بضحايا الأنفال في بارزان

في مثل هذا اليوم من كل عام، يستذكر الكورد فاجعتهم بخسارة الآلاف من أبناء منطقة بارزان، على يد النظام العراقي السابق، ضمن حملات الإبادة الجماعية "الأنفال" التي نفذها نظام صدام حسين في ثمانينيات القرن المنصرم. 

 

وفي هذه المناسبة، توجّه الرئيس مسعود بارزاني، ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، برسائل أعربوا فيها عن تعاطفهم مع ذوي الضحايا، مثمنين صمودهم أمام جميع المآسي التي عاشوها على مرّ العقود الماضية.

 

مسعود بارزاني: عمل مجحف وظالم

 

وجّه الرئيس مسعود بارزاني رسالة إلى شعب كوردستان، مواسياً الكورد بالذكرى السنوية المؤلمة، وخاصّةً أهالي أربيل وحرير وسوران، بالشكر، لتعاطفهم مع البارزانيين ومساعدتهم في محنتهم.

 

استذكر بارزاني، اعتقال النظام العراقي السابق 8000 رجل بارزاني، صغاراً وكباراً، تتراوح أعمارهم بين 9 و 90 عاماً، "لمجرد أنهم بارزانيون وكورد. إذ قام بإعدامهم بشكل غير إنساني في صحاري جنوب العراق"، لافتاً إلى أن "هذه الجريمة كانت جزءاً من بداية سلسلة الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي السابق لتدمير الشعب الكوردي، من اختفاء 12 ألف شاب فيلي، إلى عمليات الأنفال والهجمات الكيمياوية، الترحيل القسري للكورد، والتغيرات الديموغرافية في كوردستان"، واصفاً العمل بـ"الظالم والمجحف".

 

قال بارزاني في بيان: "في الذكرى الـ 41 لأنفلة البارزانيين، نحيي أرواح شهداء الأنفال وجميع شهداء كوردستان. كما نشكر شعب كوردستان، وخاصة أهالي سهل أربيل وحرير وسوران، الذين تعاطفوا مع البارزانيين وساعدوهم خلال هذه الفترة المريرة. ونشكر ذوي ضحايا الأنفال، خاصة الأمهات والنساء البارزانيات اللاتي كن أمثلة للمقاومة والبطولة وعانين ألم الانتظار والبعد وفقدان الأحبة"، مضيفاً: "إن الجرائم المرتكبة ضد الشعب الكوردي كانت جميعها نتيجة للعقلية الشوفينية والتعسفية واللاإنسانية للسلطات العراقية السابقة".

 

وأردف: "لقد كانت هذه العقلية هي السبب الرئيس للتخلف والبؤس والكوارث التي حلت بشعوب العراق والمنطقة كافة".

 

نيجيرفان بارزاني: سنواصل جهودنا لتعريف الفواجع 

 

واستذكر رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، آلاف الشباب والرجال والشيوخ البارزانيين، الذين تم تغييبهم خلال فترة 31 تموز حتى أواسط آب 1983 في "حملة وحشية شنها النظام العراقي حينها على المجمعات القسرية بأربيل، ثم تمت تصفيتهم في عمليات قتل جماعية"، مثمّناً دور الأمهات البارزانيات في مواصلة المسيرة وتنشئة جيل جديد "مخلص وكفوء".

 

وأشار نيجيرفان بارزاني في رسالة بهذه المناسبة، اليوم، إلى أن "الهدف من أنفال البارزانيين وكسائر جرائم التاريخ، كان كسر إرادة شعب كوردستان المتطلع للحرية، لكنها أضحت وصمة سوداء على جبين منفذيها. وغذت الحركة التحررية الكوردستانية بمزيد من القوة والحماسة والإصرار في مواجهة الظلم والدكتاتورية بشجاعة وبأس أشد".

 

وذكر أن "الأمهات البارزانيات الرحيمات، والبارزانيون عموماً، تصدين إلى جانب الأنفال للآلام والتداعيات السيئة لتلك الفاجعة، ووقفن على أقدامهن. واستطعن تنشئة وتربية أولادهن المحرومين من الحنان بعزة وشموخ وأنتجن جيلاً مخلصاً كفوءاً"، موجهاً التحيّة لـ "كل الأمهات والزوجات والأخوات العزيزات اللائي صمدن بكرامة في مواجهة كل تلك الآلام والصعاب ولم يستسلمن، وأقبل أيديهن".

 

وشكر رئيس إقليم كوردستان "جميع الكرماء الذين ساعدوا المنكوبين البارزانيين في تلك الأيام العصيبة"، مبيّناً أن "خدماتهم وإخلاصهم لن ينسى أبداً".

 

وقال: "في هذه الذكرى، نؤكد أننا سنواصل عملنا وجهودنا من أجل تعريف أنفال البارزانيين والفواجع الأخرى التي حاقت بشعب كوردستان، كجرائم إبادة عرقية على المستوى الدولي. كما نؤكد على وحدة الصف والوئام والتلاحم بين الأطراف السياسية ومكونات كوردستان وتعويض ذوي المؤنفلين".

 

مسرور بارزاني: مصرّون على تعويض ذوي الضحايا

من جانبه، أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، أن حكومة إقليم كوردستان تصرّ دائماً في مفاوضاتها مع الحكومة الاتحادية في بغداد على ضرورة تعويض أسر وذوي ضحايا النظام العراقي السابق، بشكل لائق، من الجانب المادي والمعنوي.

 

وذكر مسرور بارزاني في بيان، أن "منطقة بارزان كانت دائماً مركزاً للثورة والانتفاضة والنضال من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الكوردي. لذلك، تعرضت للعديد من هجمات التدمير والحرق والإبادة الجماعية. لكن الأعداء لم يتمكنوا أبداً من تدمير روح المقاومة ورغبة الحرية لدى أهاليها"، مشيراً إلى أن "بارزان تعتبر حتى يومنا هذا، المركز والمنبر للدفاع عن الحقوق والمطالب الوطنية للشعب الكوردي".

 

وجّه مسرور بارزاني التحية إلى "شعب كوردستان عامة، وأهالي أربيل ومحيطها خاصة، الذين هبوا بشجاعة لنجدة ضحايا البارزانيين"، كما حيّا "شهداء البارزانيين وكل شهداء كوردستان"، خاتماً رسالته بعبارة "سنظلّ نتذكرهم دائماً".

 

بدأت حملات الأنفال في عام 1986 واستمرّت حتى عام 1989، شملت هجمات برية، وقصفاً جوياً، وتدمير منظم للمناطق السكنية، مع الترحيل القسري المواطنين، والإعدامات الجماعية. حيث راح آلاف المدنيين ضحايا خلال تلك الحملات التي دمّرت ما يقارب 4500 قرية كوردية و31 قرية مسيحية آشورية على الأقل في مناطق كوردستان، وتسببت بنزوح ما لا يقل عن مليون شخص من سكان المنطقة.

الجبال

نُشرت في الأربعاء 31 يوليو 2024 05:00 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

المزيد من المنشورات

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.