رسالة "التهديد الإسرائيلي" للعراق وصلت عن طريق سفير.. الفصائل لا تستجيب للسوداني والضربة قادمة

6 قراءة دقيقة
رسالة "التهديد الإسرائيلي" للعراق وصلت عن طريق سفير.. الفصائل لا تستجيب للسوداني والضربة قادمة

تقريباً، منذ 7 أكتوبر 2023، أي (بدء عمليات طوفان الأقصى) وبعدها طيلة أيام العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، لم تستنفر الأطراف العراقية ـ حكومة وقادة وسياسيين ـ بهذه الطريقة التي استنفروا بها بعد الشكوى التي تقدمت بها "إسرائيل" على العراق في مجلس الأمن، حيث يتفق الجميع مع الخطاب الحكومي بأن "ما حصل هو حجة لتوجيه ضربة للعراق". 

 

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أكد في يوم الاثنين الماضي، أنه "أرسل رسالة إلى مجلس الأمن الدولي دعا فيها إلى اتخاذ إجراءات فورية فيما يتعلق بنشاط المليشيات الموالية لإيران في العراق الذي تُستخدم أراضيه لمهاجمة إسرائيل".

 

بعدها مباشرة، قال رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، إن الرسالة التي أرسلها الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن الدولي، "تمثل ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق". 

 

ماذا حدث قبل الشكوى؟ 

 

الحديث عن "ضربة وشيكة" أو أن "إسرائيل" تبحث عن "حجة للاعتداء" كما تقول الحكومة، لا يبدو أن سببه الشكوى التي رفعت بمجلس الأمن فقط، وإنما سبقته رسالة إسرائيلية إلى العراق وصلت إلى حكومة محمد شياع السوداني وقادة الإطار التنسيقي عن طريق السفير الأذربيجاني، نصير ممدوف.

 

تواصلت "الجبال"، مع ثلاثة مصادر من داخل الحكومة والإطار التنسيقي، عن فحوى الرسالة التي اتفقوا جميعاً على أنها تقول إن "إسرائيل تستعد لتوجيه ضربة في عمق العراق، لأن الفصائل العراقية مستمرة بتوجيه الضربات والمسيّرات على إسرائيل". 

 

وبحسب المصادر، فإن الرسالة أشارت بشكل واضح إلى أن "إسرائيل ضربت الفصائل العراقية التي تشكل خطوط امتداد في سوريا، لكن هذا لا يكفي للردع على ما يبدو، وسنضرب في العمق العراقي قادة فصائل، فضلاً عن مقرّات للفصائل". 

 

كيف تلقى السوداني والإطار الرسالة؟

 

في 18 تشرين الثاني الجاري، عقد الإطار التنسيقي، اجتماعاً في مكتب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، همام حمودي، قال فيه عبر بيان رسمي، إنه "ناقش الاجتماع الأوضاع السياسية في البلاد، والتأكيد على أهمية إجراء التعداد السكاني".

 

لكن ما لم يذكره البيان، أن الاجتماع عقد من أجل "القنبلة التي فجرها السفير الأذربيجاني"، وفق تعبير أحد المصادر من داخل الإطار الذي يؤكد أن "اجتماع الإطار التنسيقي بعد الرسالة التي وصلت، كان في ظاهره عن التعداد السكاني، لكن الحقيقة أنه كان لمناقشة هذه الرسالة". 

 

 وفي الاجتماع ـ والكلام للمصدر ـ "أبدى نوري المالكي وعمار الحكيم انزعاجهما من استمرار ضربات الفصائل على إسرائيل، باعتبار أن الحكم الشيعي مهدد، خاصة مع مجيء دونالد ترامب للرئاسة الأميركية"، كما أن "استمرار الهجمات سيؤدي ربما إلى انهيار العملة، بالإضافة إلى أن العلاقة مع الغرب ستتأزم". 

 

وبعد نقاش طويل داخل الاجتماع، "فوّض قادة الإطار التنسيقي، رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني لاتخاذ إجراءات".

 

تواصلت "الجبال" مع أحد مستشاري رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، عن شكل هذا "التفويض"، حيث أكد أن "السوداني قال للإطار إنني سأقدم على عدة إجراءات لتهيئة الرأي العام العراقي بأن هنالك ضربة إسرائيلية على العراق". 

 

وفعلاً، بعد يوم من اجتماع الإطار التنسيقي، عقد المجلس الوزاري للأمن الوطني اجتماعاً في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، قال فيه، إن حكومة محمد السوداني "مستمرة في إجراءاتها لمنع استخدام الأراضي العراقية لشن أي هجوم، وقد أثمرت بالفعل عن ضبط أسلحة معدة للإطلاق، وتلاحق قانونياً كل من يشترك بهكذا أنشطة تهدد أمن العراق وسلامة أراضيه".

 

وقرر المجلس، "مطالبة مجلس الأمن الدولي، باتخاذ إجراءات فورية ورادعة ضد سلطات الكيان المحتل"، كما "يدعو التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب".

 

الفصائل مستمرة في توجيه الضربات

 

ومع توجيه السوداني في ذات الاجتماع، لـ"قيام قواتنا المسلحة، والأجهزة الأمنية كافة بمنع وملاحقة أي نشاط عسكري خارج إطار سيطرة الدولة"، إلا أن الهجمات من قبل الفصائل العراقية مستمرة على "إسرائيل"، حيث وصلت إلى 3 هجمات عبر الطائرات المسيّرة كما أحصت "الجبال" البيانات التي تعلنها ما يسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، على الأقل.

 

أحد مستشاري السوداني يقرّ لـ"الجبال"، أن "استمرار الهجمات تشكل تحدياً"، مؤكداً أن "الفصائل لا تستمع أبداً إلى توجيهات محمد شياع السوداني".

 

وفي هذا السياق، يقرّ القيادي في كتائب سيد الشهداء، عباس الزيدي، أن "المقاومة غير محكومة بالساحة العراقية، لأن لديها ساحات وميادين متعددة، ربما الفصائل تفاجئ العدو من المحيط الهندي، أو من أي بحر أو محيط"، كاشفاً عن أن "الفصائل بدأت تطور في ورش بالعراق، مسيرات ليست انقضاضية فقط، وإنما تطلق صاروخاً ثم تنقض، مثل ما صنعه حزب الله، مؤكداً "لدينا طائرات تصل إلى قلب إسرائيل".

 

وبالنسبة لجميع المصادر الذين تواصلت معهم "الجبال"، فإنّ "الضربة الإسرائيلية على العراق محسومة"، وهو ما يجعل "المخاوف تتزايد من ضربات قد تؤدي إلى شلل اقتصادي في بعض المنابع المهمة للثروات العراقية"، بحسبهم. 

 

واليوم، 22 تشرين الثاني، قال نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية فؤاد حسين، إن "هنالك تهديدات واضحة للعراق من قبل الكيان الصهيوني". 

 

قبل ذلك، كان القيادي في تيار الحكمة، فهد الجبوري أكد أن "دولة إقليمية مهمة – لم يذكر اسمها- أرسلت للعراق رسائل تفيد بأخبار عن القصف الإسرائيلي".

 

وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، قبل أيام، عن "خطط إسرائيلية تعدها حكومة نتنياهو للتعامل مع الهجمات المقبلة من العراق"، مشيرة إلى "استراتيجية مشابهة لتلك المتبعة في جبهتي غزة ولبنان".

 

وذكرت الصحيفة العبرية أن "خطط إسرائيل بشأن أي تصعيد من جهة العراق تبدأ من ضرب البنية التحتية والمنشآت، ثم الانتقال إلى عمليات اغتيال مركزة تطال شخصيات بالميليشيات الإيرانية في العراق".

 

ونقلت "معاريف" عن مسؤولي استخبارات إسرائيليين وأميركيين، أن "إيران قد تزيد من استخدام وكلائها في العراق رداً على عمليات الجيش الإسرائيلي في لبنان وغزة". وأشارت إلى أن "هناك مخاوف من أن إيران قد قامت بالفعل بتهريب صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق كرد على الضربات الإسرائيلية في إيران".

الجبال

نُشرت في الجمعة 22 نوفمبر 2024 07:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.