قتل مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله" اللبناني، محمد عفيف النابلسي، أمس الأحد، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر حزب "البعث" في منطقة "رأس النبع" بالعاصمة اللبنانية بيروت، بعد مسيرة دامت لعقود مع الحزب.
ونعى حزب الله اللبناني، النابلسي، رسمياً في بيان اليوم الإثنين، جاء فيه "ننعى إلى أمة المقاومة والإعلام المقاوم، وأمة الشهداء والمجاهدين، قائداً إعلامياً كبيراً وشهيداً عظيماً على طريق القدس، الحاج محمد عفيف النابلسي، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله".
وقالت قناة "المنار" التابعة للحزب إن عفيف "أحد أهم وجوه حزب الله الإعلامية، تولى مهمة نقل رسائله وتوضيح سياساته للجمهور في أحلك الظروف وأصعبها".
من هو محمد عفيف النابلسي؟
ويعد عفيف من الشخصيات البارزة في "حزب الله"، وهو نجل رجل الدين الشيعي الراحل الشيخ عفيف النابلسي.
برز اسمه عقب اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، في 27 أيلول 2024، إذ أصبح صلة الوصل شبه الوحيدة بين الحزب والجمهور.
وبعد اغتيال نصر الله، عقد عفيف أكثر من مؤتمر صحفي، آخرها بمناسبة "يوم الشهيد" بالحزب في 11 تشرين الثاني الجاري.
ويعتبر عفيف من جيل المؤسسين في "حزب الله" مع انطلاقة الحزب عام 1982، وفي 2004 أصبح مدير الأخبار والبرامج السياسية في قناة "المنار" التابعة للحزب.
في عام 2006، ساهم عفيف في إدارة التغطية الإعلامية لـ"حزب الله" خلال حرب تموز التي استمرت 33 يوماً، وبعد 4 أعوام أصبح عضواً في المجلس السياسي للحزب ومستشاراً لنصر الله.
ومنذ 2014 عُين مسؤولاً للعلاقات الإعلامية في "حزب الله" حتى يوم اغتياله.
وتعود جذور عفيف إلى البيسارية، وهي إحدى بلدات قضاء صيدا بمحافظة الجنوب. ويعرف بأنه كان صديقاً للأمين العام السابق للحزب عباس الموسوي، الذي اغتالته إسرائيل عام 1992، وخلفه نصر الله.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 147 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 أيلول الماضي نطاق عملياتها لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالاً عن 3 آلاف و452 قتيلاً و14 ألفاً و664 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق بيانات لبنانية رسمية معلنة حتى السبت.
ويرد "حزب الله"، يومياً، بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.