علّق زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر على بعض الظواهر والمعتقدات الدينية التي انتشرت، خلال السنوات الأخيرة، بين شرائح اجتماعية في العراق، ومنها المعتقدات التي تروج لها "جماعة القربان"، مشيراً إلى أنها "عقائد منحرفة" والسكوت إزاءها "أمر محزن".
جاء ذلك في رد الصدر على أحد أتباعه، يدعى محمد علي الحسيني، الذي سأله عن رأيه بشأن بعض الظواهر مثل جماعات "المغالاة" و"النصيرية" و"القربان".
قال الصدر إنه "صار لزاماً عليّ أن أبدي رأيي في هذه المسألة المهمّة جداً، خصوصاً أن "بعض المنتمين لتلك العقائد قد يكونون من المنتمين لنا"، مضيفاً: "المغالاة بأهل البيت مناقضة لشرع محمد وآل محمد، فقد ورد عنهم (لا تتجاوزا بنا العبودية - ثم قولوا فينا ما شئتم)، فكل من يدعي ما يخالف ذلك فهو عاص لهم وغير مؤمن بهم بل هو كافر بهم".
أشار زعيم التيار الوطني الشيعي إلى "النصرية" الذين يؤلهون الإمام علي بقوله أن عليّاً "منهم براء"، مستشهداً بالحديث "هلك فيك اثنان محب غال ومبغض قال"، ومؤكداً أن تلك الجماعة "هالكة" وفق الحديث.
وعن "جماعة القربان"، قال الصدر إنهم "مجموعة من الجهلة المنحرفين والفاسقين، يأمرون بالانتحار وبمعصية الله تعالى وشرعه. وحسب ظني أن لهم مغانم دنيوية أو سياسية".
أكد الصدر أن كل تلك العقائد يجب مقاطعتها والابتعاد عنها، ونبذها في المجتمع، داعياً إلى "التبليغ عن معتنقي تلك العقائد وسن البرلمان العراقي قانون ضدهم، "وإلا سينخرون دين الشباب وعقيدتهم".
و"جماعة القربان"، هي مجموعة تمارس طقوساً غريبة وخطيرة، تدعو إلى تقديس الإمام علي بن أبي طالب بطريقة مختلفة، وتطلب من أعضائها تقديم أنفسهم كـ"قرابين بشرية".
وكشفت تقارير أمنية عن عدد جماعة "القربان" في العراق، وهم أكثر من 2000 شخص، مؤكدةً أنهم يتلقون الأوامر من مدينة قم الإيرانية.
الخبير الأمني سيف رعد تحدث في برنامج تلفزيوني تابعته "الجبال" عن تقارير ومعلومات تشير إلى أن أعداد هذه المجموعة "وصلت إلى أكثر من 2000".
ويعتقد أتباع هذه الجماعة بـ"إلوهية الإمام علي بن أبي طالب، وأفكارها تقوم على أساس التضحية بالنفس من خلال قرعة لاختيار الشخص المنتحر".
يقول رعد إنّ غالبية جماعة "القربان" يتواجدون في "الناصرية والبصرة"، مضيفاً أن "شخصية إيرانية تقود الجماعة من مدينة قم".
وكان جهاز الأمن الوطني أعلن في وقت سابق، اعتقال 39 عضواً من المجموعة خلال حملة أمنية شملت 4 محافظات في وسط وجنوب البلاد. واعترف المعتقلون صراحة، بحسب الأمن الوطني، بأنهم "ينوون إجراء طقوسهم المتطرفة من خلال إجراء قرعة القربان التي بموجبها يتم اختيار الشخص الذي يشنق نفسه حتى الموت".