من باكو.. رئيس الجمهورية يتحدّث عن "خطة عراقية" لمواجهة التغيرات المناخية

5 قراءة دقيقة
من باكو.. رئيس الجمهورية يتحدّث عن "خطة عراقية" لمواجهة التغيرات المناخية رئيس جمهورية العراق خلال مشاركته بمؤتمر المناخ في باكو

نداء إلى كبرى اقتصادات العالم

أعلن رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف رشيد، عن اقتراب الانتهاء من إعداد خطة عراقية للاستثمار المناخي، "تهدف إلى تمهيد مسارات عملية للقطاعين العام والخاص للوفاء بالتزامات العراق المناخية، من خلال جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية وتعبئة الموارد المالية لمواجهة تحديات التغير المناخي"، داعياً المجتمع الدولي إلى أخذ دوره في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.

 

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رشيد، اليوم الثلاثاء، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي للمناخ "COP 29" المنعقدة في العاصمة الأذربيجانية باكو.

 

وجدد رشيد في كلمته موقف العراق الرافض للعدوان على غزة ولبنان وما خلفه من ضحايا، بالقول: "بعد مضي أكثر من عام على القصف المستمر وأمام هذا العدد المتراكم من الضحايا المدنيين من النساء والأطفال، أدعو المجتمع الدولي – كما دعوناه مرارا – إلى تحمل مسؤولياته في فرض وقف إطلاق النار وتقديم المعونة الإنسانية العاجلة للضحايا، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته"، مضيفاً: "نأمل أن تثمر مناقشات هذا المؤتمر عن مقررات تتناسب مع التحديات العالمية المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ، والتي شاهدنا اثارها في الفيضانات التي اجتاحت منطقة كثيفة السكان في أسبانيا ومناطق أخرى في العالم تسببت في سقوط ضحايا".

 

وأشار إلى أن "هذه التحديات تؤثر بشكل كبير على دول العالم وبالأخص على الدول النامية، وتهدد أمنها المائي والغذائي والصحي والمجتمعي".

 

واستعرض رئيس الجمهورية التحديات التي تواجه العراق ومعاناته من آثار التغير المناخي، مؤكداً أن العراق يعمل على تنفيذ التزاماته ضمن اتفاقية المناخ وما يتصل بها من وثائق دولية، داعياً دول المنطقة إلى تشكيل مجموعة تفاوضية ضمن هذه العملية للتنسيق فيما بينها على درء مخاطر التغيرات المناخية. 

 

وقال رشيد إن "تأثيرات التغير المناخي باتت ملموسة في العراق، حيث نعاني من موجات حرارية قياسية وعواصف ترابية متصاعدة وتراجع كميات الأمطار، ما أدى إلى انحسار المسطحات المائية والمساحات الخضراء، وزيادة الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي الطبيعية والتنوع البيولوجي، بل إن هذه التغيرات المناخية قد أدت إلى نزوح مجتمعات تراثية تقليدية تاريخية، مثل سكان أهوار جنوب العراق المدرجة على لائحة التراث العالمي والتي تواجه تقاليدهم خطر الاندثار"، لافتاً إلى أن "كل ذلك رغم ضآلة مشاركة العراق التاريخية في انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً".

 

وتحدث رشيد عن "العدالة المناخية" كحق إنساني للأجيال التي لم تولد بعد، متطلعاً إلى أن "تؤدي هذه المفاوضات إلى خطوات ملموسة وآليات واضحة ومؤثرة مثلاً تفعيل صندوق الخسائر والأضرار".

 

ولفت رشيد إلى أن العراق "بلد يعتمد اقتصاده بشكل كبير على الوقود الأحفوري، يتأثر من تغير المناخ من جانب ومن الإجراءات المتخذة لمواجهته من الجانب الاخر"، موجهاً "نداء إلى الاقتصادات الكبرى في العالم لتعزيز التزاماتها تجاه العمل المناخي".

 

وأكد تنفيذ العراق التزاماته ضمن اتفاقية المناخ وما يليها من وثائق دولية، وعلى تخفيف مساهمته في انبعاثات الغازات الدفيئة، واكتساب المرونة للتكيف مع اثار التغيرات المناخية، والتحول التدريجي نحو الطاقة المتجددة، مردفاً بأن "الحكومة العراقية عملت على إعداد مجموعة من الوثائق والاستراتيجيات الوطنية للمساهمة في الوفاء بالتزامات العراق الطوعية تجاه اتفاق باريس. كما أكملنا إعداد وثيقة تقييم الاحتياجات التكنولوجية ووثيقة التخفيف الملائمة وطنياً، التي تهدف إلى تحديد احتياجات العراق من التكنولوجيات المناخية في القطاعات ذات الأولوية. كما أننا على وشك الانتهاء من إعداد خطة الاستثمار المناخي، التي تهدف إلى تمهيد مسارات عملية للقطاعين العام والخاص للوفاء بالتزامات العراق المناخية من خلال جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية وتعبئة الموارد المالية لمواجهة تحديات التغير المناخي والسير نحو مستقبل أكثر استدامة".

 

ولفت إلى مشاركة العراق في "أعمال تحالف المناخ والهواء النظيف والمرصد الدولي لانبعاثات الميثان، والعمل على تحقيق هدف تصفير حرق الغاز المصاحب بحلول عام 2028"، مختتماً حديثه بالإشارة إلى أهمية "أخذ المجتمع الدولي دوره في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، والعمل على تجنيب المنطقة التوترات والصراعات الدولية التي عانينا من تبعاتها الاقتصادية والاجتماعية لسنوات طويلة".

 

ووصل رئيس الجمهورية العراقي، أمس الإثنين إلى أذربيجان تلبية لدعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر، وتم استقباله اليوم من قبل رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف والأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش.

 

وبحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، يرافق رشيد "وفد حكومي يضم كلاً من وزير الخارجية فؤاد حسين، ووزير الصحة صالح الحسناوي، ورئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية فالح الخزعلي، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين والمستشارين".

 

تستمر أعمال مؤتمر الأمم المتحدة السنوي للمناخ (COP) الذي يعقد في باكو من 11 إلى 22 تشرين الثاني الجاري، ومن المنتظر أن يختتم مع هدف جديد للمساعدات المالية للدول النامية، حتى تتمكن من الحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحترار المناخي العالمي والتكيف مع تغيّر المناخ.

الجبال

نُشرت في الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 05:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.