تعيش حكومة محمد شياع السوداني هذه الايام، ذكرى مرور العام الثاني على عمرها، وسط "احتفاء حكومي" واستعراض سواء من الإعلام الحكومي أو وسائل الإعلام الأخرى المقربة من الحكومة، لـ"حجم الإنجازات الحكومية في مختلف القطاعات خلال هذين العامين".
وعرضت الحكومة أرقاماً سواء في مستوى قطاع النقل والطرق والسكان والطاقة، حيث تقول إنها تمكنت من تخفيض المشاريع المتلكئة من 1471 مشروعاً، الى 916 مشروعاً، أي انخفضت بحوالي 40%، وإنشاء جسور في بغداد بعد حوالي 30 عاماً لم يشهد فيها نهر دجلة عبور جسر جديد فوقها، وزيادة استثمار الغاز من 50 إلى أكثر من 70%، فضلًا عن رفع كمية المشتقات النفطية وتقليل استيراد البنزين وإيقاف استيراد الكاز والكيروسين.
لكن قائمة "المنجزات الحكومية" المحتفى بها، لم تتطرق إلى "أحوال حرية التعبير والصحافة"، وهو عامل شديد الأهمية في الأنظمة الديمقراطية، ويعد واحداً من أهم أسس قياس الديمقراطية في أي بلد.
ومن المعروف والواضح بشكل كبير لدى الأوساط الشعبية والسياسية والإعلامية، أن حكومة السوداني تعد أكثر حكومة "نجاحاً" في تطويع الإعلام واستخدامه.
وعندما كانت السمة البارزة للإعلام في عهد حكومة السوداني والصوت الأعلى هو لـ"الإعلام الإيجابي" المساند للحكومة، سيكون الصوت المعارض أو المنتقد بارزاً وواضحاً ومفضوحاً، ويمكن تشخصيه بسهولة بصفته "يغرد خارج السرب"، وهو ما يجعل عملية ملاحقته أو التضييق عليه أكثر سهولة، وهو ما حصل بالفعل مع بعض المحلليين السياسيين مثل محمد نعناع، أو بعض المواقع الالكترونية والإعلامية المعروفة في العراق والتي تم أصدار قرارات بغلقها أو بالتضييق عليها الكترونياً وتقييد الوصول إليها، فيما عدا منع حماية السوداني والكثير من الوزراء الآخرين من اقتراب الصحفيين أو تغطيتهم لحدث ما أثناء تواجدهم.
من هنا، يستعرض "الجبال"، بالأرقام حالة حرية التعبير والصحافة في عهد حكومة محمد شياع السوداني، وما طرأ عليها خلال العامين الماضيين، وتظهر الأرقام والبيانات التي تتبعها "الجبال" هذه الممارسات بشكل واضح.
الانتهاكات بحق الصحفيين بفترة السوداني ارتفعت 20%
محلياً، وثقت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة من أيار 2023 إلى أيار 2024 وثقت 333 انتهاكاً بين اعتقال واحتجاز وملاحقات قضائية ضد صحفيين، وخلال الفترة بين أيار 2022 وأيار 2023 سجلت 345 انتهاكاً حيث تشمل نصف هذه الفترة وجود السوداني على رأس الحكومة.
عدد الانتهاكات بحق الصحفيين من أيار 2023 إلى أيار 2024
بالمقابل وثقت الجمعية بين أيار 2021 وأيار 2022 أي قبل استلام السوداني للسلطة 280 انتهاكاً فقط، أي أن الانتهاكات بفترة السوداني بحق الصحفيين ارتفعت حوالي 20% مقارنة بالسنة التي سبقتها.
تراجع العراق بمؤشر حرية الإنترنت وحرية التعبير وحرية الصحافة
أما في مجال الحرية على الإنترنت الذي تقدمه منظمة "فريدوم هاوس"، فإن العراق حقق نقاطاً في تقرير 2024 بلغت 40 من 100 والذي يغطي الفترة بين حزيران 2023 وحزيران 2024، متراجعة عن تقرير 2023 الذي يغطي الفترة بين حزيران 2022 وحزيران 2023 والذي بلغت نقاط العراق فيه أعلى وكانت 43 من 100، حيث كلما ترتفع النقاط كلما يكون البلد أكثر حرية.
نقاط العراق بمؤشر حرية الإنترنت
في تصنيف حرية التعبير حول العالم لعام 2024، جاء العراق بالمرتبة 109 من أصل 161 دولة، وتم تصنيفه بأنه "مقيد للغاية".
وفي مؤشر حرية الصحافة تراجع العراق في 2024 مرتبتين مقارنة بـ2023، حيث جاء في المرتبة 169 من أصل 180 دولة، فيما كان في المرتبة 167 في تقرير 2023.
تراجع العراق بمؤشر حرية الصحافة 2024