مع اشتداد مظاهر التغيرات المناخية في العراق، وزيادة الحاجة لتأمين مصادر تعوّض الجفاف الحاصل وانكماش المساحات الخضراء، تسير إدارة محافظة بابل عكس الاتجاه، ساعية إلى تحويل "مشتل الطهمازية" إلى قطع أرض سكنية.
ويطالب مجلس محافظة بابل بتحويل أرض "مشتل الطهمازية" وهي المخصصة بالتصميم الأساس كمناطق ترفيهية، إلى قطع سكنية لتوزيعها على موظفي مجلس المحافظة.
وكشف كتاب موجّه من مجلس محافظة بابل، إلى شعبة مشاريع بلدية الحلة، بتاريخ 2024/11/4، مساعي المحافظة، بمطالبتها شعبة المشاريع بتحديد المشيدات والمبالغ المصروفة على "المشتل"، بعد مخاطبة رئيس الوزراء العراقي بتاريخ 9 أيار 2024 لتخصيص القطعة المحددة في ويسية لإفرازها لأغراض سكنية لتوزيعها على موظفي المجلس.
ويعتبر المشتل حالياً من المساحات الخضراء الجميلة في مدينة الحلّة (مركز محافظة بابل) ويقع في مقاطعة ويسية المتميزة. وقد ألزمت مديرية التخطيط العمراني، بلدية الحلة، في كتابها ذي العدد 3531 في 2023/11/19 بـ "الحفاظ على الأراضي والمساحات الخضراء والمحدد استعمالها حسب التصميم الأساس".
أثار الكتاب الذي نشر على المواقع، اليوم الإثنين، استياء نشطاء بيئيين، الذين يواصلون إقامة الحملات لزيادة المساحات الخضراء والحدّ من مظاهر التغيرات المناخية.
سرمد بليبل، ناشط بيئي، قال لمنصة "الجبال" بهذا الخصوص، اليوم، إن "الكتاب المتداول بخصوص تحويل المشتل البلدية ومتنزه الطهمازية إلى قطع سكنية للموظفين، يخلق صدمة لأهالي المنطقة"، مضيفاً أنه "نعمل منذ سنوات على زراعة مزيد من الأشجار، ونقوم بمبادرات كثيرة لتحسين بالبيئة والاهتمام بالمساحات الخضراء والمتنزهات والحدائق وكل شيء يخص مستقبل الأجيال بالنسبة للأوكسجين".
وأوضح أن "التغييرات المناخية كبيرة، وهناك مؤتمرات ولقاءات تعقدها الحكومات بهذا الخصوص، لكن واقع الحال يشير إلى تحويل مزيد من المساحات الخضراء إلى أراض سكنية ومبان تجارية. هذا في محافظة بابل ومدينة الحلّة بالتحديد".
دعا الناشط البيئي لـ "إقامة وقفة احتجاجية، يرتفع خلالها صوت الناشطين، للحفاظ على المساحات الخضراء ورفض كل التغييرات والخطوات التي يقوم بها المتنفذون لتحويل تلك المساحات لقطع سكنية أو مشاريع تجارية خاصة".
وقال: "هذه تفاصيل مؤلمة، نرفضها كعراقيين وبابليين لأن نحن من عشاق المساحات الخضراء ونعمل على زيادتها من خلال الحملات التطوعية التي نقوم بها بالتعاون مع الجهات البلدية"، مطالباً الحكومة بـ "النظر إلى نشاط المتطوعين، وأن ياخذوا العبر ممن يبذلون الجهد لزراعة الأشجار وتوسيع الرقع الخضراء".