اعتبر النائب حسين عرب، أن البرلمان أفرغ من محتواه، وأصبح الإطار التنسيقي هو من يقوم بمهمة التشريع، فيما حذر من تغييرات عسكرية قادمة بالمنطقة بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وقال عرب في مقابلة تلفزيونية اليوم الأحد، تابعتها منصة "الجبال"، بأن القوى المستقلة في البرلمان "يمكن أن تنشأ تحالف مع السوداني بأي وقت".
وبيّن أن "جزءاً من الشيعة والمستقلين، وأغلب القوى السُنية تحاول أن تتقرب من رئيس الحكومة وتتحالف معه"، مدعياً أن "السوداني ليس لدية كتلة داخل مجلس النواب".
ووصف عرب، رئيس الحكومة بأنه "مدني"، وقال: "ما دام ليس لديه مليشيا، وليس طائفياً أو قومياً فهو مدني".
اختيار الرئيس
وعن ملف انتخاب المشهداني. قال النائب المستقل إن "أغلب المستقلين انتخبوا المشهداني لإنهاء الصراع السياسي".
وتحدث عرب عن ما وصفه بـ"مشاغبة بعض النواب لرؤساء الكتل"، بسبب توصيات مباشرة بالتصويت على المشهداني.
وأوضح النائب أن رؤساء الكتل النيابية كانوا يجتمعون في السابق مع النواب ويناقشون القضايا المهمة، لكن الآن "التبليغ أصبح على كروبات الواتساب".
ووفقاً لذلك، يرى عرب، أنّ "نواباً اعترضوا على تسمية المشهداني، وأتلفوا أوراق الاقتراع، والبعض الآخر صوت لصالح سالم العيساوي".
وكشف النائب، عن أن تصوير النواب لورقة الاقتراع بعد التصويت للمشهداني، كان من "تخطيط ثعلب" رفض الإفصاح عن اسمه.
وقال عرب إن هذا الإجراء جاء بسبب "اتهامات متبادلة بين رؤساء بتعطيل جلسة انتخابات الرئيس، لذلك ذهبوا إلى فكرة تصوير أوراق الاقتراع لإثبات العكس".
وكشف النائب المستقل، عن أن "الإطار التنسيقي قبل انتخاب الرئيس اتفقوا على دعم المشهداني مع قوى الـ55 نائباً السُنية، ووقعوا على ذلك"، مستدركاً بالقول: "لكن لم يناقشوا هذا الاتفاق مع النواب، لو يتحدثوا معهم عن وجود ضغوط دولية لحسم هذا الملف، وإنما أعطوا (اوردر) فقط للتصويت، وهو ما استفز النواب"
البرلمان كرة نار
في غضون ذلك انتقد النائب المستقل، الدورة الحالية للبرلمان. وقال إن "مجلس النواب أفرغ من محتواه".
وبيّن أن البرلمان "صار يأتي بكرة النار من ائتلاف إدارة الدولة ويضعها في المجلس ويبدأ بالمشاجرات والخلافات"، مضيفاً أن "مشاريع القوانين أصبحت من خارج البرلمان وليس من قبل اللجان المعنية".
وأشار إلى أن بعض البنود تضاف للقوانين "على منصبة رئاسة المجلس وليس في اللجان وإنما بطلب من قيادات حزبية، وبدون علم اللجان أو الحكومة".
وتطرق إلى أن البرلمان لم يستجوب أي مسؤول سوى "استجواب وحيد لرئيس شبكة الإعلام نبيل جاسم، وهو استجواب كان غير قانوني، وسياسي"، مؤكداً أن "البرلماني يقضي يومه، ولا يعرف ما يجري في المنطقة والمخاطر المحيطة".
واعتبر عرب أن "الإطار التنسيقي هو من يشرع الآن وليس مجلس النواب"، ولذلك يقول النائب المستقل، بأنه يفكر "بـعدم الترشح للانتخابات مرة أخرى، لأن عمل المجلس أصبح فقط للسوالف"، حتى حد قوله.
عودة ترامب
وفي تأثيرات الانتخابات الرئاسة الأميركية، قال عرب إن "الأموال العراقية لدى أمريكا، وبتوقيع من ترامب ممكن أن يتوقف كل شيء".
وكشف، عن أن السوداني أوضح لعدد من النواب في لقاء سابق، بأن "الحرب مكلفة، والعراق غير مستعد"، مضيفاً: "نحن لا نواجه عدواً في حدود مشتركة، ونحن غير مجبورين بالدخول في حرب طاحنة".
وأشار النائب المستقل إلى أن التصعيد العسكري في غزة ولبنان "أوقف فكرة الانتخابات المبكرة التي كانت قريبة جداً، والكل كان يرغب بها ولكن لا يتحدثون بها علناً".
وأوضح أن "الأفضل للجميع الآن هو حماية الحكومة وتقوية رئيس الوزراء"، مشيراً إلى أن "الأمريكان والغرب تريد إنهاء حروب بالإنابة، ولذلك الضربات صارت مباشرة ومنها قصفت إيران"، معتقداً أن "ترامب سوف يصفي الحروب الجانبية التي تجرب بالإنابة".
وقال "نحن لن نواجه وليس لدينا قدرة على محاربة أمريكا لصالح دولة أخرى".
وحذر عرب من تكرار ما جرى بعد ضرب أبراج التجارة العالمية من احتلال أفغانستان والعراق، وقال إن "تلك الحادثة أعطت مبررات للحرب، وضرب إسرائيل بالصواريخ، وطوفان الأقصى أعطى مبررات لتمدد إسرائيل".
التسريبات الصوتية
وعن قضايا انتشار تسجيلات صوتية منسوبة لمسؤولين، قال عرب إن "قسماً من التسريبات حقيقة، وقسم منها ذكاء اصطناعي"، مضيفاً أن "قسماً من الاتصالات مجزئته، وفيها توريط لسحب المسؤول للحديث عن قضية معينة".
واعتبر النائب المستقل وجود فاسدين من مكتب رئيس الحكومة أو من مستشارين أو وزراء "لا يتحملها السوداني".
وتوقع عرب أن السنة القادمة سوف تتصاعد فيها "الضغوطات على الحكومة".