ناشد سكان قضاء "سيد دخيل" شرق مدينة الناصرية الجهات المعنية للتحرك العاجل بعد انقطاع مياه شط"آال إبراهيم"، المصدر الرئيس للمياه في القضاء، منذ أربعة أيام، ما أثّر سلباً على حياتهم وعلى الواقع الزراعي في المنطقة.
وفي مقطع مصوّر، يظهر أحد المواطنين في قضاء سيد دخيل وهو يتمشّى حافي القدمين في شط آل ابراهيم ويشير إلى أن جفاف الشط أدى إلى مشاكل كبيرة في توفير المياه، لا سيما في المناطق الريفية التي تعتمد بشكل أساس على هذا المصدر المائي للري وللشرب. وفي هذا السياق، أبدى المواطنون قلقهم من تأثير الجفاف الطويل على الإنتاج الزراعي، الذي يعد ركيزة أساسية لاقتصاد المنطقة.
من جانبه، أوضح مدير الموارد المائية في ذي قار، هاشم محيبس، لمنصة "الجبال" أن سبب جفاف الشط هو "تعطل مضختين في محطة مياه الصالحية الصدر"، مؤكداً أن "العمل جارٍ على إصلاح العطل الفني، وسيتم نقل إحدى المضخات إلى المشروع من أجل ضخ كميات إضافية من المياه لتخفيف الأزمة".
وفي تصريحات لجبال، قال قائممقام قضاء سيد دخيل، حيدر عزيز، إن "شط آل إبراهيم يعد من الأنهار الرئيسة في القضاء، لذلك فإن جفافه يؤثر بشكل كبير على المنطقة" لكنه طمأن السكان قائلاً: "نحن نعمل على إصلاح الخلل الفني بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية، بالإضافة إلى تزويد القرى التي تعتمد على الشط بالمياه عن طريق حوضيات"، منوّهاً إلى أن "سكان الحضر، يعتمدون على مشروع ماء الإصلاح الكبير، وبالتالي فإن تأثير الأزمة عليهم أقلّ".
أشار عزيز إلى أن قضاء سيد دخيل يضم نحو 50 ألف نسمة، 97% منهم من سكان المناطق الريفية الذين يعتمدون على الزراعة بشكل رئيس.
ويعدّ العراق من بين أكثر خمس دول متضرّرة من التغيّرات المناخية على صعيد العالم، وقد أدّى ارتفاع درجات الحرارة وشح الأمطار والجفاف، إلى انخفاض مناسيب المياه السطحية والجوفية، بالتالي زوال الغطاء النباتي من مساحات شاسعة في البلاد وأزدياد التصحر.
وسوء الأوضاع المناخية والبيئية دفع عشرات آلاف العراقيين حتى الآن إلى هجر مهنهم وأماكنهم والتوجّه إلى مناطق أخرى أقل تضرراً، وسط محدودية استجابة الإجراءات الحكومية نظراً لحجم تأثير الظاهرة، ومناشدات واسعة لإنقاذ الوضع.