قال رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، إن مشروع ميناء "الفاو الكبير" دخل فعلياً في مسارات طرق التجارة والنقل العالمية، وسيحوّل العراق لدولة بحرية، مشيراً إلى أن "المشروع يجسد أبرز حوض مائي في العالم، وسيكون مع مشروع طريق التنمية منفذاً للتكامل الاقتصادي في المنطقة".
ورعى السوداني، اليوم الخميس، مراسم تسلّم الأرصفة الخمسة لميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة، ودخولها العمل الفعلي، بعد أن أنجزتها الشركة الكورية المنفذة.
وأشار في كلمة ألقاها خلال حفل التسليم، إلى أهمية الأرصفة الخمسة في ميناء الفاو الكبير، كونها "تمثل العمود الفقري لمشروع الميناء بمرحلته الأولى، التي ستستكمل العام المقبل وحسب الجداول الزمنية المسبقة"، مبيناً أنه "رست بالفعل سفن تجارية ضخمة بغواطس كبيرة على أرصفة الميناء".
وأعلن رئيس الوزراء العراقي دخول المشروع "فعلياً" في "عُقد ومسارات طرق التجارة والنقل العالمية، التي تمرّ بمنطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الستراتيجية الكبرى بالنسبة للتجارة العالمية"، لافتاً إلى أن المشروع "يعد أبرز حوض مائي في العالم، تتركز فيه نشاطات الطاقة والتجارة والتواصل والتبادل بأشكالها كافة، كما سيساهم في تحويل العراق من دولة بحاجة إلى موانئ الآخرين، إلى دولة بحرية مُطلّة على الخليج إطلالة كاملة".
وأكد السوداني خلال مراسم تسلّم الأرصفة الخمسة للميناء إن "التنمية والتحوّل الاقتصادي يعدان منهجاً متكاملاً، يلبي احتياجات البلاد، وما ينقصها من روافع اقتصادية حيوية لتواصل العراق مع التجارة الدولية، مشيراً إلى أن "العراق كان ولا يزال، ركيزة أساسية بالاقتصاد العالمي، وجزءاً وممراً تاريخياً من أهم طرق التبادل الدولية".
وأوضح أن "طريق التنمية، انطلاقاً من ميناء الفاو الكبير، سيربط اقتصاديات معظم دول المنطقة، وسيكون منفذاً لتحقيق التكامل الاقتصادي"، مؤكداً أن "مجلس الوزراء دعم إجراءات وزارة النقل في تأهيل السكك الحديدية على مسارات طريق التنمية، أو التي تخدم الطريق ضمن خطة متصلة في حلقاتها". و "جرى إدراج مشاريع السكك الجديدة ضمن الخطة الاستثمارية ورصدت لها التخصيصات المالية".
وكان رئيس هيئة النزاهة الاتحادية السابق، حيدر حنون، قد اتهم في مؤتمر صحفي عقده أيلول الماضي، في أربيل، جهات داخل العراق ببيع مشروع السكك الحديدية كاملاً إلى دول أخرى، متسببة بهدر ما يقدر بـ18 مليار دولار.
ووصف السوداني المشروع "ميناء الفاو الكبير" ببوابة لمشروع العراق الأكبر "طريق التنمية"، والعصب الأساس في رؤية الحكومة لتعظيم الإيرادات غير النفطية، مؤكداً أن "الشركة العامة لموانئ العراق قطعت شوطاً مهماً في رسم السياسة الصحيحة لإدارة ميناء الفاو الكبير".
وقال: "تم إدخال كبار المشغّلين في العالم، وسيجري اختيار الموديل الاقتصادي الأنسب والأكثر ملائمة وجذباً للتبادل التجاري"، مؤكداً العمل "بما يضمن للأجيال القادمة فرص العمل، والتنمية في الصناعة والإنتاج ونقل البضائع وتطوير الزراعة وتسهيل التبادل عبر هذا الممر الدولي".