على بغداد النظر للفصائل والدولار.. كيف ستكون سياسة ترامب في العراق والمنطقة؟

6 قراءة دقيقة
على بغداد النظر للفصائل والدولار.. كيف ستكون سياسة ترامب في العراق والمنطقة؟

محللون وسياسيون يقرأون لـ"الجبال" أبرز التوقعات

يترقب العراق والمنطقة ما سيفعله الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، الذي عاد مرة ثانية إلى البيت الأبيض في توقيت هو الأكثر حرجاً خلال السنوات الـ10 الأخيرة.

 

ويعرف عن ترامب، في ولايته الأولى، تشدده ضد المعسكر الذي تقوده طهران، فيما سيبدأ عهده الجديد مع الحرب في لبنان وغزة، وتبادل القصف لأول مرة بين إيران و"إسرائيل"، بمشاركة فصائل عراقية. 

 

وأعلن اليوم في الولايات المتحدة، فوز المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بالانتخابات ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية بحصوله على 277 صوتاً مقابل 224 لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

 

مراقبة الدولار

 

وتعليقاً على فوز ترامب، توقع السياسي العراقي، والنائب السابق مثال الآلوسي، تشديد الإجراءات الرقابية الأميركية على عمليات خروج الدولار من العراق بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

 

وقال الآلوسي لـمنصة "الجبال" إن "الدولار من العراق ما زال لغاية الآن يهرب إلى إيران وسوريا ولبنان وغيرها من الدول الممنوعة من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وهناك طرق لتهريب الدولار مختلفة، أبرزها التجارة غير الرسمية، وهذا الأمر مؤشر لدى الخزانة الأميركي والفدرالي الأميركي". 

 

وأضاف أن "وصول ترامب إلى البيت الأبيض سوف يغير سياسة التعامل المالية مع العراق، خاصة وأن ترامب يمتلك عقيلة مالية اقتصادية وفريقه الحكومي سيكون من أصحاب الخبرة الاقتصادية، وهذا ما سيدفع نحو تشديد الرقابة على خروج الدولار من العراق لمنع وصوله إلى ايران وسوريا، كذلك من المصارف التابعة للفصائل والجهات السياسية المدعومة من إيران أن تتعامل بالدولار لمنع تهريبه".

 

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على 27 مصرفاً ومؤسسة مالية عراقية، على خلفية معلومات بقيام تلم المصارف بغسيل الأموال، وتهريب الدولار إلى إيران.

 

إجراءات مشددة

 

وبالشأن الاقتصادي أيضاً، يرى أستاذ الاقتصاد نبيل المرسومي، أن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، سيكون له تداعيات اقتصادية خطيرة على العراق.

 

وقال المرسومي، لـمنصة "الجبال"، إن "وصول ترامب إلى البيت الأبيض ربما سيدفع الولايات المتحدة الأميركية بالتشديد بشكل أكبر بخصوص الدولار من خلال الفدرالي الأميركي والبنك المركزي العراقي، وتكون هناك زيادة بعمليات الرصد والمتابعة والتدقيق بالحوالات المالية لمنع وصول الدولار إلى الدول والجهات الممنوعة من الدولار الأميركي وعلى رأسها إيران ولبنان وسوريا". 

 

وبيّن أن "هذا الأمر سوف يزيد من تأخير في إنجاز الحوالات المصرفية، وهذا يدفع بعض التجار للحصول على الدولار عبر السوق الموازي، وهذا سيدفع نحو ارتفاع أكبر بسعر صرف الدولار في السوق الموازي، وتكون هناك فجوة ما بينه وبين السعر الرسمي". 

 

وأكد المختص في الشأن الاقتصادي، أن "محاولة العراق لرفع العقوبات عن بعض المصارف العراقية المعاقبة أصبحت حالياً أصعب من أي وقت آخر، خاصة بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض". 

 

والتأثير الأكبر والأخطر لوصول ترامب إلى السلطة ـ والكلام للمرسومي ـ "ليس تأثيره على الدولار وإنما على سوق الطاقة، فهو لديه برنامج اقتصادي، يعمل على تخفيض أسعار الطاقة في الولايات المتحدة الأميركية إلى نصف مع فرض رسوم جمركية على السلع المستوردة إلى 60% خاصة مع الصين، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تقويض التجارة الدولية وتراجع الطلب على النفط وانخفاض أسعاره بشكل كبير وهذا أكيد له تداعيات اقتصادية ومالية كبيرة على العراق وموازنته السنوية التي تعتمد على بيع النفط".

 

ومع عودة ترامب مرة أخرى إلى البيت الابيض، أعادت منصات إخبارية محلية التذكير بأوامر الاعتقال الصادرة من القضاء العراقي قبل 3 سنوات، والتي لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع بسبب "حصانة الرئيس الأميركي" من التقاضي أمام محاكم أجنبية، بحسب خبراء في القانون.

 

وكانت المذكرة قد صدرت في عام 2021 على خلفية التحقيق الخاص باغتيال رئيس أركان الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بضربة أميركية استهدفته في العاصمة بغداد، برفقة قائد الحرس الثوري الإيراني حينها قاسم سليماني.

 

إصلاحات سريعة

 

ويعتقد باحثون بالشأن السياسي أن الرئيس الأميركي سيستمر بسياسته السابقة تجاه الفصائل، خصوصاً تلك المرتبطة مع إيران.

 

ويقول الأكاديمي والباحث عقيل عباس لمنصة "الجبال" إن "سياسية الجمهوريين مواجهة ايران، ودعم كبير لإسرائيل"، مرجحاً أن "الحكومة العراقية ستكون تحت ضغط كبير إذا لم تفعل شيئاً بخصوص الفصائل المسلحة، وتحدد علاقتها مع إيران بالاستقلال النفطي وأن العراق لا يأخذ الغاز والكهرباء من إيران".

 

وفي حال طبقت هذه الخطوات أم لا، يرى عباس أن "الجمهوريين يضغطون بشكل مباشر بهذه الملفات، بينما الديمقراطيون يتركون الأمر للحكومة العراقية ويدعمون الحكومة حتى تحقق هذه النقاط".

 

وخلص بالقول: "سيكون وضع الحكومة أصعب إذا لم تقم بإصلاحات خلال الفترة المقبلة".

 

وبدأ قادة الدول ورؤساء الحكومات بتقديم التهنئة لفوز ترامب للمرة الثانية بالرئاسة الأميركية، من بينهم الحكومة والرئاسة العراقية.

 

ويجد إحسان الشمري، أستاذ السياسيات العامة في جامعة بغداد، بأن الحكومة العراقية "ستتردد كثيراً في اتجاه العلاقات مع الرئيس الأميركي الجديد".

 

وقال الشمري لمنصة "الجبال" إن "حكومة بغداد هي حكومة الفصائل، أو ما تسمى بحكومة المقاومة المناهضة لأميركا، لذلك فإن الإدارة الأميركية الجديدة لن تتفاعل معها".

 

ويرجح بالمقابل أن تزدهر العلاقات الخليجية في مجال الاقتصاد والتحالفات، خصوصا السعودية بسبب العلاقة المهمة بين الرياض والرئيس ترامب، بحسب الشمري.

 

كذلك يقول الشمري إن "لبنان الرسمي، سيبحث عن إمكانية أن يساهم مجيء ترامب في الذهاب نحو عقد صفقة تنهي الحرب مع إسرائيل".

 

حديث عن "تغيير جذري"

 

وكان كل من المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس قد وعدا في حملاتهما الانتخابية بالعمل على وقف إطلاق النار في لبنان وقطاع غزة.

 

وبهذا الخصوص يقول مكرم رباح، وهو أكاديمي في الجامعة الأميركية في لبنان، إن وصول ترامب إلى الرئاسة مجدداً "سيحدث تغييراً جذرياً في المنطقة".

 

ويضيف في تصريح لمنصة "الجبال" أن "عودة ترامب بولاية ثانية ستسمح له بالمناورة بشكل أفضل، لكن التحديات ما زالت كما هي وربما أكثر بعد 7 أكتوبر".

 

وتوقع رباح أن "يستخدم ترامب علاقاته الوطيدة مع نتانياهو لاحتواء إيران، أو محاولة فرض معادلة جديدة تتضمن طرح خطة سلام واضحة".

الجبال

نُشرت في الأربعاء 6 نوفمبر 2024 06:44 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.