نفذت فصائل "المقاومة الإسلامية في العراق"، هجومين عسكريين مسيّرين باتجاه إسرائيل، استهدفتا حيفا وجنوب الكيان الإسرائيلي.
وأعلنت "المقاومة"، فجر اليوم الأربعاء، تنفيذ هجومين بالطائرات المسيرة على موقعين إسرائيليين، "نُصرةً لأهلنا في فلسطين ولبنان، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين".
واستهدف أحد الهجومين مدينة "حيفا" فيما وجّه الآخر إلى "هدف حيوي في جنوب الأراضي المحتلة"، مؤكدة المقاومة "استمرار عملياتها في دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة".
تحذيرات أميركية
وفي مكالمة هاتفية أجراها يوم الإثنين الماضي مع السوداني، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الحكومة العراقية إلى ممارسة سيطرتها على الجماعات المسلحة التي تشن هجمات من أراضي العراق.
وناقش الوزير والسوداني، وفق بيان للخارجية الأميركية صدر أمس الثلالاثاء، ترجمته "الجبال"، "الجهود الدبلوماسية الجارية لإنهاء الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن".
كما ناقشا الطرفان "الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل في لبنان يضمن عودة المواطنين على جانبي الخط الأزرق إلى ديارهم".
ودعا الوزير الأميركي، في مكالمته، "الحكومة العراقية إلى الوفاء بالتزاماتها بحماية الموظفين الأميركيين وملاحقة المسؤولين عن الهجمات من العراق على الموظفين الأميركيين في العراق وسوريا، بما في ذلك الهجمات التي تشنها الميليشيات المتحالفة مع إيران"، مؤكداً على "أهمية عدم جر العراق إلى صراع إقليمي وشدد على ضرورة أن يمارس العراق سيطرته على الجماعات المسلحة التي تشن هجمات غير مصرح بها من أراضيه".
ومع انتشار الأنباء عن تخطيط إيران لشن هجوم عسكري عنيف على إسرائيل باستخدام الأراضي العراقية، كشف تقرير أميركي، عن تحذيرات من واشنطن للعراق من شن هجوم مشترك بين إيران والفصائل المسلحة ضد "إسرائيل"، وتداعيات ذلك من رد إسرائيلي على الأراضي العراقية يحمل خطراً كبيراً.
وأفصح موقع "أكسيوس" الأميركي في تقرير ترجمته منصة "الجبال"، أمس، عن معلومات استخباراتية تُشير إلى أن "الحرس الثوري الإيراني يقوم بنقل طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية إلى الميليشيات الشيعية في العراق، ويُخطط لشن هجوم مشترك ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي العراقية".
وتطرق التقرير إلى أن اتصالات هاتفية أجراها كل من مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، للتعبير عن قلق الولايات المتحدة العميق إزاء هذه المعلومات، وللضغط عليه من أجل اتخاذ إجراءات لمنع هذا الهجوم.
موقف مغاير
لكن الفصائل العراقية المسلحة تبدي من جانبها موقفاً مغايراً في المشهد.
وأكدت حركة "أنصار الله الأوفياء"، وهي إحدى الفصائل الشيعية المسلحة بالعراق، الثلاثاء، أن الفصائل العراقية لن تكون جزءاً من الرد الإيراني المرتقب على "إسرائيل".
وقال القيادي في الحركة علي الفتلاوي، لـ"الجبال"، إن "إيران ليست بحاجة إلى مشاركة الفصائل العراقية في الرد على إسرائيل، فإيران تمتلك إمكانيات عسكرية كبيرة ومتطورة، خاصة بمجال الصواريخ والطيران المسير، وهي قادرة على ضرب أهداف حيوية في عمق تل أبيب".
وأضاف الفتلاوي أن "عمليات الفصائل العراقية مستمرة وبشكل يومي في قصف الأراضي المحتلة، وهناك تصاعد في العمليات اليومية، لكن هذا ليس جزءاً من الرد الإيراني، وإنما لنصرة غزة ولبنان في مواجهة إسرائيل، وفي الوقت نفسه الفصائل العراقية جاهزة ومستعدة لأي أمر يتطلب نصرة إيران، فهناك تنسيق ما بين كل قوى (المحور) في المنطقة".