العيساوي يتحدث عن كواليس اختيار المشهداني.. من "البوليس السياسي" الذي حسم منصب الرئاسة؟

6 قراءة دقيقة
العيساوي يتحدث عن كواليس اختيار المشهداني.. من "البوليس السياسي" الذي حسم منصب الرئاسة؟ المشهداني والعيساوي في جلسة سابقة

"رفضت منصب وزير الثقافة مقابل الانسحاب من التنافس"

كشف سالم العيساوي، المرشح السابق لرئاسة البرلمان عن كواليس اختيار محمود المشهداني، فيما أكد بأنه كان يملك الأصوات الأعلى لولا تدخل "البوليس السياسي" وإجبار النواب للتصويت لخصمه.

 

وقال النائب العيساوي في برنامج تلفزيوني تابعته منصة "الجبال"، إن "القوى السنية غير قادرة على اتخاذ قرار آني أو ستراتيجي، وهي مشكلة مستمرة منذ 20 عاماً"، مبيناً أنّ "الخلاف السني حول رئيس البرلمان انعكس على الشيعة والكورد".

 

وأكد بأنه "قرر بشكل منفرد الترشح لرئاسة البرلمان" قبل أن تدعمه قوى سياسية، فيما أشار إلى أن النائب شعلان الكريم "ظلم وتعرض لاستهداف سياسي".

 

وتابع النائب أن "كتلة الكريّم هي من أوقفت وافتعلت تخريب الجلسة الأولى التي تفوق بها النائب"، معتبراً ذلك دليل على أن تلك الكتلة "لم تكن تريد أن يكون الكريّم رئيساً للبرلمان".

 

وقال العيساوي إن "هذه القوة أرادت أن يبقى المنصب شاغراً، لمصالح حزبية ولرسائل لجمهورها"، مضيفاً أن "نهج التخريب مورس في الجلسة الثانية، وهو نهج بلطجة"، مؤكداً أن "هذه الدورة التشريعية هي الأكثر تخريباً للجلسات".

 

وبيّن النائب أن "تعطيل اختيار الرئيس لسنة كاملة استغلته كتل أخرى غير السنية"، مبينا أن تلك الكتل "طلبوا منا كنظام عشائري الاتفاق على مرشح واحد، وهي بدعة سياسية للتعطيل".

 

حصر الخلاف

 

وحاولت قوى سنية إنهاء الازمة، بدون أن تظهر الخلافات للرأي العام، بحسب العيساوي، لكن "المصالح الشخصية كانت أهم".

 

وأضاف أن هذه المصالح "خربت العلاقات البينية، بين القوى السنية، وبين القوى السياسية الأخرى".

 

واعتبر العيساوي أن منصب رئيس البرلمان هو "منصب للمكون وليس لحزب"، مشيراً إلى أن "البرلمان في الدورات الثلاث الأخيرة على الأقل، كان يختار الرئيس باسم السنة وليس باسم الحزب".

 

"مشروع الحلبوسي"

 

ويعطي العيساوي الحق للحلبوسي أن لا يقبله كرئيس للبرلمان، وقال :"لأن نهجي وطني وأريد أن أقوي الدولة والبرلمان"، مضيفاً أن "ثلث البرلمان دعمني، ومشروعي الوطني لا يجد له مكان في مشروع الحلبوسي".

 

وكشف العيساوي عن أن أطراف حاولت عقد لقاء بيني وبين الحلبوسي، "لكن الجلوس معه، أغلبه سيكون حول تقديم عروض مقابل التنازل عن المنصب"، على حد وصف النائب.

 

ومضى بالقول: "عرض عليّ الحلبوسي وزارة الثقافة، أمام كل القوى السياسية، وهذا أمر مؤسف أن تباع وتشترى الوزارات".

 

وتابع: "رفضت العرض، وقلت للحلبوسي أسحب العرض أو اسمعك كلام آخر، وهو اعتذر وسحب عرضه".

 

من يدعم العيساوي؟

 

يقول المرشح السابق بأنه رفض الانسحاب من المنافسة "لأني لم أرد أن أخذل من يدعمي من العراقيين وزملائي الذين منحوني 158 صوتاً".

 

وأشار إلى أنه "أردت أن أرسل رسالة بأن هناك من يثبت على موقفه ولا تغريه المناصب"، وقال العيساوي: "بقى معي الله والنواب، وبعد دعم السيادة وعزم للمشهداني، بقيت وحيداً، لكن القوى السياسية استمرت تخشاني ما دمت مرشحاً للمنصب".

 

واعتبر النائب أن دعم محمد السوداني، رئيس الحكومة، "تم تضخيمه وهو ليس حقيقياً. كانت هذه ذرائع لتعطيل اختيار رئيس البرلمان " حسب وصف العيساوي الذي بيّن أنه "لم أتحدث مع السوداني بأي مشروع سياسي، أو تنسيق أو رؤية سياسية حالية أو مستقبلية".

 

وادّعى العيساوي: "لكن السوداني مؤمن بالفصل بين السلطات، وكان يريد إنهاء أزمة، وساعد بعد ذلك في اختيار المشهداني". 

 

استراحة في البرلمان

 

خلال الاستراحة في جلسة الخميس الأخيرة التي شهدت انتخابات رئيس البرلمان، بين الجولتين التي كانت نحو 40 دقيقة، قال العيساوي إنه سمع  بوجود هناك ما سمي بـ"البوليس السياسي"، الذي أجبر النواب على التصويت للمشهداني.

 

ولفت إلى أن "النائب يصوت ويصور، ثم يظهر صورة التصويت لرئيس الكتلة".

 

 يعود العيساوي خلال حديثه في البرنامج عدة أشهر إلى الوراء ويقول: "انسحب المشهداني بعد الجلسة الأولى، في الجولة الأولى التي عقدت لاختيار رئيس البرلمان، في شباط الماضي، بعد أن حصل على 48 صوتاً، وقال المشهداني في استراحة مشابهة جرت بين الجولتين في تلك الجلسة، داخل مكتب تحالف عزم في البرلمان، للعيساوي: أصواتي ستكون لك"، بحسب ما ذكره الأخير.

 

 وتابع النائب: "لكن التخريب الذي حدث في تلك الجولة بعد الاستراحة، أبقى المشهداني منافساً، وتم فرضه بعد ذلك".

 

وبالعودة إلى جلسة الخميس، يقول العيساوي: "خلال الاستراحة اتصلت بي قوى سياسية وطلبت مني الانسحاب، لكن تم التحاق 41 نائباً إضافياً على الـ95 صوتاً التي حصلت عليها في الجولة الأولى، إلا أن البوليس السياسي تدخل وغير المعادلة"، وفق ما قاله النائب.

 

بعد الخسارة

 

بعد ذهاب منصب رئيس البرلمان إلى المشهداني، يقول العيساوي إنه "ليس نادماً على تلك التجربة"، لكنه قال إنه تعرض لـ"الخذلان من أطراف كنت أتوقع أن يدعمونني".

 

وقال إن "الإطار التنسيقي دعم المشهداني خوفاً من تمزق التحالف بسبب الخلافات حول رئيس البرلمان، وتحالف السيادة تمسك بي 8 أشهر قبل أن يجدوا التمرير صعب بحسب وجهة نظرهم".

 

وأضاف: "لقد ساندني الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وهم صادقون بمواقفهم وصدقوا بموقفهم معي، لكن عندما صارت الإرادة السياسية السنية باتجاه المشهداني دعموا الأخير".

 

وبحسب العيساوي، فإنه "تم انتخابي من الجنوب والوسط ومن الإقليم ومن الأنبار ونينوى، ويوم الخميس الماضي، كان قد أعلن في البرلمان طمر مشروع المحاصصة والطائفية"، على حد تعبيره.

الجبال

نُشرت في الاثنين 4 نوفمبر 2024 11:44 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.