تجتاح العراق موجة أمطار رعدية غزيرة، تسببت بغرق مساحات شاسعة في المحافظات والمدن، مخلفة وراءها خسائر بشرية ومادية كبيرة.
ووصلت الموجة مطلع الشهر الجاري تشرين الثاني 2024، وغطت مناطق شمال ووسط وجنوب البلاد، حيث شهدت المحافظات العراقية جميعها أمطاراً رعدية ورياح قوية متأثرة بالمنخفض الجوي، أدّى ذلك إلى غرق الشوارع والأزقة وانقطاع التيار الكهربائي في مناطق متعدّدة، بالتالي تعطيل حركة السير وبقاء كثيرين عالقين في أمكانهم.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تشكّل السيول داخل الأحياء السكنية وتسربها إلى داخل منازل المواطنين (غطت أثاث غرف بالكامل) في بغداد وكركوك وصلاح الدين وغيرها من المدن، وانتقد المتضررون الحكومة متهميها بالتلكؤ في حل مشكلة تصريف المجاري المائية، فيما عزت الجهات الرسمية المسؤولة المشكلة إلى غزارة الأمطار المتساقطة وبطء تصريف المياه.
وأفاد مراسل "الجبال" في كركوك، السبت، بأن السيول العارمة تسببت بفقدان رجل وامرأة في ناحية العباسي ونفوق نحو 150 من الأغنام، بينما أعلنت محافظة صلاح الدين حالة الطوارئ بسبب سوء الأحوال فيها.
حسب إحصائية لهيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي التابعة لوزارة النقل العراقية، عن كمية الأمطار المتساقطة في المحافظات العراقية خلال 12 ساعة سابقة، من الـ9:00 مساء من أمس السبت حتى الساعة الـ 9:00 من صباح اليوم الأحد، شهدت الأنبار أكبر نسب التساقط في قضاء عنه عند 46 مليمتراً، تلتها بغداد (منطقة جنوب بغداد) عند 41.4 مليمتراً، فيما وصلت كمية التساقط في قضاء تكريت بصلاح الدين 33.3 مليمتراً، وفي قضاء خانقين التابع لديالى 30.6 مليمتراً، في كركوك 17.8 مليمتراً، وفي البعاج في الموصل 10.3 مليمتراً.
ووجّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني "المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث" في وزارة الداخلية، بالشروع الفوري في إغاثة متضرري السيول والأمطار في محافظات شمال وغرب العراق.
وتحدث السوداني عن ضرورة "التنسيق وحشد جهود التشكيلات العسكرية والمدنية والقدرات الهندسية، وتقديم كلّ المساعدة والعون اللازمينِ للأهالي بالسرعة المطلوبة".
عطلة رسمية
وقررت غالبية المحافظات العراقية إيقاف الدوام، وتعطيل الدوام الرسمي في كافة المؤسسات التعلمية العامة والخاصة (باستثناء طلبة الامتحانات الوزارية)، استجابة لسوء الأحوال الجوية وحفاظاً على سلامة الطلبة والكادر التدريسي. وقد شمل ذلك العاصمة بغداد، صلاح الدين، الأنبار، نينوى، ديالى، ذي قار، وميسان.
فيما واصلت محافظات إقليم كوردستان (أربيل، دهوك، والسليمانية) الواقعة تحت تأثير العاصفة المطرية، الداوام، لكن تم منح الوحدات الإدارية والوزارات التعليمية صلاحية إعلان العطلة في حال سوء الأوضاع.
تقلب في الحالة الجوية
وتسيطر أجواء غائمة ماطرة وباردة، معظم المناطق العراقية، ومن المتوقع أن تستمر إلى يوم الثلاثاء المقبل، لتتلاشى الغيوم ويعود الطقس إلى الاستقرار خلال يوم الأحد.
ونوّه المتنبئ الجوي، صادق عطية، إلى أن "الحالة الجوية وغزارة الأمطار الرعدية مستمرة على فترات نهار اليوم، في مدن شمال البلاد إضافة إلى شمال الأنبار وصلاح الدين وديالى"، مشيراً إلى "تساقط أمطار خفيفة وأحياناً معتدلة، بشكل متفرق مع البرق والرعد في باقي المدن".
أما هيئة الأنواء الجوية في العراق، فقد أشارت إلى سيطرة طقس "غائم جزئي الأحد مع تساقط أمطار خفيفة إلى متوسطة الشدة وغزيرة في المنطقة الشمالية، مع حدوث عواصف رعدية، وانخفاض درجات الحرارة قليلاً"، مبينة أن "درجات الحرارة العظمى القصوى ستكون 31 في محافظتي ميسان والمثنى، 25 في بغداد، و17 في السليمانية".
فيما "سيكون طقس الإثنين، غائماً جزئياً في المنطقتين الوسطى والجنوبية، وغائماً في المنطقة الشمالية مع تساقط زخات مطر رعدية، ودرجات الحرارة مقاربة لليوم السابق في عموم مناطق البلاد".
والثلاثاء المقبل، "سيكون الطقس غائماً جزئياً في عموم البلاد مع فرصة لتساقط زخات مطرية في المنطقة الشمالية، ودرجات الحرارة مقاربة ليوم الأحد في عموم البلاد"، لتصحى الحالة الجوية قليلاً الأربعاء، ويعمّ "طقس غائم جزئي ودرجات الحرارة مقاربة لليوم السابق في كافة أنحاء البلاد"، وفقاً لهيئة الانواء الجوية.