قالت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد، إن الولايات المتحدة لم تتدخل بالهجمات التي شنتها "إسرائيل" على إيران، فيما تحدثت عن عقوبات بلادها على مصارف عراقية.
رومانوسكي وخلال مشاركتها في ملتقى ميري المقام في أربيل، اليوم الثلاثاء أشارت إلى "رغبة بتطوير علاقتنا مع العراق، والتي ركزت في السنوات العشر الماضية على المواضيع الأمنية، وأن نتعاون بشكل أوسع في أمور تتعلق بالحكم، والطاقة، والقطاع الخاص، والشباب والنساء"، مبينة أن "هنالك تغييرات كبيرة جداً حدثت خلال السنوات الثلاث الماضية. وكلا الدولتين لا زلنا نعتقد أن هذه الاتفاقيات مفيدة لتطوير العلاقة فيما بيننا".
وعن مستقبل العراق الاقتصادي في إطار اتفاق 360 درجة، في ظل التحديات التي يواجهها البلد، قالت إن "الخزينة الأميركية لا تدير حقل الطاقة العراقي، ولا تجارته"، مبينة أن "بلادها تعمل مع المجلس الأعلى الاستشاري العراقي، وبعد تولي محمد شياع السوداني رئاسة الحكومة، على استقلالية الطاقة العراقية، ودفع الحكومة العراقية لاستخدام مصادرها بصورة رشيدة، ومن بين ذلك استغلال الغاز المصاحب للنفط، وإنشاء بنية تحتية اقتصادية".
وتحدثت عن "خطط فيما يخص إنتاج الطاقة الكهربائية، والعمل على تحقيق العراق الاكتفاء من الطاقة عبر موارده للقضاء على مشكلة القطوعات". و"هناك عدة أطراف تعمل على هذا الموضوع، ويمككنا دعم هذا المسار".
قالت رومانوسكي إن "الولايات المتحدة تريد ضمان حصول العراق على الطاقة والنفط وعائدات النفط، وذلك بأن تكون لديه بينة تحتية واتصالات مع جيرانه مثل الكويت والسعودية، مبينة سعي واشنطن وعملها على تحقيق التواصل بين العراق وتلك الدول من أجل مساعدة العراق في تحقيق الاستقلال الطاقي".
وتطرقت السفيرة الأميركية إلى موضوع العقوبات المفروضة على بعض المصارف العراقية، المتهمة بتهريب الدولار إلى إيران، بقولها: "هناك العديد من التجارات التي تخضع للعقوبات. وإن الإصلاحات التي حدثت في البنوك والنظام البنكي من الأمور الايجابية التي حدثت خلال السنتين الماضيتين، والعراق سائر في تطوير النظام البنكي"، مبينة أنه "يجب أن يسلك هذا الطريق إذا كان يريد الدخول إلى النظام البنكي العالمي في المجتمع الدولي. يجب على الدول أن تقوم بتحديث بنيتها التحتية والبنكية لكي تحصل على الدولار الأميركي".
الوجود الأميركي في العراق
علّقت السفيرة الأميركية على الاتهامات الموجهة لبلادها في مساعدة إسرائيل بخرق الاجواء العراقية لضرب إيران السبت الماضي، مؤكدة أن "هناك قضايا صعبة في المنطقة ومنها في العراق. إن الولايات المتحدة لم تتدخل بالهجمات التي شنتها إسرائيل على إيران، العراق دولة مستقلة، ونحن لا نسيطر على سماء البلد".
وعن انسحاب القوات الأميركية من العراق، نبّهت أن "الخطاب المشترك الذي صدر عن العراق والولايات المتحدة حول انسحاب التحالف الدولي من العراق خلال سنة، هو اعتراف بالعمل الذي قام به التحالف الدولي والنظرة الاستراتيجية المستقبلية للعراق مع التحالف. وهو يثبت أنهم قاموا بتدعيم الجانب الأمني في العراق وكوردستان مقارنة بالـ10 سنوات الماضية"، مبينة أن "هناك تحسناً في مجال الأمن، وهناك رغبة لدى الحكومة العراقية بتحوير هذه العلاقة إلى شكل آخر".
وأبدت رومانوسكي عزم بلادها على "استمرار التعاون بين بغداد وواشنطن لمحاربة داعش الذي ما زال موجوداً، وأن نعزز القدرات العراقية"، لافتة إلى أن "هناك أطراف لا تتفق مع ذلك لكننا نعمل مع الحكومة العراقية، وهذا قرار صادر من الجانبين سوياً".
وأردفت: "نحن يمكننا أن نساعد العراق في أن يكون عامل استقرار في المنطقة وأن يحصل على امنه واستقراره وسيادته".
ويرتبط العراق مع الولايات المتحدة الاميركية بعلاقة تحالف وشراكة استراتيجية طويلة الأمد، تشكلت معالمها بـ "اتفاقية الإطار الاستراتيجي" عام 2008، والتي رسمت خطوط التعاون في مجال السياسة والأمن والاقتصاد، بعد حرب احتلال العراق عام 2003، وفي حين تطالب جهات بإنهاء هذه الشراكة الاستراتيجية، تتحدث الحكومة عن العمل على بناء اتفاق جديد "اتفاق 360 درجة"، وهو قيد التفاوض والتأسيس.