أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، أن رئاسة وحكومة إقليم كوردستان تسعى بكل إمكاناتها لإبعاد الإقليم والعراق عن الحرب الدائرة في المنطقة، مشيراً إلى "اختزال خلافات كثيرة مع بغداد".
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس حكومة إقليم كوردستان في ملتقى"ميري" الذي انطلقت فعالياته اليوم الثلاثاء في أربيل.
وتطرق مسرور بارزاني خلال الحديث إلى الانتخابات البرلمانية التي شهدها الإقليم، قائلاً: "أجرينا الانتخابات في إقليم كوردستان وكانت مهمّة لإعادة الشرعية إلى مؤسسات الإقليم"، مؤكداً أن "مشاركة 72% من مواطني إقليم كوردستان في الانتخابات مؤشر على وعيهم وإيمانهم بالديمقراطية".
وأضاف أنّ "الأطراف السياسية التي شاركت في الانتخابات ساهمت في إنجاح العملية، وإن نتائج الانتخابات تجسد انعكاساً حقيقياً لرغبة وإرادة المواطنين، وعلى جميع الأطراف قبول النتائج".
وأشار مسرور بارزاني إلى "اتخاذ حكومة إقليم كوردستان خطوات مهمّة بشأن الخدمات وإنشاء البنية التحتية الاقتصادية والتنمية وتنويع الموارد الاقتصادية، خلال السنوات الماضية. كذلك تطوير الزراعة والانتاج وتصدير المنتجات إلى الخارج، ودعم المشاريع الاستثمارية الخاصة وتوفير فرص العمل للشباب وجميع المواطنين، داعياً إلى "مواصلة وإتمام المشاريع التي بدأنا بها في السنوات الماضية من أجل توفير وتحسين الخدمات أكثر"، و"ضمان المساواة في الفرص للشباب ولجميع المواطنين".
وأكد مسرور بارزاني مواصلة حكومة إقليم كوردستان العمل لتطوير الاقتصاد وإنشاء نظام بنكي متطور، مبيناً أنه "نسعى لأن يكون لدى جميع مواطني إقليم كوردستان حسابات بنكية".
وأشار إلى أن "هناك أطراف تسعى لاستغلال موضوع رواتب الموظفين لتحقيق إرادة شخصية"، مشدّداً على أن "على من يتحدث عن مكافحة الفساد أن يتخلّى أولاً عن ممارسة الفساد".
وتحدث رئيس حكومة إقليم كوردستان عن ملف البيشمركة مبيناً أن "حكومته تواصل العمل من أجل إعادة تنظيم جميع قوى البيشمركة في هيكل واحد، تحت سيطرة وزارة البيشمركة"، مؤكداً أنه "لا ينبغي التشكيك بالانتماء الوطني لقوات البيشمركة بسبب ميول سياسية".
وفي زاوية أخرى من اللقاء، تطرق مسرور بارزاني إلى علاقة الحكومة في أربيل مع بغداد، منوّهاً إلى أنه "بذلنا أقصى محاولاتنا لاختزال الاختلافات بين أربيل وبغداد. والعلاقة بين الجانبين في مرحلة جيدة"، آملاً بأن يكون "الدستور الذي يحدد معالم النظام السياسي في العراق وينظم العلاقة بين الإقليم والمركز، أن يكون الأساس في هذه العلاقة".
وذكر أنه "على الصعيد الشخصي لدينا علاقات جيدة مع غالبية القادة السياسيين في بغداد، وهم أصدقاء مقربون، لكن لا أخفي أن هناك بعض الأشخاص لا زالوا يفكرون بعقلية المركزية ولم يدركوا حقيقة الفيدرالية والديمقراطية لغاية الآن، وهذا يحتاج إلى بذل جهود متعددة الأطراف بناء نظام ديمقراطي فيدرالي حقيقي في العراق".
وأوضح خلال حديثه أن "واحدة من المشاكل الموجودة هي مسألة الرواتب ونعمل منذ فترة طويلة على حلها، وقد استجبنا لمطالب كثيرة وجهت الينا من أجل إبداء حسن النية لبغداد"، مضيفاً أن "الموازنة العامة هي أيضاً قضية مهمّة، وآمل من الحكومة في بغداد أن تنظر إلى جميع المواطنين في العراق بمساواة".
وعن خارطة التحالفات في بغداد، أشار إلى أنه "في كل مرحلة جمعنا تحالف مع طرف معين، لكن للأسف عندما تأتي إلى الواقع فإن النتائج لا تطبّق بحذافيرها. وبغض النظر عن الطرف الذي نتحالف معه في بغداد، هناك مبدأ قائم على الشراكة والتوازن والتوافق، نحن كيان سياسي معترف به في الدستور يسمى (إقليم كوردستان) ولنا حقوق وواجبات محدّدة أيضاً في الدستور، وأي شيء نقوم بع يجب أن يبنى على هذا المبدأ حتى على مستوى العلاقة مع الحكومة الاتحادية"، مردفاً بأن "الآن لدينا اتفاق مع تحالف إدارة الدولة وهو قائم أيضاً على مبدأ الشراكة والتوافق والتوازن، لكن لم يتم تنفيذ الاتفاق كاملاً حتى الآن، آمل أن يتم شراكة حقيقة في هذا البلد، وإن حدث ذلك اعتقد ان جميع المشاكل سيتم حلها".
وفي تعليقه على الحرب الدائرة في غزة ولبنان، والتوترات المنعكسة على المنطقة، ذكر مسرور بارزاني "لا أؤمن بأن المشاكل يمكن حلها بالحرب، ونهاية كل حرب هي السلام"، و"نسعى بكل إمكاناتنا لإبعاد العراق وإقليم كوردستان عن الحرب الدائرة في المنطقة".