اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء.. ما الذي يجب أن يفعله العراق قانونياً؟

6 قراءة دقيقة
اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء.. ما الذي يجب أن يفعله العراق قانونياً؟

"أفعلوا شيئاً ولا تتجاهلوا الأمر"

دعا خبير قانوني ومسؤول سابق في وزارة الداخلية، لمحاسبة من "فتح الأجواء العراقية" أمام الطائرات الإسرائيلية التي ضربت مواقع عسكرية في إيران، فيما انتقد اتفاقية الشراكة مع الولايات المتحدة التي سمحت بتدخل الأخيرة بشؤون العراق، على حد وصفه.

 

وفي توضيح قانوني حول أحداث الضربة الإسرائيلية ضد إيران، فجر يوم السبت، والتي استخدمت خلالها الأجواء العراقية، قال الخبير الأمني جمال الاسدي، إنه "في تصريح رسمي لممثلية إيران في الامم المتحدة بينت بأن مقاتلات الكيان الصهيوني هاجمت عدة مواقع عسكرية ورادارية إيرانية، من الأجواء العراقية وعلى بعد حوالي 70 ميلاً من الحدود مع إيران"، مبيناً أن الضربات نفذت "عبر 3 موجات من الهجمات على نحو 20 هدفاً عسكرياً إيرانياً في محافظات طهران وخوزستان وإيلام".

 

وأضاف أن "اتفاقية باريس 1919 وشيكاغو 1944 نظمت موضوع المجال الجوي للدول، والعراق عضو ومنضم إليها منذ 3 / 12 / 1944"، موضحاً أن هذه الاتفاقيات "تحول دون اختراق المجال الجوي المحدد لكل دولة، والذي تشير إليه اتفاقية باريس 1919 في شأن أنظمة الملاحة الجوية، والتي تنص في المادة الأولى (لكل دولة سيادة كاملة وحصرية على المجال الجوي فوق أراضيها)، وكذلك فيما حل محلها في اتفاقية شيكاغو 1944 في شأن الطيران، حسب المادة 80 والتي تنص على ذات المبدأ، وهو (تعترف الدول المتعاقدة بأن لكل دولة السيادة الكاملة والمطلقة على الفضاء الجوي الذي يعلو إقليمها)".

 

وكذلك، أكد الاسدي، أن المادة 9-ب من الاتفاقية الأخيرة نصت على "تحتفظ كل دولة منظمة بالاتفاقية أيضاً بالحق في ظروف استثنائية، أو في أثناء الحالات الطارئة أو لصالح السلامة العامة، في أن تقيد أو أن تحظر موقتاً وبأثر فوري، الطيران فوق إقليمها بأكمله، أو فوق جزء منه، بشرط أن يطبق هذا التقييد أو الحظر من دون تمييز، بسبب الجنسية على طائرات جميع الدول الأخرى".

 

كما وقد ميزت "اتفاقية شيكاغو" بين طائرات الدول الحربية وطائرات والطائرات المدنية، وبموجب هذه الاتفاقية؛ فإن جميع هذه الطائرات تحتاج إلى تصريح للطيران إذا حلقت فوق إقليم دولة آخر  أو هبطت عليه، على حد قول الخبير القانوني.

 

وتابع الأسدي: "هناك الكثير من القيود التي أوردتها هذه الاتفاقية ومنها ما جاء في المواد ( 3 ، 9، 32، 33، 31 ، 34 ، 35 ، 36 ، 26 ، 12 ، 15 ، 16)، التي تمثل مظهراً لمباشرة  الدولة لسيادتها في الجو، وأن اتفاقية شيكاغو قد تبنت مبدأ سيادة الدولة على إقليمها الجوي بشكل كامل".

 

وقال الخبير القانوني: "يعلم الجميع بأن أقصى ارتفاع ممكن أن تصل إليه الطائرات الحربية للكيان الصهيوني وهي (طائرات F35 50 ألف قدم (أكثر من 15 كيلو متر) عن مستوى سطح الأرض، وهذا المجال هو من ضمن المجال الجوي الذي يفترض أن يكون تحت سلطة السيادة العراقية" .

 

وأضاف الأسدي وهو مفتش سابق في وزارة الداخلية، أن "الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة اتاحت لهم (لأمريكا) التدخل  بالشؤون الداخلية للعراق بحجة محاربة (داعش)، وأسباب أخرى تنظيمية، وهذه الأسباب أدت إلى انتهاك الأجواء العراقية بصورة متكررة "

 

واعتبر الأسدي أن هذه الانتهاكات الكبيرة والخطيرة هي "أعمال مجرمة وفقاً للقوانين والاتفاقيات الدولية، وأن القاعدة العامة هي أنه لا يحق لطائرة عسكرية أجنبية اختراق أجواء دولية إلا بأذن مسبق".

 

وقال إن "العراق في مثل هذه الانتهاكات يمكن أن يفاضل بين عدة مواقف؛ تتراوح بين تجاهل هذه الانتهاكات وهذا يعد تهاوناً في شأن السيادة الوطنية، أو تمارس دورها الطبيعي في استخدام حق الدفاع عن البلد في مواجهة أي مخاطر سواء بالرد العسكري داخل الأجواء العراقية أو محاولة ذلك على الأقل".

 

ودعا الأسدي إلى "اتحاذ الإجراءات القانونية وفقاً للقوانين الدولية وكذلك اتخاذ الاجراءات القانونية الداخلية في محاسبة من جعل أو وافق على أن يكون العراق ممراً للاعتداء على إيران وهي الدولة الجارة"  .

 

انتقادات للتواجد الأميركي 

 

وفي وقت سابق اليوم الأحد، حمّل رئيس تحالف "الفتح" هادي العامري، الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية الكاملة في خرق الطائرات الإسرائيلية للأجواء العراقية من خلال ضرب إيران، مطالباً بـ"إنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق". 

 

وجاء ذلك بعد 24 ساعة على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مواقع عسكرية داخل عمق الأراضي الإيرانية بشكل مباشر، ردّا على عملية "الوعد الصادق2" التي نفذتها إيران مطلع الشهر الجاري، ضد مواقع إسرائيلية، التي وجهت وقتها أكثر من 200 صاروخ باتجاه مناطق عديدة داخل الكيان الإسرائيلي منها تل أبيب، متسببة بإصابة أشخاص وأضرار مادية بالبنى التحتية للمناطق المستهدفة.

 

وأمس السبت، أعرب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر عن استيائه من استخدام إسرائيل للأجواء العراقية، في تنفيذ ضربتها، في حين لم يخرج أي موقف رسمي من قبل الحكومة بشأن المسألة.

 

وكان الأكاديمي والمحلل السياسي حيدر سلمان، أكد في برنامج تلفزيوني تابعته "الجبال"، أمس، أن "الطائرات الإسرائيلية حلقت في أجواء 4 مناطق عراقية"، مبيناً أن "6 طائرات انطلقت من قاعدة إسبانيا إلى إنجلريك إلى العراق واستغرقت هذه الرحلة 36 ساعة، بينما جابت أجواء العراق 14 ساعة". 

 

وبحسب سلمان، فإن الحكومة العراقية عرفت بهذه المعلومة لكنها اكتفت بالإدانة ولم توضح لنا ما حدث"، لافتاً إلى أن المناطق التي سُمع فيها صوت صواريخ جو - أرض هي "البصرة وسليمانية وأربيل وشرقي ديالى". 

 

وعلقت كتائب سيد الشهداء، أحد أبرز الفصائل المسلحة في العراق، على استخدام إسرائيل الأجواء العراقية في تنفيذ ضرباتها ضد إيران. وقال القيادي في الكتائب عباس الزيدي، في حديث لمنصة "الجبال"، إن "فاتورة الحساب والاقتصاص من الكيان الصهيوني تزداد يوماً بعد يوم حسب ما يقترفه من جرائم وعدوان على أمتنا الإسلامية العظيمة، خصوصاً في لبنان وغزة". 

 

وشدّد القيادي في كتائب سيد الشهداء الذي يتزعمها أبو آلاء الولائي، أنه "يقيناً فصائل المقاومة العراقية ستوجه ضربات عقابية ردعية للعدو كقصاص عادل لكنها هذه المرة ستكون من العيار الثقيل".

الجبال

نُشرت في الأحد 27 أكتوبر 2024 07:04 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.