قال السفير الروسي في بغداد ايلبروس كوتراشيف، إن واشنطن "تبتز" العراق بملفي "الدولار" و"داعش"، مؤكداً "صعوبة السيطرة على إسرائيل على خلفية التوترات العسكرية بالمنطقة".
كوتراشيف وصف في مقابلة تلفزيونية اليوم الخميس، تابعتها منصة "الجبال"، التصعيد الحالي بالشرق الأوسط بأنه "الأكثر خطورة" في كل الأزمات السابقة التي مرت بالمنطقة.
وقال: "إذا خرجت المنطقة من الأزمة الحالية ستأتي أزمة أخرى، ولذلك روسيا تدعو إلى حلول جذرية وليس مؤقتة".
وأضاف أن "عقيدة روسيا في حل الدولتين للأزمة الفلسطينية، لكن ليس لدينا شريك يدعمنا دولياً وداخل مجلس الأمن وفق هذه الصيغة".
وأكد السفير الروسي بأن هناك "غياب لتعاون المجتمع الدولي والدول العظمي، وأميركا وبريطانيا، وفرنسا يتعرضون على كل ما تطرحه روسيا"، مبيناً أن "الأمم المتحدة قادرة أن تضغط على أميركا وبريطاني بشان حل النزاع بالمنطقة".
"إسرائيل خارج السيطرة"
واعتبر كوتراشيف أن "إسرائيل لم تكن أبداً، وقد ولن تكون تحت السيطرة الدولية، لافتاً إلى أنه "في السابق كانت هناك علاقات براغماتية بين روسيا وأميركا تسمح باحتواء الأزمات".
وأضاف أن "روسيا كانت تضغط على العرب، وأميركا على إسرائيل لإيقاف الصراع، لكن الآن هذه المنظومة انتهت، لأن أميركا تشن هجوم على روسيا بالحرب في أوكرانيا، ولو بشكل غير مباشر".
وانتقد السفير الروسي، الذي قال بأنه "مسلم"، مواقف الدول العربية الضعيفة، واعتبر مبرراتها "غير مقنعة"، مشيراً إلى أن ما يحدث الآن يشبه "الحروب الصليبية".
وكشف أن بعض الدول العربية ليست لديها مشكلة بتدمير غزة أو لبنان "انتقاماً من حزب الله وحماس".
أقرب للعرب
وحول ملف علاقات موسكو بالمنطقة، قال السفير، إن "بلاده لديها علاقات جديدة وقديمة مع إسرائيل قديمة، ولدينا جالية روسية في إسرائيل، تقريباً مليون روسي، وجالية يهودية في روسيا"، مبيناً أن روسيا "ليست منحازة لأي طرف، لكن من ناحية العملية نحن أقرب للعرب من إسرائيل".
وأضاف: "في هذا الصراع، إسرائيل أقوى تنظيماً وعسكرياً، وتحصل على دعم خارجي كبير، لذا نحن ندعم العرب أكثر لإحداث توازن وإيجاد الحلول"، مبيناً أن حكومة بلاده "لا تريد انتصار أي طرف على آخر، وإنما ندعم السلام".
"الصبر الروسي"
وفي ملف العلاقات الدولية أيضاً، قال كوتراشيف إن "روسيا لديها علاقات قوية كذلك مع إيران ونحن ندافع عن البرنامج النووي ولا نصدق الادعاءات بأنها تريد أن تنتج سلاحاً نووياً"، مشيراً إلى أن "إيران دعمتنا في الحرب الأخيرة ضد أميركا".
وأشار السفير إلى أنه "إذا تعرضت إيران إلى حرب مع إسرائيل، سيكون تدخلنا سياسياً لأننا لسنا طرفاً بالقتال"، مضيفاً: "نحن لسنا حلفاء عسكريين لإيران أو لدول اخرى".
وقال: "إذا تدخلت روسيا ربما سيزيد التصعيد. الصبر قد يكون أفضل من التدخل".
وتابع: "لا نرسل أسلحة الى اسرائيل، وليس لديّ معلومات عن ارسال اسلحة الى ايران".
"حرب عالمية ثالثة"
من جانب آخر، اعتبر السفير الروسي ما تفعله حكومة نتنياهو "ليس بمصلحة إسرائيل كدولة أو مجتمع"، مرجحاً أن خسائر إسرائيل وعدم تحقيق أهدافها "قد يدفع لإعادة النظر بالحرب".
وتحدث السفير عن متغيرات تجري المنطقة بسبب الحرب في أوروبا، وقال إن "نفوذ أميركا تراجع، خاصة بالشرق الاوسط"، مضيفاً: "قبل 3 سنوات لم تكن تستطيع إيران أن تضرب إسرائيل، الآن تغيرت قواعد اللعبة بسبب حرب أمريكا على روسيا، التي أفسدت النظام القديم".
ورجح كوتراشيف، إمكانية حدوث حرب عالمية ثالثة. وقال: "معطيات الحربين الأولى والثانية موجودة الآن".
وأعاد وأكد على أن "في هذه الحرب (الثالثة) إن وقعت، ليس لدى روسيا شريك ليمنعها هذه المرة".
"عشيرة السفير الروسي"
وعن العلاقات الروسية – العراقية، قال السفير إن بلاد "ترتبط بعلاقات قديمة مع العراق، ليست فقط مع الأنظمة وإنما أيضاً مع الشعب العراقي".
وأضاف: "بعد 2003 استطعنا إنشاء علاقات مستمرة، وأميركا حاولت تخريب العلاقة لكن فشلت" .
واعتبر السفير الروسي أن "أميركا تبتز العراق بقضية الدولار، وبقضية (داعش)، وبيّن أن "(الدواعش) في سجون أميركية بشمال شرق سوريا، وأميركا هي من تقرر أن تفرج عنهم أو لا".
وقال السفير إن "أميركا فشلت بالسيطرة على العراق، وإنما لديها فرص للضغط على العراق".
وأشار إلى أن روسيا "ليست لديها حساسية بتعاون العراق مع أميركا، لكن أميركا تشعر بالوجع كلما تقدمت العلاقات الروسية- العراقية".
وأكد السفير أن بلاده ليس لديها "أجندات مخفية مع العراق"، وتشارك بمشاريع في الجنوب وفي كوردستان، وقال: "لدينا علاقات مع الشيعة بكل تنوعهم، ومع السُنة والكورد".
وأوضح كوتراشيف، أنه "بسب نفقات الحرب في روسيا تمنعنا من فتح مشاريع ثقافية جديدة في العراق ودول أخرى"، كاشفاً عن أن بلاده "أكبر مستثمر بالعراق في مجال النفط والغاز بنحو 20 مليار دولار ، وهو رقم قابل للزيادة".
وأكد أنّ "عقوبات أميركية قد يتعرض لها العراق إذا تعاون مع روسيا في مجال التجارة، ورغم ذلك لا يخاف العراق من علاقاته معنا".
وقال السفير إنه "يحضر مجالس عزاء عاشوراء، لأنه ينحدر من مجتمع في جنوب روسيا لديه طقوس دينية عشائرية مشابهة للعراق".