تظاهر مئات العراقيين مساء اليوم في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، احتجاجاً على حملة الاعتقالات التي أطلقها قائد شرطة المحافظة نجاح العابدي، مؤخراً، وتستهدف مئات الشباب والناشطين رفعت ضدهم دعاوى قضائية إبان تظاهرات تشرين في 2019.
وبشعار "ما ننطيها الساحة النا" ملأ جموع المتظاهرين "ساحة الحبوبي" وسط الناصرية، رافضين قرارات اعتقال الناشطين ومطالبين بإقالة قائد الشرطة الجديد.
وقال أحد المتظاهرين في ساحة الحبوبي لـ"الجبال" إن "هذه الجموع الغفيرة من أبناء ذي قار جاءت رفضاً لسياسة تكميم الأفواه، والاستهداف السياسي لجهة دون غيرها، نحن أبناء ثورة تشرين، ونحن على سلميتنا"، متسائلاً: "لماذا يتم استهداف تشرين دون غيرها؟".
وطالب المتظاهر بـ "تنصيب قائد شرطة كفوء من ضباط محافظة ذي قار"، مبيناً أن "تظاهرتنا جاءت لرفض الاستبداد، واجندة الأحزاب التي تريد فرض سطوتها على المحافظة دون رادع ودون محاسب من ابناء تشرين".
فيما أفاد مراسل "الجبال" في الناصرية بـ "حدوث احتكاك بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين المتواجدين على أحد مداخل ساحة الحبوبي، إذ رشق المتظاهرون الحجارة وقناني الماء، بالمقابل استخدمت قوات الشغب الغاز المسيل للدمون لتفريق المتظاهرين".
والثلاثاء الماضي، صرح العابدي، بوجود أكثر من 4 آلاف أمر قبض بحق أشخاص قال إنهم "متهمون بجرائم أدناها الاحتيال"، وهي معطلة منذ سنوات، مبرراً جملة اعتقالات نفذتها قواته في يوم سابق.
وتمكنت القوات الأمنية، من القبض على أكثر من 300 متهم، خلال ثلاثة أيام فقط، بينهم مستشار المحافظ لشؤون الجرحى والشهداء، علي مهدي عجيل، استجابة لدعوى قضائية كانت قد رفعت ضده خلال فترة التظاهرات التي شهدتها المحافظة عام 2019. في توجّه نحو تفعيل أوامر القبض التي اتهم فيها المحافظ وقائد الشرطة بشنّ "حملة اعتقالات ضد محتجي تشرين".
وأفاد مصدر أمني في شرطة ذي قار، لمنصة "الجبال"، الإثنين الماضي، بأنه "تم اعتقال علي مهدي عجيل في دائرة مكافحة الإرهاب، على خلفية الدعاوى التي كانت قد طالت بعض المتظاهرين، في حين كان عجيل قد شارك في تلك التظاهرات بساحة الحبوبي وسط الناصرية".
ويقول متظاهرون من المحافظة إن "معظم الدعاوى التي يتحدث عنها قائد الشرطة، هي كيدية، وتستهدف الانتقام من محتجي تشرين".
ومنذ أيام تشهد ذي قار تصعيداً أمنياً بسبب قرار تفعيل أوامر القبض المجمدة، وتظاهر المئات اليوم لرفض هذا الأمر.
وأكد النائب في البرلمان العراقي داود العيدان، اليوم الجمعة، لمنصة الجبال، وجود حراك برلماني لـ"منع إراقة دماء المتظاهرين"، مع دعمهم لـ "فرض القانون ضد المجرمين والخارجين عن القانون تحت أي مسمى"، محملاً القوات الأمنية مسؤولية إراقة كل قطرة دم.