قالت حكومة إقليم كوردستان إنها شرعت بإنشاء مشروع "إنارة" الجديد لإنهاء الاعتماد على المولدات الأهلية وتوفير الطاقة الكهربائية الكهربائية على مدار 24 ساعة، في محافظة أربيل، ليتم تعميمه فيما بعد على سائر محافظات إقليم كوردستان.
ويهدف المشروع ـ بحسب الحكومة ـ إلى "القضاء على الانقطاع المتكرر في الطاقة الكهربائية في المنازل والمحال والمرافق العامة"، وقد "تجاوز المرحلة التجريبية الأولى بنجاح في أحد أحياء أربيل، وتم تحديد أحياء أخرى في السليمانية ودهوك لتنفيذ المشروع".
وصباح اليوم الخميس، خلال زيارته لحي شادي في أربيل، أعلن رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، عن مشروع "إنارة"، وقال بعد تفقده وضع الكهرباء في عدد من المنازل والمحال التجارية في الحي، إنه "قبل ثلاثة أشهر، كمرحلة تجريبية لهذا المشروع، تم اختيار (حي شادي) لمعرفة مدى نجاح المشروع. ولقد زرت اليوم عدداً من الأسر وأصحاب العمل وكانوا راضين جداً عن توفير الكهرباء العامة على مدار 24 ساعة".
وأضاف مسرور بارزاني أنه "بالإضافة إلى حي شادي الذي تم اقتراحه ليكون الحي الأول في أربيل للمرحلة التجريبية للمشروع، في المرحلة الثانية والتنفيذ الشامل للمشروع، سيجري ابتداء من الغد توصيل المشروع إلى حي (نازناز) ثم حي (بختياري) وتزويدهما بالكهرباء على مدار 24 ساعة".
وبالتزامن مع تنفيذ المشروع في محافظة أربيل، "ستشمل الخدمة كافة مناطق ومحافظات إقليم كوردستان، وقد تم تحديد عدة أحياء في السليمانية ودهوك لتنفيذ المشروع، ولذلك تم توجيه السلطات المحلية بالتعاون واتخاذ الإجراءات لتنفيذ هذا المشروع في المحافظتين وفي عموم كوردستان".
مزايا المشروع
يهدف المشروع الحكومي إلى "إجراء إصلاحات شاملة في قطاع الكهرباء بحلول نهاية عام 2026 من أجل توفير الكهرباء على مدار 24 ساعة لمواطني إقليم كوردستان، وهو قائم على أساس حماية المواطنين ذوي الدخل المحدود وحمايتهم بشكل تام من ارتفاع الأسعار"، أي "تقديم أفضل الخدمات للمواطنين بأقل التكاليف"، وفق أحاديث الحكومة.
المشروع كما تعبر الحكومة عنه "وطني بالكامل"، ويدار بواسطة الحكومة والعمالة المحلية، دون تدخل أو مساهمة من شركات القطاع الخاص، ويعتمد طريقة الدفع الآجل للخدمة، ومن شأنه القضاء على القطوعات المتكررة للكهرباء كذلك إنهاء الاعتماد على المولدات الأهلية، وتخفيف تكاليف الكهرباء على المواطنين من خلال دفعها لمرة واحدة ولجهة واحدة شهرياً، حيث ستتم جباية أجور الخدمة من قبل موظفي الدولة.
كما سيوفر المشروع "مساحة أوسع من الحرية لممارسة النشاطات اليومية دون التقيد بجدول أو مواعيد محددة لتوفر الطاقة الكهربائية العامة، ما يمنحهم راحة أكبر في ممارسة أعمالهم". كما "سينفع المشروع المرافق والمحال التجارية بتمكينها من تقديم مستوى أفضل من الخدمات للزبائن، وتحسين أدائها باستخدام الطاقة المستدامة، وهو يعد عامل لزيادة الإيرادات وتنشيط حركة التجارة للشركات والمتاجر والمصانع"، بحسب بيان الحكومة.
وبحسب حكومة الإقليم، فإن "إنهاء الاعتماد على المولدات، سيعود بمنافع بيئية كبيرة، من خلال تقليص نسب التلوّث وضمان السلامة بانخفاض الحوادث الطارئة مثل الحرائق الناجمة عن التماس الكهربائي".
آلية التمويل والدفع
يعتمد مشروع "إنارة" على الدفع الآجل للخدمة، وقد "شهد سكان منطقة شادي في المرحلة التجريبية للمشروع تحسناً كبيراً مقارنة بالماضي من حيث الخدمة والتكاليف، حيث قام غالبية المواطنين بدفع 70% من المبلغ المعتاد أو أكثر أو أقل".
وبحسب المعلومات الحكومية، فإنه من أجل "تهيئة المواطنين للخدمة بتوفيرها على مدار 24 ساعة، ولضمان تجربة جيدة مع هذا التغيير، تم تقديم خصم بنسبة 50% في الشهر الأول، مع التواصل المستمر مع المواطنين لإعلامهم بمعدلات استهلاكهم. في حين تقوم الجهات المشرفة على المشروع بتحديد الأسعار للخدمة الجديدة، وستكون ثابتة على خلال ما كان عليه الوضع في عمل المولدات الأهلية التي كانت أسعارها تتفاوت شهرياً وفقاً لساعات التزويد وأسعار الطاقة".
وتقول الحكومة إنه "سيتم خلال المشروع تدوين معلومات المواطنين، خلال عملية شفافة، حيث يتم من خلال تلك المعلومات إخبار المواطنين المواطن بكمية استهلاكهم وكيفية استخدام الكهرباء بشكل رشيد، فضلاً عن الحصول على تخفيضات محددة بعد التسجيل في المشروع".
وستتم "جباية الأموال من المواطنين عبر موظفين حكوميين، يترددون على المواطنين شهرياً. كما سيجري تثبيت عدادات ذكية تمكن المواطنين من مراقبة استهلاكهم للطاقة الكهربائية وترشيدها، كما تمكن الحكومة من مراقبة حجم الطلب على الطاقة في المنطقة والعمل على تحسين الخدمة".