قبيل حلول الصمت الانتخابي.. آنو جوهر: بعض الأحزاب تدفع جهة ميليشياوية لسرقة الكوتا

اتهم السكرتير العام للتحالف المسيحي، آنو جوهر عبدوكا، أحزاباً سياسية بدفع "جهة ميليشياوية لا تمت للمسيحيين بصلة" إلى التدخل بالسياسة في كوردستان ومحاولة "سرقة الكوتا"، بعد إجهاض محاولات تلك الأحزاب لإلغاء المقاعد داخل قبة البرلمان.

وقبيل حلول الصمت الانتخابي، أي انتهاء المدة المحددة للحملة الانتخابية في 15 تشرين الأول الجاري، حذر جوهر من محاولات "مغرضة" لدى بعض الأحزاب تدفع فصيل (كان له دور في سحب وإلغاء المرسوم الرئاسي الخاص بتعيين غبطة البطريرك لويس ساكو بطرياركاً للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم) باتجاه السيطرة على مقاعد الكوتا المسيحية داخل البرلمان.

في 21 شباط 2024، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق قراراً، قضت فيه بتقليص عدد مقاعد إقليم كوردستان من 111 مقعداً إلى 100 مقعد، أي إلغاء مقاعد الكوتا المخصصة للأقليات، وقد لاقى القرار معارضة شديدة من قبل المكونين المسيحي والتركماني، إلى جانب الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لتعدل المحكمة عن قرارها وتخصص 5 مقاعد كوتا للمكونات ضمن الـ100 مقعد المحددة لبرلمان كوردستان.

وقال جوهر متوجهاً إلى المسيحيين، في تدوينة على منصة "إكس": "تمر أمتنا ويمر شعبنا العريق في مرحلة حساسة وحرجة جداً من تاريخ أمتنا مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية في إقليم كوردستان. فبعد الفشل الجزئي للمحاولات المخجلة لبعض الأحزاب والقوى السياسية لمحو وإلغاء مقاعد كوتا شعبنا في البرلمان وإرجاع جزء من حقوقنا النيابية بدعم وموقف  تاريخي من قبل الرئيس مسعود بارزاني وجهود ممثلي أبناء شعبنا في الأحزاب والقوى المنضوية ضمن التحالف المسيحي، تم استرجاع ثلاثة مقاعد من أصل ستة مقاعد تخص كوتا المسيحيين  الكلدان والآشوريين والسريان الآراميين والأرمن في برلمان كوردستان الحبيبة".

وأضاف أن "محاولات هذه الجهات المغرضة لم تقف عند هذا الحد، فبعد إجهاض محاولاتهم لإلغاء مقاعد الكوتا من قبّل الغيورين والوطنيين من أبناء شعبنا، جنحوا نحو محاولة مفضوحة لسرقة ما تبقى من مقاعد الكوتا من خلال دفع جهة ميليشياوية لا تمت لشعبنا بصلة للتدخل في شؤون الحياة السياسية في كوردستان"، مشيراً إلى أن "لهذه الجهة تاريخ من التململ والتلعثم والتخبط السياسي في الساحة السياسية والاجتماعية وخاصة دورها المخجل والوضيع في سحب والغاء المرسوم الرئاسي من غبطة ابينا البطريرك".

وتابع أن "انقسام أحزاب شعبنا بين مشارك ومقاطع للعملية الانتخابية قد يكون مشجعاً لهذه الجهات للمحاولة لسرقة مقاعد كوتا شعبنا من خلال جهود تجمعهم بنفس الجهة السياسية التي حاولت إلغاء مقاعدنا وفشلت وتحاول الالتفاف الآن على شعبنا من خلال تحالف مشبوه بين جهة لا تؤمن بحق شعبنا وجهة لا تمثله البتة وتستخدم نفوذها ومالها السياسي المشبوه لسرقة مقاعده، جهة لا تمثل مسيحي إقليم كوردستان لا من قريب ولا من بعيد"، منوّهاً أن "شعبنا العريق والمحب للسلام والحرية وقرانا ومدننا في إقليم كوردستان مثال جميل للعيش المشترك في الشرق الأوسط والعالم أجمع، شعبنا شارك في جميع الثورات الكوردستانية وبذل الغالي والنفيس في سبيل الوطن وشارك في مسيرة النهضة والبناء منذ الانتفاضة المجيدة ولحد اليوم".

وقال أيضاً: "بعد ثلاثة عقود من مشاركتنا في تجربة إقليم كوردستان، تعتبر عنكاوا اليوم أكبر مدينة مسيحية في الشرق الأوسط. عنكاوا من مدينة تحتضن كنيستين قبل عقدين، تحتضن اليوم 17 كنيسة وديراً، و4 مطرانيات، ومقراً بطريركياً للكنيسة الكلدانية لا مثيل له في العالم. اليوم كوردستان تحتضن المقر البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية الذي انتقل من الولايات المتحدة الأميركية إلى عاصمة الإقليم دلالة على مدى التطور والاستقرار الذي شهدته البلاد"، مشيراً أن "مؤسسات شعبنا في كوردستان، ثقافية وتعليمية وتربويّة وعلميّة واجتماعية وسياسية تتمتع بكامل الحرية والدعم المتوفر لنظرائها وتشارك جنباً إلى جنب في عملية التنمية والتطوير"، داعياً أبناء المكوّن للتصويت لـ "من سيمثلكم بطريقة حقيقية وإرادة حرة ومسؤولية عالية".

ومن المقرر إجراء انتخابات برلمان إقليم كوردستان، الأحد الموافق 20 تشرين الأول الجاري، عقب تأجيلات متكررة دامت لسنتين.