أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي استعداد حكومته لتعزيز وجود الجيش في جنوب البلاد، إذا جرى التوصل إلى وقف لإطلاق نار بين "حزب الله" وإسرائيل، فيما أكد نعيم قاسم، نائب الأمين العام المساعد لـ"حزب الله"، أن ضربات الحزب ضد إسرائيل ستستمر، وأن حزبه "لن يهزم".
وقال ميقاتي في تصريحات صحفية: "لدينا حالياً 4500 جندي في جنوب لبنان، ويُفترض أن نزيد بين سبعة آلاف إلى 11 ألفاً".
وأوضح أنه في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يمكن "نقل جنود من مناطق غير ساخنة" إلى جنوب البلاد.
وأوضح أن الإجراءات الأمنية في مطار بيروت الدولي الوحيد في البلاد جرى تشديدها لسد أي ذرائع لشن هجوم إسرائيلي، مضيفاً أنه "تم تطبيقها منذ أسبوع في المطار الواقع جنوب بيروت بالقرب من المنطقة التي شهدت قصفاً إسرائيلياً مكثفاً".
ورداً على سؤال عما إذا كنت القوات الإسرائيلية باتت موجودة داخل لبنان بعدما أعلنت بدء عمليات توغل بري منذ نهاية شهر أيلول الماضي، أجاب "معلوماتنا أن عمليات كر وفر تحصل، يدخلون ويخرجون".
الظهور الثالث "نعيم قاسم"
بينما خاطب نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، الثلاثاء، الإسرائيليين بأن "الحل" لإنهاء التصعيد المستمر بين الطرفين منذ عام هو وقف إطلاق النار، مؤكداً في الوقت ذاته "قدرة مقاتليه على استهداف أي نقطة في إسرائيل".
وقال قاسم، في كلمة هي الثالثة عبر الشاشة منذ اغتيال حسن نصر الله الأمين العام للحزب في 27 أيلول، "من حق المقاتلين استهداف أي نقطة في إسرائيل بعد استهدافها كل لبنان"، مشددا على أن حزبه "لن يُهزم" باعتباره "صاحب الأرض".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تعهد مساء الاثنين "بمواصلة ضرب حزب الله بلا رحمة في كل مكان في لبنان، بما يشمل بيروت".
جاء ذلك خلال زيارته قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل، بعد يوم من مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة العشرات في هجوم لحزب الله بطائرة مسيرة على قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل.
وأضاف أن كل شيء يسير "وفقاً لاعتبارات عملياتية. لقد أثبتنا ذلك مؤخراً وسنستمر في إثبات ذلك في الأيام المقبلة أيضاً".
وقال الجيش إنه "يحقق في كيفية إفلات المسيرة من أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، وضرب منشأة تدريب لواء غولاني بالقرب من بلدة بنيامينا".
وقال حزب الله إن "الهجوم كان رداً على الهجمات الإسرائيلية القاتلة في لبنان، والتي تقول وزارة الصحة في البلاد إنها قتلت نحو 1700 شخص خلال الشهر الماضي".
ضحايا ونازحون
بالمقابل تقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن "ما يقرب من مليون ومائتي ألف شخص في لبنان أجبروا على الفرار من منازلهم، وفق ما أحصته الحكومة اللبنانية".
وأضافت المفوضية أنها "تعمل جنبا إلى جنب مع السلطات اللبنانية والشركاء لتوفير الدعم للنازحين في عموم أرجاء لبنان".
قالت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية للإعلام الثلاثاء إن 23 قتيلاً سقطوا جراء غارة جوية إسرائيلية في بلدة أيطو في منطقة زغرتا، في هجوم غير مألوف على شمال لبنان.
وأصابت الغارة مبنى سكنياً في أيطو في قضاء زغرتا، وهي بلدة ذات أغلبية مسيحية مارونية، تقع في الجبال بالقرب من مدينة طرابلس الساحلية الشمالية الغربية.
وأوضحت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن المبنى المستهدف يضم نحو ثلاثين نازحاً من الجنوب معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، أتوا من عيترون.
وتعد البلدة بعيدة عن المناطق التي نفذ فيها الجيش الإسرائيلي آلاف الغارات التي استهدفت حزب الله. وقال أهل القرية إنه لم يتلقوا أي تحذير، فقد شهدوا فجأة انفجاراً ضخماً في المكان.
وأوضحوا أن العديد من العائلات النازحة بسبب الحرب في الجنوب انتقلت مؤخراً إلى أيطو، وأن المنزل الذي تعرض للقصف جرى تأجيره لأشخاص جدد قبل أسبوعين فقط.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إنها تجري اختبارات الحمض النووي لتحديد هويات بقايا الجثث التي انتشلها المسعفون من مكان الحادث.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على التقارير.
قوات اليونيفيل
في الأثناء طالبت رئيسة الوزراء الإيطالية يوم الثلاثاء، بتوفير مزيد من الأمن لجميع جنود بلادها في لبنان.
وقالت رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني أمام مجلس الشيوخ قبل اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل يومي 17 و18 تشرين الأول: "نعتقد أن موقف القوات الإسرائيلية غير مبرر على الإطلاق، بالإضافة إلى كونه انتهاكاً صارخاً" لقرار الأمم المتحدة بشأن إنهاء الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل.
وتنشر إيطاليا قوات في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المعروفة باسم اليونيفيل، وفي بعثة منفصلة،بهدف تدريب القوات المسلحة المحلية.
في السياق ذاته، عبّر مجلس الأمن الدولي عن قلقه الشديد بعد تعرض عدد من مواقع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) لإطلاق نار.
وحث مجلس الأمن في بيان "جميع الأطراف على احترام سلامة وأمن قوات اليونيفيل ومقارها".
كما دعا في بيانه "جميع الأطراف في لبنان إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي"، وعبّر عن قلق المجلس البالغ "إزاء سقوط ضحايا مدنيين وتدمير بنية تحتية مدنية".
وجدد المجلس الدعوة "للتنفيذ الكامل للقرار 1701" مؤكداً أن هناك "حاجة لمزيد من التدابير العملية لتحقيق هذه النتيجة".
وأشار البيان إلى "أهمية إيجاد مسارات دبلوماسية تُفضي إلى نهاية دائمة للصراع".
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مجدداً الاثنين، قوات اليونيفيل، إلى إخلاء بعض المواقع القريبة من حدود بين إسرائيل ولبنان، ووصف نتنياهو الاتهامات حول تعمد القوات الإسرائيلية استهداف اليونيفيل بأنها "خاطئة كلياً".
وانتقدت العديد من الدول "إسرائيل" بعد الإعلان عن وقوع إصابات وأضرار بقوات اليونيفيل.
وفي وقت سابق رفضت قوة اليونيفيل الاستجابة لطلب جيش الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب مسافة خمسة كيلومترات شمالاً، وفق ما قالته اليونيفيل.
في الميدان
وأعلن حزب الله عن "صد مقاتليه لمحاولة تسلل قوة مشاة" إسرائيلية، عند بلدة رب ثلاثين من الناحية الشرقية"، صباح الثلاثاء، وأكد الحزب في بيانه أن "مقاتليه اشتبكوا مع القوة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية".
ونشر الحزب عدة بيانات الثلاثاء، قال فيها إنه استهدف تجمعا لقوات إسرائيلية في خلة وردة وآخرَ في مزارع شبعا برشقات صاروخية بالإضافة إلى استهداف منطقة كريات شمونة وبلدات إسرائيلية "بصليات صاروخية".
وأعلن حزب الله أن وحدات الدفاع الجوي أسقطت طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع "هيرميس 450" الثلاثاء.
وقال الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء، إنه هاجم 200 هدف في منطقة جنوب لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيراً إلى أنه "قتل عشرات من عناصر حزب الله".
وأفاد الجيش الإسرائيلي "باعتراضه صاروخين أطلقا من لبنان باتجاه حيفا"، وكانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية قد أعلنت أن صفارات الإنذار دوت في مدن وبلدات عدة جنوب حيفا وفي زيخرون يعكوف ومنطقة الكرمل بعد رصد إطلاق صواريخ.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حزب الله "يكثف من استخدام الصواريخ الباليستية"، مضيفة أن "الحزب يتسبب في دخول مئات آلاف الإسرائيليين إلى الملاجئ".