عدّ رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، الأربعاء 24 كانون الأول 2025، استقلال القضاء، "حجر الزاوية" في النظام الديمقراطي الحقيقي، وذلك بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس محكمة التمييز.
وقال زيدان في كلمة ألقاها خلال احتفالية بمناسبة مرور قرن على تأسيس محكمة التمييز الاتحادية 1925، نقلها مكتبه الإعلامي وتابعتها "الجبال"، "نقف اليوم أمام لحظة تأريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لحظة نستحضر فيها مئة عام من العمل القضائي المخلص، ومن السعي الحثيث لترسيخ سيادة القانون، وتحقيق العدالة، وصون حقوق الأفراد وحرياتهم".
وأشار إلى أن "المحكمة كانت وماتزال رمزاً للاستقرار القانوني ومصدراً موثوقاً لتطبيق وتفسير النصوص، وضماناً لوحدة الاجتهاد القضائي في البلاد، لم تكن فقط محكمة تراجع الأحكام والقرارات، بل كانت وما زالت ذاكرة قانونية حّية، تحفظ مسار العدالة وتطوره عبر الأجيال".
وتابع، "لقد مرت هذه المحكمة، كغيرها من مؤسسات الدولة، بمحطات صعبة، وتحملت أعباء مراحل دقيقة من تاريخ العراق السياسي والاجتماعي، لكنها بقيت ثابتة في موقعها، متمسكة بمبادئها، محافظة على استقلالها، مؤمنة بدورها في بناء دولة القانون".
ولفت إلى أن "استقلال القضاء هو حجر الزاوية في أي نظام ديمقراطي حقيقي، وهو ليس منّة من أحد، بل هو حق دستوري مكفول، نتمسك به وندافع عنه لأنه الضامن الوحيد للعدالة، والمصدر الأول لثقة المواطن في مؤسسات الدولة".
وذكر زيدان، أنه "في هذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نستذكر بكل فخر واعتزاز من سبقونا في هذه المسيرة، من القضاة الأوائل الذين وضعوا اللبنات الأولى لهذا الصرح العظيم وساروا به نحو ما نحن عليه اليوم. ونخصّ بالذكر من قّدموا تضحيات جسيمة في سبيل أداء واجبهم، منهم من كتب التأريخ بقراراته، ومنهم من كتب التأريخ بدمه، لهم جميعاً نقف اليوم وقفة وفاء وتقدير".
ولفت إلى أن "احتفالنا اليوم ليس فقط لتكريم الماضي، بل هو دعوة للتفكير في المستقبل، كيف نحافظ على إرث محكمة التمييز، كيف نطور أدواتنا القضائية ونواكب العصر، كيف نمنح القضاء ما يستحقه من دعم واهتمام، لكي يبقى قوياً مستقلاً مهاباً في عيون الجميع، هذه هي مسؤوليتنا جميعاً وعلينا أن نعمل معاً لتحقيق ذلك".
فائق زيدان (إعلام مجلس القضاء الأعلى)