عقدت اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني، الخميس 18 كانون الأول 2025، اجتماعاً موسّعاً، بحثت خلاله عدة ملفات، أبرزها تشكيل حكومة إقليم كوردستان، وانتخابات مجلس النواب العراقي، والشراكة والعمل في بغداد، بالإضافة إلى الوضع السياسي في المنطقة، وتنفيذ الملفات العالقة مع بغداد.
وقالت اللجنة في بيان ترجمته "الجبال" نسخة منه، إن "الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لا يرى من الصواب خلط حوارات تشكيل كابينة الإقليم مع الحكومة الاتحادية؛ إذ يجب حلّ قضايا الإقليم أولاً، ثم اتخاذ الخطوات اللازمة والمشتركة تجاه بغداد، وقد بدأ وفد حزبنا بمهامه بهذا الصدد".
وأكّد الاجتماع، وفق البيان، على "ضرورة تنفيذ الملفات العالقة مع بغداد، مثل: المادة 140، تأسيس مجلس الاتحاد، تشكيل المحكمة الاتحادية وفق الدستور، وقانون النفط والغاز"، كما شدّد على "السعي الجدي لتعديل قانون الانتخابات العراقي غير العادل، وحل ملف الموازنة والرواتب بشكل دائم وبما يتوافق مع النظام الفيدرالي، وتم تحديد وفد رفيع من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لهذا الغرض".
وأدناه نصّ البيان:
بإشراف فخامة الرئيس مسعود بارزاني، وحضور السادة نائبي الرئيس وأعضاء اللجنة المركزية ومسؤولي الفروع، عقدت اللجنة المركزية لحزبنا، اليوم الخميس الموافق 18 كانون الأول 2025، اجتماعاً موسعاً.
بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وتكريماً للأرواح الطاهرة لشهداء كوردستان، وفي مقدمتهم "بارزاني الخالد" والراحل "كاك إدريس". بعد ذلك، تم طرح ومناقشة عدة قضايا ومحاور هامة وآنية، واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها:
المحور الأول: تشكيل الكابينة العاشرة لحكومة إقليم كوردستان
بدأت هذه العملية بالتزامن مع انتهاء انتخابات العام الماضي، ومن المؤسف أنه لم يتم حتى الآن تفعيل برلمان كوردستان، وانتخاب رئيس الإقليم، وتشكيل الكابينة العاشرة.
إن حزبنا، وفور المصادقة على نتائج الانتخابات، قام عبر وفد خاص بزيارة الأحزاب والأطراف الكوردستانية وفتح باب الحوار بهدف تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة، إلا أن بعض الأطراف اختارت صفوف المعارضة، ونحن نحترم خيارها. في الوقت نفسه، استمرت الحوارات بين حزبنا والاتحاد الوطني الكوردستاني، وقد بذلنا جهوداً كبيرة لكي لا يصل اتفاقنا إلى وقت انتخابات مجلس النواب العراقي، ولكن للأسف، قام الاتحاد الوطني -بسبب قراءات وتوقعات مسبقة خاطئة لنتائج انتخابات مجلس النواب- بإطالة أمد الحوارات دون مبرر إلى ما بعد انتهاء انتخابات 11/11/2025، رغم تنبيههم بأن ظروف ما قبل الانتخابات وما بعدها لن تكون بنفس الأرضية والمعطيات، لكن الاتحاد الوطني كان قد اتخذ قراره.
حالياً، لا يزال باب الحوار لدينا مفتوحاً للاتفاق وفقاً لنتائج واستحقاقات انتخابات برلمان كوردستان، ويجب احترام أصوات وثقة شعب كوردستان. إن حزبنا لا يرى من الصواب خلط حوارات تشكيل كابينة الإقليم مع الحكومة الاتحادية؛ إذ يجب حل قضايا الإقليم أولاً، ثم اتخاذ الخطوات اللازمة والمشتركة تجاه بغداد، وقد بدأ وفد حزبنا بمهامه بهذا الصدد.
المحور الثاني: انتخابات مجلس النواب العراقي الفيدرالي
ناقش الاجتماع انتخابات 11/11/2025، حيث حقق حزبنا نصراً كبيراً وضمن أصوات وثقة أكثر من مليون ومئة ألف ناخب في كوردستان والعراق، وحصل على عدد ملحوظ من مقاعد المحافظات. هذا النصر هو ثمرة نضال ودماء الشهداء وحنكة وجهود كوادر وأعضاء وجماهير حزبنا ونهج البارزاني الخالد، ونتيجة ثقة شعب الإقليم والمناطق الكوردستانية خارج إدارة الإقليم بقيادة وأجهزة حزبنا.
لذا، قدم الاجتماع الشكر لكافة المسؤولين الحزبيين والحكوميين والبيشمركة والكوادر، ولعوائل الشهداء والجماهير المخلصة، وللجان وفرق الانتخابات والمنظمات المهنية، على تفانيهم في إنجاح الحزب. كما شكر الأجهزة الأمنية لتوفيرها أجواءً هادئة للعملية، وبارك للمرشحين الفائزين، مثمناً دور كافة مرشحي القائمة (275) الذين عملوا بإخلاص. ودعا الاجتماع الفائزين لتمثيل آلام وآمال كافة مواطني كوردستان والعراق بصدق، والعمل على سن قوانين تخدم الشعوب وتكريس الحكم الرشيد.
المحور الثالث: الشراكة والعمل في بغداد
يرى الاجتماع أن من حق شعب كوردستان التفاوض في بغداد بصوت واحد وصفٍّ واحد كأمة كوردية، وليس كأحزاب سياسية. يجب أن يكون الكورد والكوردستانيون شركاء حقيقيين في حكم العراق مع الإخوة الشيعة والسنة، مع مراعاة حقوق كافة المكونات الأخرى، تماماً كما تأسست الدولة العراقية الجديدة على ثلاثة مبادئ: (الشراكة، التوازن، التوافق)، والتي أصبحت روح الدستور الدائم.
يؤكد الاجتماع ضرورة تنفيذ الملفات العالقة مثل: المادة (140)، تأسيس مجلس الاتحاد، تشكيل المحكمة الاتحادية وفق الدستور، وقانون النفط والغاز. كما شدد على السعي الجدي لتعديل قانون الانتخابات العراقي غير العادل، وحل ملف الموازنة والرواتب بشكل دائم وبما يتوافق مع النظام الفيدرالي. ولهذا الغرض، تم تحديد وفد رفيع المستوى من حزبنا.
المحور الرابع: الوضع السياسي في المنطقة
تم تداول الأوضاع السياسية العامة في المنطقة والعراق وكوردستان. وأشار الاجتماع إلى أن التطورات في تركيا بخصوص حل القضية الكوردية وعملية السلام هي مبعث أمل وسيكون لها أثر إيجابي على كافة المجالات.
أما بخصوص التغييرات في سوريا، فقد رحب الاجتماع برؤية الدول الرامية لاستقرار سوريا، والتي تربط الاستقرار بمدى احترام خصوصية المكونات المختلفة، ومن بينها الشعب الكوردي. ونأمل أن تكون هذه التغييرات، عبر استخلاص الدروس من أخطاء الماضي، سبباً لضمان حقوق وحريات كافة المكونات القومية والدينية والمذهبية والتعايش السلمي الحضاري.
المحور الخامس: الشؤون التنظيمية
قدمت مكاتب التنظيم في المحافظات تحليلاً لأنشطتها ومشاكلها. وناقش الاجتماع مقترحات لتعزيز الروابط مع الجماهير في المدن والقرى، لتقوم الأجهزة الحزبية بدور أسرع في نقل مطالب وآراء الناس إلى القيادة، ليقوم زملاؤنا المسؤولون في حكومتي الإقليم والمركز بدورهم في حل تلك المشكلات وتوفير الاحتياجات.
وفي الختام، اتخذ الاجتماع عدة قرارات بشأن المواضيع التي كانت تتطلب بتّاً قانونياً وتنظيمياً.
اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني (مواقع التواصل)