سجّل شط العرب ومناطق عدة في محافظة البصرة انخفاضاً ملحوظاً في مستويات الملوحة خلال الأيام الماضية، ويعود ذلك إلى زيادة تدفقات المياه من ناظم "قلعة صالح" آخر حلقة تنظيمية على نهر دجلة المرتبط بشكل مباشر بتدفقات المياه العذبة، إلى جانب فتح المياه الإيرانية من نهر كارون عبر سد "الغاطس" ما أسهم في دفع كتل مياه عذبة باتجاه المصب وكسر الموجة الملحية القادمة من الخليج.
بهذا الشأن، بيّن الخبير المائي جاسم الأسدي في حديث لـ"الجبال"، اليوم الثلاثاء، أن في منطقة "القرنة" شمال البصرة كانت نسب الملوحة قبل الأمطار تصل إلى 4000 ppm، وانخفضت اليوم إلى 1560 ppm.
وأضاف "أما في منطقة العشار، فكانت الملوحة قبل الأمطار تصل إلى 25000 ppm، بينما سجلت اليوم 22000 ppm، في حين تراجع مستوى الملوحة في شط العرب بمنطقة السيحان مقابل نهر كارون من 35000 ppm قبل الأمطار إلى 11600 ppm بعد فتح بوابات نهر كارون وتحرك المياه العذبة عبر سد الغاطس".
أكّد الأسدي أن ناظم "قلعة صالح" يعمل كموزّع مركزي للمياه العذبة باتجاه شط العرب، مشيراً أن "فتح أكثر من بوابة خلال الأيام الماضية يساهم في تعزيز الجريان النهري ودفع المياه العذبة إلى المصب، ما أدى إلى خفض نسب الملوحة بشكل ملحوظ".
وقال الأسدي إن "فتح بوابات نهر كارون الإيراني بعد زيادة السيولة ساهم في توجيه جزء من المياه إلى شط العرب، ما عزز التحسن الحالي في مستويات الملوحة".
خصوبة
من جانبه، ذكر حسين كاظم، أحد المزارعين بمنطقة الزبير، في حديث لـ"الجبال" أن انخفاض الملوحة ساهم في تحسن نوعية المياه الزراعية، والحد من تدهور الأراضي، مشيراً إلى أن الملوحة العالية سابقاً كانت تؤدي إلى تملّح التربة وجعلها غير صالحة للزراعة على المدى الطويل.
وأضاف المزارع أن "انخفاض الملوحة جعل التربة أكثر خصوبة واستدامة، كما مكن من استعادة أراضٍ كانت قد هجرت بسبب الملوحة"، منوّهاً أن "تدفقات المياه العذبة المستمرة تقلل الاعتماد على المياه الجوفية شديدة الملوحة، ما يتيح ممارسة الزراعة بشكل أكثر استدامة ويحد من استنزاف الموارد الطبيعية".
أكد كاظم أن صعوبة الزراعة بسبب الملوحة كانت سبباً رئيسياً في نزوح بعض العائلات من المناطق الريفية، لافتاً إلى أن "التحسّن الحالي يعيد استقرار الأهالي، ويزيد من فرص الإنتاج الزراعي".
نهر في البصرة