أفاد مصدر مطّلع، بعقد اجتماع سياسي في منزل محافظ البصرة أسعد العيداني، ضمّ عدداً من أعضاء مجلس محافظة البصرة لبحث انضمام أربعة أعضاء إلى كتلة "تصميم"، في خطوة تهدف إلى تعويض ثلاثة أعضاء انسحبوا مؤخراً باتجاه كتلة جديدة تحمل اسم "البصرة".
وذكر المصدر في حديث لمنصة "الجبال"، اليوم الثلاثاء 16 كانون الأول 2025، أن "العيداني عقد يوم أمس اجتماعاً منفصلًا مع عضو مجلس محافظة البصرة عن تيار الحكمة حسن شداد الفارس، مشيراً إلى "وجود مؤشرات تؤكد قرب انضمام عضو المجلس جهاد العبادي إلى جانب عضو آخر هو صباح البزوني، إلى كتلة (تصميم)".
وبحسب المصدر فإن العيداني نشر حالة عبر تطبيق واتساب كتب فيها "سلام الله على 14" في إشارة فسّرها مراقبون على أنها رسالة سياسية تعكس مساعي تثبيت عدد أعضاء الكتلة داخل مجلس المحافظة.
تفكك مفاجئ
يذكر أنه يوم الأحد الماضي، أعلن ثلاثة أعضاء في كتلة "تحالف تصميم" بمجلس محافظة البصرة، بينهم شاكر العامري، ومهند المازني، وسعود علوان المنتمي لـ"تجمع العدالة والوحدة" ضمن "تحالف تصميم"، عن انسحابهم رسمياً من الكتلة، والتوجّه نحو تشكيل كتلة جديدة باسم "كتلة البصرة".
وقال العامري في تصريح لمنصّة "الجبال" إن "الهدف من الانسحاب وتأسيس الكتلة الجديدة لاتخاذ قراراتها التي ستصدر من داخل المجلس دون أي تأثيرات خارجية"، وأن "المرحلة المقبلة ستشهد رفع السطوة عن بعض المدراء والمسؤولين".
وأضاف أن "الهدف الأساسي للكتلة الجديدة هو فتح ملفات الفساد بكل شفافية ومهنية مع التأكيد على أن لا حصانة لأي جهة أو شخص تظهر عليه نقاط سوداء في دائرته بما يخدم مصالح المواطنين في البصرة".
في المقابل، قال عضو "كتلة البصرة"، نوفل المنصوري في حديث لمنصّة "الجبال"، إن "كتلته ستتحرك بجرأة داخل المجلس، وستعمل بحدّية تامة وإجراءات صارمة"، مشيراً إلى أن "كتلته لن تتوقف عند حدّ معين في محاسبة المقصرين".
وأوضح أن "الكتلة لن تسمح بأي محاباة أو حماية لأي جهة أو مسؤول، وأنها ستسعى لتطبيق آليات محاسبة واضحة لكل من يقصّر في أداء مهامه بما يضمن حق المواطنين في متابعة شؤونهم وحماية مصالحهم".
مفاوضات
وكشف نائب رئيس مجلس محافظة البصرة، أسامة السعد، عن وجود مفاوضات وتحركات سياسية تُجرى في الوقت الراهن بين زعيم الطائفة الشيخية عبد العال الموسوي ومحافظ البصرة في إطار مساعٍ تهدف إلى تعزيز الاستقرار داخل مجلس المحافظة واحتواء تداعيات قرار انسحاب ثلاثة أعضاء من كتلة تصميم.
وقال السعد في حديث خاص لمنصّة "الجبال"، الاثنين، إن "هذه المباحثات تأتي في سياق الحفاظ على تماسك العمل المؤسسي داخل المجلس ومنع انعكاس الخلافات السياسية على أداء المجلس أو على الملفات الخدمية والتنموية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر".
وأوضح أن "كتلة تصميم ما تزال تُعد الكتلة الأكبر داخل مجلس محافظة البصرة حتى بعد انضمام حزب العدالة والوحدة إلى كتلة البصرة المشكلة حديثاً"، وأن "هذا التحوّل لم يُحدث تغييراً جوهرياً في توازنات المجلس أو في قدرته على أداء مهامه".
"عضوية مشروطة"
بدوره، علّق رئيس "تجمع العدالة والوحدة" عامر الفائز، على الأحداث داخل مجلس محافظة البصرة، مؤكداً أنها لا تستهدف العيداني بشخصه.
وقال الفائز في بيان، إن "عدداً من الأخوة والأخوات أعضاء مجلس محافظة البصرة، وبعد أن لمسوا تعطّل الدور الرقابي للمجلس، بل وحتى تلكؤ تمرير المشاريع التي تخدم البصرة وأهلها، نتيجة المناكفات السياسية وتقاطع المصالح الحزبية والكتلوية، قرّروا تشكيل كتلة أُطلق عليها اسم (كتلة البصرة)، بعيداً عن التوجهات والانتماءات السياسية، بهدف تحسين أداء المجلس وتفعيل دوره الرقابي".
وأضاف، "لا تستهدف هذه الكتلة أي موقع تنفيذي، ابتداءً من محافظ البصرة أسعد العيداني، وصولاً إلى أصغر موقع تنفيذي، مع الاحتفاظ بصلاحيات المجلس الرقابية والإجراءات القانونية، والصلاحيات التي منحها قانون مجالس المحافظات".
وتابع، "بناءً على ذلك، تضمنت شروط العضوية للالتحاق بهذه الكتلة العملَ والرقابة داخل المجلس، بعيداً عن أي استهداف سياسي أو توجه حزبي أو كتلوي".
مجلس محافظة البصرة/ أرشيفية