قدمت كتائب سيد الشهداء تفسيراً مختلفاً لتوجيهات مرجعية النجف بخصوص الأزمة في لبنان، فيما اعتبرت أن "البطانية وبطل الزيت" لن تنهي الحرب بالمنطقة بدون تدخل "صواريخ ومسّيرات المقاومة"، على حد تعبيرها.
وقال كاظم الفرطوسي المتحدث باسم "كتائب سيد الشهداء" حول بيان مرجعية السيستاني الأخير بشأن الأوضاع في لبنان، أنه "لم يقيد العمل في الجانب الإنساني والسياسي فقط"، مضيفاً أن "عبارة تقديم كل ما يمكن لمساعدة لبنان قد يعني أيضاً القتال".
وبيّن الفرطوسي في حوار تلفزيوني تابعته منصة "الجبال"، أن "مرجعية السيستاني تعلم أيضاً أن إسرائيل لا تفهم غير التعامل بالقوة والقتال"، منتقداً تفسيرات باسم العوادي، المتحدث باسم الحكومة الذي أكد أن الأخيرة تعمل على ضوء "خطاب السيستاني"، واعتبره "غير مؤهل للحديث في هذا الشأن".
وتابع الفرطوسي أن "العدوان على غزة ولبنان لن يتوقف إلا بالقوة، وإسرائيل لا تفهم أي منطق آخر".
وعن فصائل المقاومة العراقية، بيّن المتحدث باسم " كتائب سيد الشهداء"، بأنها تقاتل منذ حرب غزة في (أكتوبر 2023)، وهي تدافع عن "العراقيين وأبناء غزة ولبنان".
وأضاف: "لا يكفي البكاء والدعاء وإرسال المساعدات التي لاتعبر الحدود، نحن نقدم مساعدات بالصواريخ والمسّيرات التي قد تخفف آثار العدوان".
وأشار الفرطوسي إلى أن أهداف إسرائيل لم تتحقق بإنهاء "حماس" أو "إخراج الرهائن"، كما أن "حزب الله ما زال يمنع تقدم العدو مئات أمتار فقط في جنوب لبنان".
وقال إن الفصائل في العراق واليمن وسوريا "جسد واحد"، ونحن "لا نهتم للحسابات السياسية أو الحدود أمام إطفالنا ونساؤنا التي تنتهك أعرضها في لبنان وفلسطين، ولا نهتم للمساعدات الإنسانية، نحن عندنا إمكانية الحرب، وهي حرب دفاعية".
وأضاف متسائلا: "ما هو الحل أمام الآلية الوحشية التي تفتك بالأطفال والنساء في غزة ولبنان؟"، موضحاً: "نحن شكلنا جبهات إسناد من العراق واليمن، وإسرائيل اعترفت أن ضربات المقاومة من العراق واليمن أضرت لو حتى واحد بالمليون، لكن أفضل من الجلوس والتفرج على القتل والتهجير"، لأن "البطانية وبطل الزيت لن تنهي الحرب".
واعتبر الفرطوسي استخدام الفصائل الأراضي العراقية أو غيرها لاستهداف إسرائيل هو "أمر فني يخص المقاومة"، كما قال إن "حزب الله وقوة الرضوان لا يحتاجون الدعم على الأرض في جنوب لبنان، خصوصاً وأن معهم 17 ألف مقاتل من حركة أمل".
وقال إن هناك "قيادة متناسقة للمقاومة من الأرض والجو والخطاب السياسي"، مبيناً: "نحن لا نريد أن نكون مثل السعودية والإمارات نفتح أراضينا للإسرائيليين وتملأ جيوبنا بالنقود ولكن بلا كرامة".
وذكر أن خسارة حسن نصر الله، أمين عام "حزب الله" كبيرة، والحرب فيها خسارات، وأضاف: "لم ندعي أننا متفوقون على إسرائيل من حيث الإمكانيات العسكرية، لكن يمكن أن نتفوق في حرب العصابات والاستنزاف، وإحراج المجتمع الدولي".
ورغم ذلك يعود المتحدث باسم الفصيل المسلح، ليقول إنهم يدعمون "أي حلول دبلوماسية للأزمة"، كما يقول إن "إسرائيل تحاول أن تحرج أمريكا وتزجها بمشاركة بالحرب، ونحن لا نستهدف القواعد الأمريكية واستنكرنا استهداف مطار بغداد الأخير".
من جانب آخر كشف الفرطوسي لأول مرة، عن معلومات تتعلق بقيام اسرائيل في فترة حكم عادل عبد المهدي في 2018، بالقيام بـ"72 طلعة جوية في سماء العراق بين طيران حربي ومسّير".
وقال إن "إسرائيل وبحسب ما أبلغت الولايات المتحدة عبد المهدي، أنها قصف قاعدة الصقر في بغداد، ووجهت ضربات أخرى للفصائل على الحدود".