مبنى وزارة الموارد المائية
أكدت وزارة الموارد المائية العراقية، اليوم الأربعاء، أن الأمطار الأخيرة رفعت الخزين المائي وتدعم جهود مواجهة الجفاف، مبينة أن "كل قطرة مطر مهمة لتعويض النقص واستقرار الأمن المائي".
المتحدث باسم الوزارة، خالد شمال، قال في حديث لـ"الجبال"، إن "موجات الأمطار التي شهدتها عدة محافظات عراقية خلال الفترة الأخيرة أسهمت في تعزيز الخزين المائي للسدود والأنهار، بعد سنوات من الجفاف وانحسار الإيرادات المائية القادمة من دول المنبع، وتلك الهطولات أضافت نحو 250 مليون متر مكعب إلى الخزين القومي، ما انعكس إيجاباً على الزراعة الشتوية والمراعي الطبيعية وتحسين مستوى المياه الجوفية".
وبيّن شمال أن "العراق لا يزال يعاني من انخفاض تاريخي في خزينه من المياه، إذ تراجع في العام الحالي إلى ما يقارب 10 مليارات متر مكعب، وهو أدنى مستوى يسجل منذ 80 عاماً، بينما كان من المفترض أن تبلغ الخزينات مع بداية موسم الصيف ما لا يقل عن 18 مليار متر مكعب لضمان الأمن المائي"، مضيفاً أن "الأزمة المائية أجبرت الوزارة على اتخاذ إجراءات تقشفية، من بينها تقليص المساحات الزراعية وتقليل الاستخدامات المائية في الزراعة والصناعة، لتأمين متطلبات مياه الشرب والحاجات الأساسية للمواطنين، بعدما أصبح الخزين المتوفر نصف ما يحتاجه البلد فعلياً".
أكد شمال أن "تحقيق الاكتفاء المائي والزراعي في حال زراعة 13 مليون دونم سنوياً يتطلب إيرادات مائية تصل إلى نحو 54 مليار متر مكعب سنوياً، فيما تحتاج المساحات المزروعة الحالية البالغة 7–8 ملايين دونم إلى ما يقارب 46 مليار متر مكعب سنوياً من المياه، ما يبرز حجم الفجوة بين الاحتياج والمتاح فعلياً"، مشدّداً أنه "على المواطنين والمزارعين التعاون في جهود ترشيد الاستهلاك والحفاظ على كل قطرة مياه، فالأمطار تعد مصدراً أساسياً لتعويض العجز المائي وتعزيز الخزين الإستراتيجي خلال الفترة المقبلة، مع استمرار الوزارة في تطوير شبكات الري واستراتيجيات حصاد المياه، إلى جانب السعي لتأمين اتفاقات منصفة مع دول المنبع لضمان حصص عادلة من مياه الأنهار".
